لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الكاف]

صفحة 507 - الجزء 12

  ورجل كُتَمة، مثال هُمَزة، إذا كان يَكْتُمُ سِرَّه.

  وكاتَمَني سِرَّه: كتَمه عني.

  ويقال للفرَس إذا ضاق مَنْخِره عن نفَسِه: قد كَتَمَ الرَّبْوَ؛ قال بشر:

  كأَنَّ حَفِيفَ مَنْخِرِه، إذا ما ... كتَمْنَ الرَّبْوَ، كِيرٌ مُسْتَعارُ

  يقول: مَنْخِره واسع لا يَكْتُم الرَّبو إذا كتمَ غيره من الدَّوابِّ نفَسَه من ضِيق مَخْرَجه، وكتَمه عنه وكتَمه إياه؛ أَنشد ثعلب:

  مُرَّةٌ، كالذُّعافِ، أَكْتُمها النَّاسَ ... على حَرِّ مَلَّةٍ كالشِّهابِ

  ورجل كاتِمٌ للسر وكَتُومٌ.

  وسِرٌّ كاتمٌ أَي مَكْتُومٌ؛ عن كراع.

  ومُكَتَّمٌ، بالتشديد: بُولِغ في كِتْمانه.

  واسْتَكْتَمه الخَبَر والسِّرَّ: سأَله كَتْمَه.

  وناقة كَتُوم ومِكتامٌ: لا تَشُول بذنبها عند اللَّقاح ولا يُعلَم بحملها، كتَمَتْ تَكْتُم كُتوماً؛ قال الشاعر في وصف فحل:

  فَهْوَ لجَولانِ القِلاصِ شَمّامْ ... إذا سَما فوْقَ جَمُوحٍ مِكْتامْ

  ابن الأَعرابي: الكَتِيمُ الجَمل الذي لا يَرغو.

  والكَتِيمُ: القَوْسُ التي لا تَنشَقُّ.

  وسحاب مَكْتُومٌ⁣(⁣١): لا رَعْد فيه.

  والكَتُوم أَيضاً: الناقة التي لا تَرْغُو إذا ركبها صاحبها، والجمع كُتُمٌ؛ قال الأَعشى:

  كَتُومُ الرُّغاءِ إذا هَجَّرَتْ ... وكانتْ بَقِيَّةَ ذَوْدٍ كُتُمْ

  وقال آخر:

  كَتُومُ الهَواجِرِ ما تَنْبِسُ

  وقال الطِّرِمّاح:

  قد تجاوَزْتُ بِهِلْواعةٍ ... عبْرِ أَسْفارٍ كَتُومِ البُغامِ⁣(⁣٢)

  وناقة كَتُوم: لا تَرْغُو إذا رُكِبت.

  والكَتُومُ والكاتِمُ من القِسِيِ: التي لا تُرِنُّ إذا أُنْبِضَتْ، وربما جاءت في الشعر كاتمةً، وقيل: هي التي لا شَق فيها، وقيل: هي التي لا صَدْعَ في نَبْعِها، وقيل: هي التي لا صدع فيها كانت من نَبْع أو غيره؛ وقال أَوس بن حجر:

  كَتُومٌ طِلاعُ الكفِّ لا دُونَ مِلْئِها ... ولا عَجْسُها عَنْ مَوْضِعِ الكفِّ أَفْضَلا

  قوله طِلاعُ الكَفِّ أي مِلْءٌ الكف، قال: ومثله قول الحسن أَحَبُّ إليَّ من طِلاع الأَرض ذهباً.

  وفي الحديث: أَنه كان اسم قَوْسِ سيدنا رسول الله، ، الكَتُومَ؛ سميت به لانْخِفاضِ صوتِها إذا رُمي عنها، وقد كتَمت كُتوماً.

  أَبو عمرو: كتَمَت المَزادةُ تَكْتُم كُتوماً إذا ذهب مَرَحُها وسَيَلانُ الماءِ من مَخارِزها أَوّل ما تُسرَّب، وهي مَزادة كَتُوم.

  وسِقاءٌ كَتِيم، وكتَمَ السِّقاءُ يَكْتُمُ كِتْماناً وكُتوماً: أَمسك ما فيه من اللبن والشراب، وذلك حين تذهب عيِنته ثم يدهن السقاءُ بعد ذلك، فإذا أَرادوا أن يستقوا فيه سرَّبوه، والتسريب: أن يصُبُّوا فيه الماءَ بعد الدهن حتى يَكْتُمَ خَرْزُه ويسكن الماء ثم يستقى فيه.

  وخَرْز كَتِيم: لا يَنْضَح الماء ولا يخرج ما فيه.

  والكاتِم: الخارِز، من الجامع لابن القَزاز، وأَنشد فيه:

  وسالَتْ دُموعُ العَينِ ثم تَحَدَّرَتْ ... ولله دَمْعٌ ساكِبٌ ونَمُومُ


(١) قوله [وسحاب مكتوم] كذا في الأَصل وقد استدركها شارح القاموس على المجد، والذي في الصحاح والأَساس: مكتتم.

(٢) قوله [عبر أسفار] هو بالعين المهملة ووقع في هلع بالمعجمة كما وقع هنا في الأَصل وهو تصحيف.