لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الفاء]

صفحة 464 - الجزء 12

  تُقَحِّم الرَّاعي إذا الراعي أَكَبُّ

  فسره فقال: تُقَحِّمُ لا تَنزِل المَنازل ولكن تَطوي فتُقَحِّمُه منزلاً منزلاً يصف إبلاً؛ وقوله:

  مُقَحِّم الرَّاعي ظَنُونَ الشِّرْبِ

  يعني أَنه يقتحم منزلاً بعد منزل يَطْوِيه فلا ينزل فيه، وقوله ظَنونَ الشِّرب أي لا يدري أَبه ماء أم لا.

  والقُحْمة: الانْقِحام في السير؛ قال:

  لمَّا رأَيتُ العامَ عاماً أَسْحَما ... كَلَّفْتُ نفْسي وصِحابي قُحَما

  والمُقْحَم، بفتح الحاء: البعير الذي يُرْبِعُ ويُثْني في سنة واحدة فيَقتحِم سناً على سن قبل وقتها، ولا يكون ذلك إلا لابن الهَرِمَيْن أَو السَّيِّءِ الغذاء.

  الأَزهري: البعير إذا أَلقَى سِنَّيْه في عام واحد فهو مُقْحَم، قال: وذلك لا يكون إلَّا لابن الهَرِمَين؛ وأَنشد ابن بري لعمرو بن لجإٍ:

  وكنتُ قد أَعْدَدْتُ، قَبْلَ مَقْدَمي ... كَبْداء فَوْهاء كجَوْزِ المُقْحَمِ

  وعنى بالكَبداء مَحالة عظيمة الوَسَط.

  وأُقْحِمَ البعير: قُدِّم إلى سن لم يبلغها كأَن يكون في جِرْم رَباعٍ وهو ثَنِيٌّ فيقال رَباعٌ لعِظَمِه، أَو يكون في جرم ثنيّ وهو جَذَعٌ فيقال ثني لذلك أَيضاً، وقيل: المُقْحَم الحِقُّ وفوق الحِقِّ مما لم يَبْزُل.

  وقُحْمة الأَعراب: أن تصيبهم السنة فتُهْلِكَهم، فذلك تقَحُّمها عليهم أو تقَحُّمُهم بلاد الريف.

  وقَحَمَتهم سنة جدبة تقْتحِم عليهم وقد أَقْحَموا وأُقْحِموا؛ الأُولى عن ثعلب، وقُحِّموا فانْقَحَمُوا: أُدْخِلوا بلاد الريف هرباً من الجدب.

  وأَقْحَمَتْهم السنةُ الحَضَرَ وفي الحَضر: أَدْخَلَتْهم إياه.

  وكلُّ ما أَدْخلتَه شيئاً فقد أَقْحَمْتَه إياه وأَقْحَمْتَه فيه؛ قال:

  في كلِّ حَمْدٍ أَفادَ الحَمْد يُقْحِمُها ... ما يُشْتَرَى الحَمْدُ إلا دُونَه قُحَمُ

  الجوهري: القُحْمة السنة الشديدة.

  يقال: أَصابت الأَعرابَ القُحْمةُ إذا أَصابهم قَحْط.

  وفي الحديث: أَقحَمَتِ السنةُ نابِغةَ بني جَعْدة أي أَخرجَته من البادية وأَدخَلتْه الحضَر.

  والقُحمة: ركوب الإِثْم؛ عن ثعلب.

  والقُحمة، بالضم: المهلكة.

  وأَسودُ قاحِمٌ: شديد السواد كفاحم.

  والتَّقْحِيمُ: رَميُ الفرسِ فارسَه على وجهه؛ قال:

  يُقَحِّمُ الفارِسَ لولا قَبْقَبُه

  ويقال: تقَحَّمَتْ بفلان دابته، وذلك إذا ندَّت به فلم يَضْبِطْ رأْسَها وربما طَوَّحت به في وَهْدة أَو وَقَصَتْ به؛ قال الراجز:

  أَقولُ، والناقةُ بي تقَحَّمُ ... وأَنا منها مُكْلَئِزُّ مُعْصِمُ:

  ويْحَكِ ما اسْمُ أُمِّها، يا عَلْكَمُ؟

  يقال: إن الناقة إذا تقَحَّمت براكبها نادَّةً لا يَضْبِطُ رأْسها إنها إذا سَمَّى أُمِّها وقفت.

  وعَلْكَم: اسم ناقة.

  وأَقْحَمَ فرسَه النهرَ فانْقَحَم، واقْتَحم النهر أَيضاً: دخَله.

  وفي حديث عمر: أَنه دخلَ عليه وعنده غُلَيِّمٌ أَسْودُ يَغْمِزُ ظَهرَه فقال: ما هذا الغلام؟ قال: إنه تقَحَّمَتْ بي الناقةُ الليلةَ أَي أَلَقَتْني.

  والقُحْمةُ: الوَرْطةُ والمَهْلكة.

  وقَحَمَ إليه يَقْحَم: دَنا.

  والقُحَمُ: ثلاث ليال من آخر الشهر لأَن القمر قحَمَ في دُنُوِّه إلى الشمس.

  واقْتَحمَتْه عيني: ازْدَرَتْه، قال: وقد يكون الذي تَقْحَمُه عينُك فترفعه فوق سنِّه لعِظَمه وحُسنه نحو أَن يكون ابن لَبُون فتظنه حِقّاً أو جَذَعاً.