لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الفاء]

صفحة 467 - الجزء 12

  بالياء المعجمة من تحت، والجوهري بالتاء المعجمة من فوق، قال: وقيل إِن اليقدمية بالياء من تحت هو التَّقَدُّم بهمته وأَفعاله.

  والتُّقْدُمةُ والتُّقْدُمِيّةُ: أَول تقدم الخيل، عن السيرافي.

  وقَدَمَهم يَقْدُمُهم قَدْماً وقُدُوماً وقَدِمَهم، كلاهما: صار أَمامهم.

  وأَقْدَمَه وقَدَّمه بمعنى، قال لبيد:

  فَمَضَى وقَدَّمَها وكانت عادةً ... مِنه، إِذا هِي عَرَّدَتْ، إِقْدامُها

  أَي يُقدِّمُها، قالوا: أَنث الإِقْدام لأَنه في معنى التقْدِمة، وقيل: لأَنه في معنى العادة وهي خبر كان، وخبر كان هو اسمها في المعنى، ومثله قولهم: ما جاءت، حاجتُك، فأَنث ما حيث كانت في المعنى الحاجة.

  وتَقَدّم: كَقَدَّمَ.

  وقدَّمَ واسْتَقْدَم: تَقدَّم.

  التهذيب: ويقال قَدَمَ فلان فلاناً إِذا تَقدَّمه.

  الجوهري قَدَم، بالفتح، يَقْدُم قُدوماً أَي تقدّم، ومنه قوله تعالى: يَقْدُم قومَه يوم القيامة فأَوردَهم النار، أَي يَتقدَّمُهم إلى النار ومصدره القَدْمُ.

  يقال: قَدَمَ يَقْدُم وتَقَدَّمَ يتقَدَّمُ وأَقدَمَ يُقْدِم واسْتَقْدَم يَسْتَقْدِم بمعنى واحد.

  وفي التنزيل العزيز: يا أيها الذين آمنوا لا تُقدِّموا بين يدي اللَّه ورسوله، وقرئ لا تَقَدَّمُوا، قال الزجاج: معناه إِذا أُمرتم بأَمر فلا تفعلوه قبل الوقت الذي أُمرتم أَن تفعلوه فيه، وجاء في التفسير: أَن رجلاً ذَبح يوم النحر قبل الصلاة، فتقدّم قبل الوقت فأَنزل اللَّه الآية وأَعْلَمَ أَن ذلك غير جائز.

  وقال الزجاج في قوله ولقد علمنا المُستقدمين منكم: في طاعة اللَّه، والمُستأْخرين: فيها.

  والقَدَمةُ من الغنم: التي تكون أَمام الغنم في الرعي.

  وقوله تعالى: ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأْخرين، يعني من يتقدم من الناس على صاحبه في الموت ومن يتأَخر منهم فيه، وقيل: علمنا المستقدمين من الأُمم وعلمنا المستأْخرِين، وقال ثعلب: معناه من يأْتي منكم أَولاً إِلى المسجد ومن يأْتي متأَخراً.

  وقَدَّمَ بين يديه أَي تَقدَّم.

  وقوله ø: لا تُقَدِّموا بين يدي اللَّه ورسوله، ولا تَقَدَّموا، فسره ثعلب فقال: من قرأَ تُقَدّموا فمعناه لا تُقدّموا كلاماً قبل كلامه، ومن قرأَ لا تَقَدَّموا فمعناه لا تَقَدَّموا قبله، وقال الزجاج: تُقَدِّموا وتَقدَّموا بمعنى.

  وأَقْدِمْ وأَقْدُمْ: زجر للفرس وأَمر له بالتقَدُّم.

  وفي حديث بدر: إِقْدُمْ حَيْزُوم، بالكسر، والصواب فتح الهمزة، كأنه يُؤمر بالإِقدام وهو التقدم في الحرب.

  والإِقْدام: الشجاعة.

  قال: وقد تكسر الهمزة من إِقْدم، ويكون أَمراً بالتقدُّم لا غير، والصحيح الفتح من أَقْدَم.

  وقَيْدُوم كلِّ شيء وقَيْدامُه: أَوله، قال تميم بن مقبل:

  مُسامِيةُ خَوْصاء ذاتُ نَثيلةٍ ... إِذا كان قَيْدامُ المَجَرَّة أَقْوَدا

  وقيْدُومُ الجبل وقُدَيْدِيمَتُه: أَنف يتقدَّم منه، قال الشاعر:

  بمُسْتَهْطِعٍ رَسْلٍ، كأَن جَدِيلَه ... بقَيْدُومِ رَعْنٍ مِن صَوامٍ مُمَنَّعِ

  وصَوام: اسم جبل، وقول رؤبة بن العجاج:

  أَحْقَبَ يَحْذُو رَهَقَى قَيْدُوما

  أَي أَتاناً يمشي قُدُماً.

  وقَيْدُوم كل شيء: مُقدَّمه وصدره.

  وقيدوم كُل شيءٍ: ما تقدم منه، قال أَبو حية:

  تحَجَّرَ الطيرَ مِن قَيْدُومِها البَرَدُ