لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل اللام]

صفحة 548 - الجزء 12

  شَعَثَه يَلُمُّه لَمّاً: جمعَ ما تفرّق من أُموره وأَصلحه.

  وفي الدعاء: لَمَّ الله شعثَك أي جمع الله لك ما يُذْهب شعثك؛ قال ابن سيده: أي جمعَ مُتَفَرِّقَك وقارَبَ بين شَتِيت أَمرِك.

  وفي الحديث: اللهمِّ الْمُمْ شَعَثَنا، وفي حديث آخر: وتَلُمّ بها شَعَثي؛ هو من اللَّمّ الجمع أَي اجمع ما تَشَتَّتَ من أَمْرِنا.

  ورجُل مِلَمٌّ: يَلُمُّ القوم أي يجمعهم.

  وتقول: هو الذي يَلُمّ أَهل بيته وعشيرَته ويجمعهم؛ قال رؤبة:

  فابْسُط علينا كَنَفَيْ مِلَمّ

  أَي مُجَمِّع لِشَمْلِنا أَي يَلُمُّ أَمرَنا.

  ورجل مِلَمٌّ مِعَمٌّ إذا كان يُصْلِح أُمور الناس ويَعُمّ الناس بمعروفه.

  وقولهم: إنّ دارَكُما لَمُومةٌ أَي تَلُمُّ الناس وتَرُبُّهم وتَجْمعهم؛ قال فَدَكيّ بن أَعْبد يمدح علقمة بن سيف:

  لأَحَبَّني حُبَّ الصَّبيّ، ولَمَّني ... لَمَّ الهِدِيّ إلى الكريمِ الماجِدِ⁣(⁣١)

  ابن شميل: لُمّة الرجلِ أَصحابُه إذا أَرادوا سفراً فأَصاب مَن يصحبه فقد أَصاب لُمّةً، والواحد لُمَّة والجمع لُمَّة.

  وكلُّ مَن لقِيَ في سفره ممن يُؤنِسُه أَو يُرْفِدُه لُمَّة.

  وفي الحديث: لا تسافروا حتى تُصيبوا لُمَّة⁣(⁣٢).

  أَي رُفْقة.

  وفي حديث فاطمة، رضوان الله عليها، أَنها خرجت في لُمَّةٍ من نسائها تَتوطَّأ ذَيْلَها إلى أَبي بكر فعاتبته، أَي في جماعة من نسائها؛ قال ابن الأَثير: قيل هي ما بين الثلاثة إلى العشرة، وقيل: اللُّمَّة المِثْلُ في السن والتِّرْبُ؛ قال الجوهري: الهاء عوض من الهمزة الذاهبة من وسطه، وهو مما أَخذت عينه كَسَه ومَه، وأَصلها فُعْلة من المُلاءمة وهي المُوافقة.

  وفي حديث علي، كرم الله وجهه: ألا وإنّ معاوية قادَ لُمَّة من الغواة أي جماعة.

  قال: وأما لُمَة الرجل مثله فهو مخفف.

  وفي حديث عمر، ¥: أن شابة زُوِّجَت شيخاً فقتَلتْه فقال: أيها الناس لِيتزوَّج كلٌّ منكم لُمَتَه من النساء ولتَنْكح المرأةُ لُمَتَها من الرجال أي شكله وتِرْبَه وقِرْنَه في السِّن.

  ويقال: لك فيه لُمَةٌ أي أُسْوة؛ قال الشاعر:

  فإن نَعْبُرْ فنحنُ لنا لُماتٌ ... وإن نَغْبُرْ فنحن على نُدورِ

  وقال ابن الأَعرابي: لُمات أَي أَشباه وأَمثال، وقوله: فنحن على ندور أي سنموت لا بدّ من ذلك.

  وقوله ø: وتأْكلون التُّرابَ أَكْلاً لَمّاً؛ قال ابن عرفة: أَكلاً شديداً؛ قال ابن سيده: وهو عندي من هذا الباب، كأنه أَكلٌ يجمع التُّراث ويستأْصله، والآكلُ يَلُمُّ الثَّريدَ فيجعله لُقَماً؛ قال الله ø: وتأْكلون التُّراث أَكْلاً لَمّاً؛ قال الفراء: أي شديداً، وقال الزجاج: أي تأْكلون تُراث اليتامى لَمّاً أي تَلُمُّون بجميعه.

  وفي الصحاح: أَكْلاً لَمّاً أي نَصِيبَه ونصيب صاحبه.

  قال أبو عبيدة: يقال لَمَمْتُه أَجمعَ حتى أتيت على آخره.

  وفي حديث المغيرة: تأْكل لَمّاً وتُوسِع ذَمّاً أي تأْكل كثيراً مجتمعاً.

  وروى الفراء عن الزهري أنه قرأَ: وإنَّ كُلاً لَمّاً، مُنَوَّنٌ، ليُوَفِّيَنَّهم؛ قال: يجعل اللَّمَّ شديداً كقوله تعالى: وتأكلون التُّراثَ أكلاً لَمّاً؛ قال الزجاج: أراد وإن كلاً ليُوَفِّينهم جَمْعاً لأَن معنى اللَّمّ الجمع، تقول:


(١) قوله [لأَحبني] أَنشده الجوهري: وأحبني.

(٢) قوله [حتى تصيبوا لمة] ضبط لمة في الأَحاديث بالتشديد كما هو مقتضى سياقها في هذه المادة، لكن ابن الأَثير ضبطها بالتخفيف وهو مقتضى قوله: قال الجوهري الهاء عوض الخ وكذا قوله يقال لك فيه لمة الخ البيت مخفف فمحل ذلك كله مادة لأَم.