لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الكاف]

صفحة 508 - الجزء 12

  فما شَبَّهَتْ إلَّا مَزادة كاتِمٍ ... وَهَتْ، أَو وَهَى مِنْ بَيْنِهنَّ كَتُومُ

  وهو كله من الكَتم لأَن إخفاء الخارز للمخروز بمنزلة الكتم لها، وحكى كراع: لا تسأَلوني عن كَتْمةٍ، بسكون التاء، أي كلمة.

  ورجل أَكْتمُ: عظيم البطن، وقيل: شعبان.

  والكَتَمُ، بالتحريك: نبات يخلط مع الوسْمة للخضاب الأَسود.

  الأَزهري: الكَتَم نبت فيه حُمرة.

  وروي عن أَبي بكر، ¥، أَنه كان يَخْتَضِب بالحِنَّاء والكَتَم، وفي رواية: يصبُغ بالحِنَاء والكَتَم؛ قال أُمية بن أَبي الصلت:

  وشَوَّذَتْ شَمْسُهمْ إذا طَلَعَتْ ... بالجِلْب هِفّاً كأَنه كَتَمُ

  قال ابن الأَ ثير في تفسير الحديث: يشبه أَن يراد به استعمال الكَتَم مفرداً عن الحناء، فإن الحِناء إذا خُضِب به مع الكتم جاء أَسود وقد صح النهي عن السواد، قال: ولعل الحديث بالحناء أَو الكَتم على التخيير، ولكن الروايات على اختلافها بالحناء والكتم.

  وقال أَبو عبيد: الكَتَّم، مشدد التاء، والمشهور التخفيف.

  وقال أبَو حنيفة: يُشَبَّب الحناء بالكتم ليشتدّ لونه، قال: ولا ينبت الكتم إلَّا في الشواهق ولذلك يَقِلُّ.

  وقال مرة: الكتم نبات لا يَسْمُو صُعُداً وينبت في أَصعب الصخر فيَتَدلَّى تَدَلِّياً خِيطاناً لِطافاً، وهو أَخضر وورقه كورق الآس أَو أصغر؛ قال الهذلي ووصف وعلاً:

  ثم يَنُوش إذا آدَ النَّهارُ له ... بَعْدَ التَّرَقُّبِ مِن نِيمٍ ومِن كَتَمِ

  وفي حديث فاطمة بنت المنذر: كنا نَمتشط مع أَسماء قبل الإِحرام ونَدَّهِنُ بالمَكْتومة؛ قال ابن الأَثير: هي دُهن من أَدْهان العرب أَحمر يجعل فيه الزعفران، وقيل: يجعل فيه الكَتَم، وهو نبت يخلط مع الوسْمة ويصبغ به الشعر أَسود، وقيل: هو الوَسْمة.

  والأَكْثَم: العظيم البطن.

  والأَكثم: الشبعان، بالثاء المثلثة، ويقال ذلك فيهما بالتاء المثناة أَيضاً وسيأْتي ذكره.

  ومكتوم وكَتِيمٌ وكُتَيْمة: أَسماء؛ قال:

  وأَيَّمْتَ مِنَّا التي لم تَلِدْ ... كُتَيْمَ بَنِيك، وكنتَ الحليلا⁣(⁣١)

  أَراد كتيمة فرخم في غير النداء اضطراراً.

  وابنُ أُم مَكْتُوم: مؤذن سيدنا رسول الله، ، كان يؤذن بعد بلال لأَنه كان أَعمى فكان يقتدي ببلال.

  وفي حديث زمزم: أَن عبد المطلب رأَى في المنام قيل: احْفِر تُكْتَمَ بين الفَرْث والدم؛ تُكْتَمُ: اسم بئر زمزم، سميت بذلك لأَنها كانت اندفنت بعد جُرْهُم فصارت مكتومة حتى أَظهرها عبد المطلب.

  وبنو كُتامة: حي من حِمْيَر صاروا إلى بَرْبَر حين افتتحها افريقس الملك، وقيل: كُتامة قبيلة من البربر.

  وكُتمان، بالضم: موضع، وقيل: اسم جبل؛ قال ابن مقبل:

  قد صَرَّحَ السَّيرُ عن كُتْمانَ، وابتُذِلَت ... وَقعُ المَحاجِنِ بالمَهْرِيّةِ الذُّقُنِ

  وكُتُمانُ: اسم ناقة.

  كثم: الكَثَمة: المرأَة الرَّيَّا من شراب أَو غيره.

  ووَطْبٌ أَكْثَم أَي مملوء، وأَنشد:

  مُذَمَّمةٌ يُمْسِي ويُصْبِحُ وَطْبُها ... حَراماً على مُعتَرِّها، وهو أَكثَمُ


(١) قوله [وأيمت] هذا ما في الأَصل، ووقع في نسخة المحكم التي بأيدينا: وأَيتمت، من اليتم.