لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الغين المعجمة]

صفحة 636 - الجزء 1

  وأَغَبَّ القومَ، وغَبَّ عنهم: جاءَ يوماً وترك يوماً.

  وأَغَبَّ عَطاؤُه إِذا لم يأْتنا كلَّ يوم.

  وأَغَبَّتِ الإِبلُ إِذا لم تأْتِ كلَّ يوم بلَبن.

  وأَغَبَّنا فلانٌ: أَتانا غِبّاً.

  وفي الحديث: أَغِبُّوا في عِيادَة المريض وأَرْبِعُوا؛ يقول: عُدْ يوماً، ودَعْ يوماً، أَو دَعْ يومين، وعُدِ اليومَ الثالثَ أَي لا تَعُدْه في كل يوم، لِما يجده من ثِقَل العُوَّاد.

  الكسائي: أَغْبَبْتُ القومَ وغَبَبْتُ عنهم، من الغِبِّ: جئْتُهم يوماً، وتركتهم يوماً، فإِذا أَردت الدَّفْعَ، قلت: غَبَّبْتُ عنهم، بالتشديد.

  أَبو عمرو: غَبَّ الرجلُ إِذا جاءَ زائراً يوماً بعد أَيام؛ ومنه قوله: زُرْ غِبّاً تَزْدَدْ حُبّاً.

  وقال ثعلب: غَبَّ الشيءُ في نفسه يَغِبُّ غَبّاً، وأَغَبَّني: وَقَعَ بي.

  وغَبَّبَ عن القوم: دَفَع عنهم.

  والغِبُّ في الزيارة، قال الحسن: في كل أُسبوع.

  يقال: زُرْ غِبّاً تَزْدَدْ حُبّاً.

  قال ابن الأَثير: نُقِل الغِبُّ من أَوراد الإِبل إِلى الزيارة.

  قال: وإِن جاءَ بعد أَيام يقال: غَبَّ الرجلُ إِذا جاءَ زائراً بعد أَيام.

  وفي حديث هشام: كَتَبَ إِليه يُغَبِّب عن هَلاك المسلمين أَي لم يُخْبِرْه بكثرة من هَلَك منهم؛ مأْخوذ من الغِبِّ الوِرْدِ، فاستعاره لموضع التقصير في الإِعلام بكُنْه الأَمر.

  وقيل: هو من الغُبَّةِ، وهي البُلْغَةُ من العَيْش.

  قال: وسأَلتُ فلاناً حاجةً، فَغَبَّبَ فيها أَي لم يبالغ.

  والمُغَبَّبةُ: الشاةُ تُحْلَبُ يوماً، وتُتْرَك يوماً.

  والغُبَبُ: أَطْعمة النُّفَساءِ؛ عن ابن الأَعرابي.

  والغَبِيبَةُ، من أَلبان الغنم: مثلُ المُرَوَّبِ؛ وقيل: هو صَبُوحُ الغنم غُدْوةً، يُتْركُ حتى يَحْلُبوا عليه من الليل، ثم يَمْخَضُوه من الغَدِ.

  ويقال للرائب من اللبن: الغَبِيبةُ.

  الجوهري: الغَبِيبةُ من أَلبان الإِبل، يُحْلَبُ غُدْوة، ثم يُحْلَبُ عليه من الليل، ثم يُمْخَضُ من الغد.

  ويقال: مياه أَغْبابٌ إِذا كانت بعيدة؛ قال:

  يقول: لا تُسْرِفُوا في أَمْرِ رِيِّكُمُ ... إِنَّ المِياه، بجَهْدِ الرَّكْبِ، أَغْبابُ

  هؤُلاءِ قومٌ سَفْر، ومعهم من الماءِ ما يَعْجِزُ عن رِيِّهِم، فهم يَتَواصَوْن بترك السَّرَفِ في الماءِ.

  والغَبِيبُ: المسيلُ الصغير الضَّيِّقُ من مَتْنِ الجبل، ومَتْنِ الأَرض؛ وقيل: في مُسْتَواها.

  والغُبُّ: الغامِضُ من الأَرض؛ قال:

  كأَنَّها، في الغُبِّ ذِي الغِيطانِ ... ذِئابُ دَجْنٍ دائم التَّهْتانِ

  والجمع: أَغبابٌ وغُبوبٌ وغُبَّانٌ؛ ومن كلامهم: أَصابنا مطرٌ سال منه الهُجَّانُ والغُبَّانُ.

  والهُجَّانُ مذكور في موضعه.

  والغُبُّ: الضاربُ من البحر⁣(⁣١) حتى يُمْعِنَ في البَرِّ.

  وغَبَّبَ فلانٌ في الحاجة: لمْ يبالغ فيها.

  وغَبَّبَ الذئبُ على الغنم إِذا شَدَّ عليها ففَرَسَ.

  وغَبَّبَ الفَرَسُ: دَقَّ العُنُقَ؛ والتَّغْبِيبُ أَن يَدَعَها وبها شيءٌ من الحياة.

  وفي حديث الزهري: لا تُقْبل شهادةُ ذي تَغِبَّة؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاءَ في رواية، وهي تَفْعِلَة، مِن غَبَّب الذِّئبُ في الغَنم إِذا عاثَ فيها، أَو مِن غَبَّبَ، مبالغة في غَبَّ الشيءُ إِذا فَسَد.

  والغُبَّةُ: البُلْغة من العَيْش، كالغُفَّة.

  أَبو عمرو: غَبْغَبَ إِذا خان في شِرائه وبَيعِه.


(١) قوله [والغب الضارب من البحر] قال الصاغاني هو من الأَسماء التي لا تصريف لها.