لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الفاء]

صفحة 462 - الجزء 12

  وقيل: قَثَم له أعطاه دُفعة من المال جيِّدة مثل قَذَمَ وغَذَمَ وغَثَمَ.

  وقُثَم: اسم رجل مشتق منه، وهو معدول عن قاثِم وهو المُعطي.

  ويقال للرجل إذا كان كثير العَطاء: مائحٌ قُثَمُ؛ وقال:

  ماحَ البِلادَ لنا في أوَّلِيَّتِنا ... على حَسودِ الأَعادِي، مائحٌ قُثَمُ

  ورجل قُثَم وقُذَم إذا كان مِعطاء.

  وقَثَم مالاً إذا كَسبَه.

  وقُثامِ: اسم للغنيمة إذا كانت كثيرة.

  وقد اقْتَثَم مالاً كثيراً إذا أَخذه.

  وفي حديث المبعث: أَنت قُثَم، أَنت المُقَفَّى، أَنت الحاشر؛ هذه أَسماء النبي سيدنا رسول الله، .

  وفي الحديث: أَتاني ملَك فقال أَنت قُثَم وخَلْقُك قَيّم؛ القُثَمُ: المجتمع الخلق، وقيل: الجامع الكامل، وقيل: الجَموع للخير، وبه سمي الرجل قُثَم، وقيل: قُثم معدول عن قاثم، وهو الكثير العطاء.

  ويقال للذِّيخ قُثُمُ، واسم فِعله القُثْمة، وقد قَثَم يَقْثم قَثْماً وقُثْمة.

  والقَثم: لَطْخُ الجَعْر ونحوه.

  وقَثامِ: من أَسماء الضّبُع، سميت به لالتطاخها بالجعر؛ قال سيبويه: سميت به لأَنها تَقْثِم أي تُقطِّع.

  وقُثَمُ: الذكَر من الضِّباع، وكلاهما معدول عن فاعل وفاعلة، والأُنثى قَثامِ مثل حَذامِ، سميت الضَّبُع بذلك لتلطخها بجَعْرها.

  والقُثْمة: الغُبرة.

  وقَثُم قَثْماً وقَثامة: اغْبَرّ.

  ويقال للأَمة: يا قَثامِ، كما يقال لها: يا ذَفارِ.

  قال ابن بري: سمي الذكر من الضِّبْعان قُثَم لبُطئه في مشيه، وكذلك الأُنثى.

  يقال: هو يَقْثُم في مشيه، ويقال: هو يَقْثِمُ أي يَكْسِب، ولذلك سمي أبا كاسب، وهذا هو الصحيح.

  قحم: القَحْم: الكبير المُسنّ، وقيل: القَحْم فوق المسنّ مثل القَحْر؛ قال رؤبة:

  رأَينَ قَحْماً شابَ واقْلَحَمّا ... طالَ عليه الدَّهْرُ فاسْلَهَمّا

  والأُنثى قَحْمة، وزعم يعقوب أن ميمها بدل من باء قَحْبٍ.

  والقَحومُ: كالقَحْم.

  والقَحْمة: المسنة من الغنم وغيرها كالقَحْبة، والاسم القَحامة والقُحومة، وهي من المصادر التي ليست لها أَفعال.

  قال أبو عمرو: القَحْم الكبير من الإِبل ولو شبه به الرجل كان جائزاً؛ والقَحْرُ مثله.

  وقال أبو العميثل: القَحْمُ الذي قد أَقحَمَتْه السِّنُّ، تراه قد هَرِمَ من غير أوان الهَرَم؛ قال الراجز:

  إني، وإنْ قالوا كَبيرٌ قَحْمُ ... عِندي حُداءٌ زَجَلٌ ونَهْمُ

  والنَّهْم: زَجر الإِبل.

  الجوهري: شيخ قَحْمٌ أي هِمٌّ مثل قَحْل.

  وفي حديث ابن عُمر: ابْغِني خادماً لا يكون قَحْماً فانِياً ولا صغيراً ضَرَعاً؛ القَحْم: الشيخُ الهِمُّ الكبير.

  وقَحَمَ الرَّجُلُ في الأَمرِ يَقْحُم قُحوماً واقتَحَمَ وانْقَحَم، وهما أَفصح: رَمَى بنفسه فيه من غير رَوِيَّةٍ، وقيل: رَمى بنفسه في نهر أو وَهْدةٍ أو في أَمر من غير دُرْبةٍ، وقيل: إنما جاءت قَحَمَ في الشِّعر وحده.

  وفي الحديث: أَقْحِمْ يا ابنَ سيفِ الله.

  قال الأَزهري: وفي الكلام العام اقْتَحَم.

  وتَقْحِيمُ النفْسِ في الشيء: إدخالها فيه من غير رَويَّة.

  وفي حديث عائشة: أَقبلت زَيْنبُ تَقَحَّمُ لها أي تَتَعرَّضُ لشتمها وتدخل عليها فيه كأنها أَقبلت تشتُمها من غير رويّة ولا تثَبُّت.

  وفي الحديث: أنا آخِذٌ بحُجَزِكم عن النار وأَنتم تقْتَحِمُون فيها أي تقَعُونَ فيها.

  يقال: اقْتَحَم الإِنسانُ الأَمرَ العظيم وتقَحَّمَه؛ ومنه حديث عليّ، ¥: مَنْ سَرَّه أن