[فصل اللام]
  لَمَمْت الشيء أَلُمُّه إذا جمعته.
  الجوهري: وإنَّ كلاً لماً ليوفينهم، بالتشديد؛ قال الفراء: أصله لممّا، فلما كثرت فيها المِيماتُ حذفت منها واحد، وقرأَ الزهري: لمّاً، بالتنوين، أي جميعاً؛ قال الجوهري: ويحتمل أن يكون أن صلة لمن من، فحذفت منها إحدى الميمات؛ قال ابن بري: صوابه أن يقول ويحتمل أن يكون أصله لَمِن مَن، قال: وعليه يصح الكلام؛ يريد أن لَمّاً في قراءة الزهري أصلها لَمِنْ مَن فحذفت الميم، قال: وقولُ من قال لَمّا بمعنى إلَّا، فليس يعرف في اللغة.
  قال ابن بري: وحكى سيبويه نَشدْتُك الله لَمّا فَعَلْت بمعنى إلَّا فعلت، وقرئ: إن كُلُّ نَفْس لَمّا عليها حافظٌ؛ أي ما كل نفس إلا عليها حافظ، وإن كل نفس لعليها(١).
  حافظ.
  وورد في الحديث: أنْشُدك الله لَمّا فعلت كذا، وتخفف الميم وتكونُ ما زائدة، وقرئ بهما لما عليها حافظ.
  والإِلْمامُ واللَّمَمُ: مُقاربَةُ الذنب، وقيل: اللَّمَم ما دون الكبائر من الذنوب.
  وفي التنزيل العزيز: الذينَ يَجْتَنِبون كبائِرَ الإِثْمِ والفواحِشَ إلا اللَّمَمَ.
  وألَمَّ الرجلُ: من اللَّمَمِ وهو صغار الذنوب؛ وقال أميّة:
  إنْ تَغْفِر، اللَّهمَّ، تَغْفِرْ جَمّا ... وأَيُّ عَبْدٍ لك لا أَلَمّا؟
  ويقال: هو مقارَبة المعصية من غير مواقعة.
  وقال الأَخفش: اللَّمَمُ المُقارَبُ من الذنوب؛ قال ابن بري: الشعر لأُميَّة بن أَبي الصّلْت؛ قال: وذكر عبد الرحمن عن عمه عن يعقوب عن مسلم بن أَبي طرفة الهذليّ قال: مر أَبو خِراش يسعى بين الصفا والمروة وهو يقول:
  لاهُمَّ هذا خامِسٌ إن تَمّا ... أَتَمَّه الله، وقد أَتَمَّا
  إن تغفر، اللهم، تغفر جمّاً ... وأيُّ عبدٍ لك لا أَلَمَّا؟
  قال أبو إسحق: قيل اللَّمَمُ نحو القُبْلة والنظْرة وما أَشبهها؛ وذكر الجوهري في فصل نول: إن اللَّمَم التقبيلُ في قول وَضّاح اليَمَن:
  فما نَوّلَتْ حتى تَضَرَّعْتُ عندَها ... وأنْبأتُها ما رُخّصَ الله في اللَّمَمْ
  وقيل: إلَّا اللَّمَمَ: إلَّا أن يكونَ العبدُ ألَمَّ بفاحِشةٍ ثم تاب، قال: ويدلّ عليه قوله تعالى: إنّ ربَّك واسِعُ المغفرة؛ غير أن اللَّمَم أن يكونَ الإِنسان قد أَلَمَّ بالمعصية ولم يُصِرَّ عليها، وإنما الإِلْمامُ في اللغة يوجب أنك تأْتي في الوقت ولا تُقيم على الشيء، فهذا معنى اللَّمَم؛ قال أبو منصور: ويدل على صاحب قوله قولُ العرب: أَلْمَمْتُ بفلانٍ إلْماماً وما تَزورُنا إلَّا لِمَاماً؛ قال أبو عبيد: معناه الأَحيانَ على غير مُواظبة، وقال الفراء في قوله إلَّا اللَّمَم: يقول إلَّا المُتقاربَ من الذنوب الصغيرة، قال: وسمعت بعض العرب يقول: ضربته ما لَمَم القتلِ؛ يريدون ضرباً مُتقارِباً للقتل، قال: وسمعت آخر يقول: ألَمَّ يفعل كذا في معنى كاد يفعل، قال: وذكر الكلبي أنها النَّظْرةُ من غير تعمُّد، فهي لَمَمٌ وهي مغفورة، فإن أَعادَ النظرَ فليس بلَمَمٍ، وهو ذنب.
  وقال ابن الأَعرابي: اللَّمَم من الذنوب ما دُون الفاحشة.
  وقال أبو زيد: كان ذلك منذ شهرين أو لَمَمِها، ومُذ شهر ولَمَمِه أو قِرابِ شهر.
  وفي حديث النبي، ﷺ: وإن مما يُنْبِتُ
(١) قوله [وإن كل نفس لعليها حافظ] هكذا في الأَصل وهو إنما يناسب قراءة لما يالتخفيف.