لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الصاد المهملة]

صفحة 347 - الجزء 12

  دُرَيْدُ بن الصِّمَّة؛ وقول جرير:

  سَعَرْتُ عَلَيْكَ الحَرْبَ تَغْلي قُدُورُها ... فهَلَّا غَداةَ الصِّمَّتَيْن تُدِيمُها⁣(⁣١)

  أَراد بالصِّمَّتين أَبا دُرَيْدٍ وعَمَّه مالِكاً.

  وصَمَّمَ أَي عَضَّ ونَيَّب فلم يُرْسِلْ ما عَضّ.

  وصَمَّمَ الحَيّةُ في عَضَّتِه: نَيَّبَ؛ قال المُتَلمِّس:

  فأَطْرَقَ إطْراقَ الشُّجاعِ، ولو رَأَى ... مَساغاً لِنابَيْه الشُّجاعُ لَصَمَّما

  وأَنشده بعض المتأَخرين من النحويين: لِناباه؛ قال الأَزهري: هكذا أَنشده الفراء لناباه على اللغة القديمة لبعض العرب⁣(⁣٢).

  والصَّمِيمُ: العَظْمُ الذي به قِوامُ العُضْو كصَميم الوَظِيف وصَميمِ الرأْس؛ وبه يقال للرجل: هو من صَمِيم قومه إذا كان من خالِصِهم، ولذلك قيل في ضِدِّه وَشِيظٌ لأَن الوَشِيظَ أَصغرُ منه؛ وأَنشد الكسائي:

  بمَصْرَعِنا النُّعْمانَ، يوم تأَلَّبَتْ ... علينا تَميمٌ من شَظىً وصَمِيمِ

  وصَمِيمُ كلِّ شيء: بُنْكه وخالِصه.

  يقال: هو في صَميم قَوْمِه.

  وصَميمُ الحرِّ والبرد: شدّتُه.

  وصَميمُ القيظِ: أَشدُّه حرّاً.

  وصَميمُ الشتاء: أَشدُّه برْداً؛ قال خُفَاف بن نُدْبَةَ:

  وإنْ تَكُ خَيْلي قد أُصِيبَ صَمِيمُها ... فعَمْداً على عَيْنٍ تَيَمَّمْتُ مالكا

  قال أَبو عبيد: وكان صَميمَ خيله يومئذ معاوية أخو خَنْساء، قتله دُرَيْدٌ وهاشم ابْنا حرملةَ المُرِّيانِ؛ قال ابن بري: وصواب إنشاده: إن تكُ خيلي، بغير واو على الخرم لأَنه أول القصيدة.

  ورجل صَمِيمٌ: مَحْضٌ، وكذلك الاثنان والجمع والمؤنتُ.

  والتَّصْميمُ: المُضِيُّ في الأَمر.

  أَبو بكر: صَمَّمَ فلانٌ على كذا أَي مَضَى على رأْيه بعد إرادته.

  وصَمَّمَ في السير وغيره أي مَضَى؛ قال حُمَيد بن ثَوْر:

  وحَصْحَصَ في صُمِّ القَنَا ثَفِناتِه ... وناءَ بِسَلْمَى نَوْءةً ثم صَمَّما

  ويقال للضارب بالسيف إذا أصابَ العظم فأنْفذ الضريبة: قد صَمَّمَ، فهو مُصَمِّم، فإذا أَصاب المَفْصِل، فهو مُطَبِّقٌ؛ وأَنشد أَبو عبيد:

  يُصَمِّمُ أَحْياناً وحِيناً يُطَبِّقُ

  أَراد أَنه يَضْرِب مرَّةً صَمِيمَ العظم ومَرَّةً يُصِيب المَفْصِل.

  والمُصَمِّمُ من السُّيوف: الذي يَمُرُّ في العِظام، وقد صَمَّمَ وصَمْصَمَ.

  وصَمَّمَ السيفُ إذا مضى في العظم وقطَعَه، وأما إذا أَصاب المَفْصِلَ وقطعه فيقال طَبَّقَ؛ قال الشاعر يصف سيفاً:

  يُصَمِّم أَحْياناً وحيناً يُطَبِّق

  وسيفٌ صَمْصامٌ وصَمْصامةٌ: صارِمٌ لا يَنْثَني؛ وقوله أَنشده ثعلب:

  صَمْصامَةٌ ذَكَّرَه مُذَكِّرُه

  إنما ذَكَّرَه على معنى الصَّمْصامِ أَو السَّيْفِ.

  وفي حديث أَبي ذر: لو وَضَعْتم الصَّمْصامةَ على رَقبَتي؛ هي السيف القاطع، والجمع صَماصِم.

  وفي حديث قُسّ: تَرَدَّوْا بالصَّماصِم أَي جعلوها لهم بمنزلة


(١) قوله [سعرت عليك الخ] قال الصاغاني في التكملة: الرواية سعرنا.

(٢) أي أَنه منصوب بالفتحة المقدرة على الأَلف للتعذر.