لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الظاء المعجمة]

صفحة 374 - الجزء 12

  وأُعْطِيَ فَوْقَ النِّصْفِ ذُو الحَقِّ مِنْهمُ ... وأَظْلِمُ بَعْضاً أو جَمِيعاً مُؤَرِّبا

  وقال:

  تَظَلَّمَ مَالي هَكَذَا ولَوَى يَدِي ... لَوَى يَدَه الله الذي هو غالِبُه

  وتَظَلَّم منه: شَكا مِنْ ظُلْمِه.

  وتَظَلَّم الرجلُ: أحالَ الظُّلْمَ على نَفْسِه؛ حكاه ابن الأَعرابي؛ وأنشد:

  كانَتْ إذا غَضِبَتْ عَلَيَّ تَظَلَّمَتْ ... وإذا طَلَبْتُ كَلامَها لم تَقْبَلِ

  قال ابن سيده: هذا قولُ ابن الأَعرابي، قال: ولا أَدْري كيف ذلك، إنما التَّظَلُّمُ ههنا تَشَكِّي الظُّلْم منه، لأَنها إذا غَضِبَت عليه لم يَجُزْ أن تَنْسُبَ الظُّلْمَ إلى ذاتِها.

  والمُتَظَلِّمُ: الذي يَشْكو رَجُلاً ظَلَمَه.

  والمُتَظَلِّمُ أيضاً: الظالِمُ؛ ومنه قول الشاعر:

  نَقِرُّ ونَأْبَى نَخْوَةَ المُتَظَلِّمِ

  أي نَأْبَى كِبْرَ الظالم.

  وتَظَلَّمَني فلانٌ أي ظَلَمَني مالي؛ قال ابن بري: شاهده قول الجعدي:

  وما يَشْعُرُ الرُّمْحُ الأَصَمُّ كُعوبُه ... بثَرْوَةِ رَهْطِ الأَعْيَطِ المُتَظَلِّمِ

  قال: وقال رافِعُ بن هُرَيْم، وقيل هُرَيْمُ بنُ رافع، والأَول أَصح:

  فهَلَّا غَيْرَ عَمِّكُمُ ظَلَمْتُمْ ... إذا ما كُنْتُمُ مُتَظَلِّمِينا

  أي ظالِمِينَ.

  ويقال: تَظَلَّمَ فُلانٌ إلى الحاكم مِنْ فُلانٍ فظَلَّمَه تَظْليماً أي أنْصَفَه مِنْ ظالِمه وأَعانَه عليه؛ ثعلب عن ابن الأَعرابي أنه أنشد عنه:

  إذا نَفَحاتُ الجُودِ أَفْنَيْنَ مالَه ... تَظَلَّمَ حَتَّى يُخْذَلَ المُتَظَلِّمُ

  قال: أي أغارَ على الناس حتى يَكْثُرَ مالُه.

  قال أبو منصور: جَعَل التَّظلُّمَ ظُلْماً لأَنه إذا أغارَ على الناس فقد ظَلَمَهم؛ قال: وأَنْشَدَنا لجابر الثعلبيّ:

  وعَمْروُ بنُ هَمَّام صَقَعْنا جَبِينَه ... بِشَنْعاءَ تَنْهَى نَخْوةَ المُتَظَلِّمِ

  قال أبو منصور: يريد نَخْوةَ الظالم.

  والظَّلَمةُ: المانِعونَ أهْلَ الحُقوقِ حُقُوقَهم؛ يقال: ما ظَلَمَك عن كذا، أي ما مَنَعك، وقيل: الظَّلَمةُ في المُعامَلة.

  قال المُؤَرِّجُ: سمعت أَعرابيّاً يقول لصاحبه: أَظْلَمي وأَظْلَمُكَ فَعَلَ الله به أَي الأَظْلَمُ مِنَّا.

  ويقال: ظَلَمْتُه فتَظَلَّمَ أي صبَر على الظُّلْم؛ قال كُثَيْر:

  مَسائِلُ إنْ تُوجَدْ لَدَيْكَ تَجُدْ بِها ... يَدَاكَ، وإنْ تُظْلَمْ بها تَتَظلَّمِ

  واظَّلَمَ وانْظَلَم: احْتَملَ الظُّلْمَ.

  وظَلَّمه: أَنْبأَه أنه ظالمٌ أو نسبه إلى الظُّلْم؛ قال:

  أَمْسَتْ تُظَلِّمُني، ولَسْتُ بِظالمٍ ... وتُنْبِهُني نَبْهاً، ولَسْتُ بِنائمِ

  والظُّلامةُ: ما تُظْلَمُه، وهي المَظْلِمَةُ.

  قال سيبويه: أما المَظْلِمةُ فهي اسم ما أُخِذَ منك.

  وأَردْتُ ظِلامَه ومُظالَمتَه أي ظُلمه؛ قال:

  ولَوْ أَنِّي أَمُوتُ أَصابَ ذُلاً ... وسَامَتْه عَشِيرتُه الظِّلامَا

  والظُّلامةُ والظَّلِيمةُ والمَظْلِمةُ: ما تَطْلُبه عند