لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الخاء المعجمة]

صفحة 63 - الجزء 1

  خفي من الناقة النَّجِيبة، وانما هي لُذَيْعةٌ بالنار، والجمع أَخبِئَةٌ، مهموز.

  وقد خَبِئَت النارُ وأخبَأَها المُخْبِئُ إذا أَخْمدَها.

  والخِباء: من الأَبنية، والجمع كالجمع؛ قال ابن دريد: أَصله من خَبَأْت.

  وقد تَخَبَّأْت خِباءً، ولم يقل أَحد إنَّ خِباء أَصله الهمز الا هو، بل قد صُرِّح بخلاف ذلك.

  والخَبِيءُ: ما عُمِّيَ من شيء ثم حُوجِيَ به.

  وقد اخْتَبَأَه.

  وخَبِيئَةُ: اسم امرأَة؛ قال ابن الأَعرابي: هي خَبِيئةُ بنت رِياح بن يَرْبوع بن ثعْلَبَةَ.

  ختأ: خَتَأَ الرجُلَ يَخْتَؤُه خَتْأً: كَفَّه عن الأَمر.

  واخْتَتأَ منه: فَرِقَ.

  واختَتأَ له اختِتاءً: خَتَلَه؛ قال أَعرابي: رأَيت نَمِراً فاخْتَتَأَ لي؛ وقال الأَصمعي: اخْتَتَأَ: ذَلَّ؛ وقال مرة: اخْتَتَأَ: اخْتَبأَ، وأَنشد:

  كُنَّا، ومَن عَزَّبزَّ، نَخْتَبس ... الناسَ، ولا نَخْتَتِي لِمُخْتَبِسِ

  أَي لمُغتَنِم، من الخُباسةِ وهو الغَنِيمةُ.

  أَبو زيد: اخْتَتَأْت اختِتاءً إذا ما خِفْتَ أَن يَلْحَقَكَ من المَسَبَّة شيء، أَو من السلطان.

  واختَتأَ: انْقمعَ وذَلَّ؛ وإذا تغيَّر لوْنُ الرجل من مَخافةِ شيء نحو السلطانِ وغيره فقد اخْتَتَأَ؛ واخْتَتَأَ الشيءَ: اخْتَطَفَه، عن ابن الأَعرابي.

  ومَفازة مُختَتِئَةُ: لا يُسمع فيها صَوْت ولا يُهتدى فيها.

  واخْتَتَأَ من فلان: اختَبأَ منه، واسْتَتَر خَوفاً أَو حَياءً؛ وأَنشد الأَخفش لعامر بن الطفيل:

  ولا يُرْهِبُ، ابنَ العَمِّ، مِنِّي صَوْلةٌ ... ولا أَخْتَتِي مِنْ صَوْلةِ المُتَهَدِّدِ

  وإنِّي، إنْ أَوْعَدْتُه، أَوْ وَعَدْتُه ... لَيَأْمَنُ مِيعادِي، ومُنْجِزُ مَوْعِدِي

  ويروى:

  لمُخْلِفُ مِيعادي ومنجز موعدي

  قال: إنما ترك همزه ضرورة.

  ويقال: أَراكَ اختَتَأْت من فلان فَرَقاً؛ وقال العجاج:

  مُخْتَتِئاً لشَيِّئانَ مِرْجَمِ

  قال ابن بري: أَصل اختَتَأَ من خَتَا لونه يَخْتُو خُتُوًّا إذا تغير من فَزَع أَو مرض، فعلى هذا كان حقه أَن يُذكر في خَتا من المعتل.

  خجأ: الخَجَأُ: النكاح، مصدر خَجَأْتها، ذكرها في التهذيب، بفتح الجيم، من حروف كلها كذلك مثل الكَلإِ والرَّشَإِ والحَزَإِ⁣(⁣١) للنبت، وما أَشبهها.

  وخَجَأَ المرأة يَخْجَؤُها خَجَأً: نَكَحها.

  ورجل خُجَأَةٌ أَي نُكَحةٌ كثير النكاح.

  وفحل خُجَأَة: كثير الضِّراب؛ قال اللحياني: وهو الذي لا يَزَالُ قاعِياً على كل ناقةٍ؛ وامرأة خُجَأَة: مُتَشَهِّيَةٌ لذلك.

  قالت ابنة الخُسِّ: خيرُ الفُحُولِ البازِلُ الخُجَأَةُ.

  قال محمد بن حبيب:

  وسَوْداءَ، مِنْ نَبْهانَ، تَثْنِي نِطاقَها ... بأَخْجَى قَعُورٍ، أَو جَواعِرِ ذِيبِ⁣(⁣٢)

  وقوله: أَو جواعر ذيب أَراد أَنها رَسْحاء، والعرب تقول: ما عَلِمتُ مثل شارفٍ خُجَأَةٍ أَي ما صادَفْتُ أَشدَّ


(١) قوله [والحزإ] هو هكذا في التهذيب أيضاً ونقر عنه.

(٢) قوله [وسوداء الخ] ليس من المهموز بل من المعتل وعبارة التهذيب في خ ج ي قال محمد بن حبيب: الاخجى هنُ المرأة إذا كان كثير الماء فاسداً قعوراً بعيد المسبار وهو أخبث له. وأنشد وسوداء الخ. وأورده في المعتل من التكملة تبعاً له.