[فصل الصاد المهملة]
  دُرَيْدُ بن الصِّمَّة؛ وقول جرير:
  سَعَرْتُ عَلَيْكَ الحَرْبَ تَغْلي قُدُورُها ... فهَلَّا غَداةَ الصِّمَّتَيْن تُدِيمُها(١)
  أَراد بالصِّمَّتين أَبا دُرَيْدٍ وعَمَّه مالِكاً.
  وصَمَّمَ أَي عَضَّ ونَيَّب فلم يُرْسِلْ ما عَضّ.
  وصَمَّمَ الحَيّةُ في عَضَّتِه: نَيَّبَ؛ قال المُتَلمِّس:
  فأَطْرَقَ إطْراقَ الشُّجاعِ، ولو رَأَى ... مَساغاً لِنابَيْه الشُّجاعُ لَصَمَّما
  وأَنشده بعض المتأَخرين من النحويين: لِناباه؛ قال الأَزهري: هكذا أَنشده الفراء لناباه على اللغة القديمة لبعض العرب(٢).
  والصَّمِيمُ: العَظْمُ الذي به قِوامُ العُضْو كصَميم الوَظِيف وصَميمِ الرأْس؛ وبه يقال للرجل: هو من صَمِيم قومه إذا كان من خالِصِهم، ولذلك قيل في ضِدِّه وَشِيظٌ لأَن الوَشِيظَ أَصغرُ منه؛ وأَنشد الكسائي:
  بمَصْرَعِنا النُّعْمانَ، يوم تأَلَّبَتْ ... علينا تَميمٌ من شَظىً وصَمِيمِ
  وصَمِيمُ كلِّ شيء: بُنْكه وخالِصه.
  يقال: هو في صَميم قَوْمِه.
  وصَميمُ الحرِّ والبرد: شدّتُه.
  وصَميمُ القيظِ: أَشدُّه حرّاً.
  وصَميمُ الشتاء: أَشدُّه برْداً؛ قال خُفَاف بن نُدْبَةَ:
  وإنْ تَكُ خَيْلي قد أُصِيبَ صَمِيمُها ... فعَمْداً على عَيْنٍ تَيَمَّمْتُ مالكا
  قال أَبو عبيد: وكان صَميمَ خيله يومئذ معاوية أخو خَنْساء، قتله دُرَيْدٌ وهاشم ابْنا حرملةَ المُرِّيانِ؛ قال ابن بري: وصواب إنشاده: إن تكُ خيلي، بغير واو على الخرم لأَنه أول القصيدة.
  ورجل صَمِيمٌ: مَحْضٌ، وكذلك الاثنان والجمع والمؤنتُ.
  والتَّصْميمُ: المُضِيُّ في الأَمر.
  أَبو بكر: صَمَّمَ فلانٌ على كذا أَي مَضَى على رأْيه بعد إرادته.
  وصَمَّمَ في السير وغيره أي مَضَى؛ قال حُمَيد بن ثَوْر:
  وحَصْحَصَ في صُمِّ القَنَا ثَفِناتِه ... وناءَ بِسَلْمَى نَوْءةً ثم صَمَّما
  ويقال للضارب بالسيف إذا أصابَ العظم فأنْفذ الضريبة: قد صَمَّمَ، فهو مُصَمِّم، فإذا أَصاب المَفْصِل، فهو مُطَبِّقٌ؛ وأَنشد أَبو عبيد:
  يُصَمِّمُ أَحْياناً وحِيناً يُطَبِّقُ
  أَراد أَنه يَضْرِب مرَّةً صَمِيمَ العظم ومَرَّةً يُصِيب المَفْصِل.
  والمُصَمِّمُ من السُّيوف: الذي يَمُرُّ في العِظام، وقد صَمَّمَ وصَمْصَمَ.
  وصَمَّمَ السيفُ إذا مضى في العظم وقطَعَه، وأما إذا أَصاب المَفْصِلَ وقطعه فيقال طَبَّقَ؛ قال الشاعر يصف سيفاً:
  يُصَمِّم أَحْياناً وحيناً يُطَبِّق
  وسيفٌ صَمْصامٌ وصَمْصامةٌ: صارِمٌ لا يَنْثَني؛ وقوله أَنشده ثعلب:
  صَمْصامَةٌ ذَكَّرَه مُذَكِّرُه
  إنما ذَكَّرَه على معنى الصَّمْصامِ أَو السَّيْفِ.
  وفي حديث أَبي ذر: لو وَضَعْتم الصَّمْصامةَ على رَقبَتي؛ هي السيف القاطع، والجمع صَماصِم.
  وفي حديث قُسّ: تَرَدَّوْا بالصَّماصِم أَي جعلوها لهم بمنزلة
(١) قوله [سعرت عليك الخ] قال الصاغاني في التكملة: الرواية سعرنا.
(٢) أي أَنه منصوب بالفتحة المقدرة على الأَلف للتعذر.