لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل النون]

صفحة 571 - الجزء 12

  فَكَّر في أَمر ينظر كيف يُدَبِّره.

  وقوله ø مُخْبِراً عن إِبراهيم، #: فنظَر نَظْرَةً في النُّجوم فقال إِنِّي سَقِيمٌ؛ قيل: معناه فيما نَجَمَ له من الرأْي.

  وقال أَبو العباس أَحمد بن يحيى: النُّجومُ جمع نَجْم وهو ما نَجَمَ من كلامهم لَمَّا سأَلوه أَن يخرج معهم إِلى عِيدِهم، ونَظَرَ ههنا: تَفكَّر ليُدَبِّرَ حُجَّة فقال: إِنِّي سَقِيم، أَي منْ كُفْرِكم.

  وقال أَبو إِسحق: إِنه قال لقومه وقد رأَى نَجْماً إِني سقيم، أَوْهَمَهم أَن به طاعوناً فتَوَلَّوْا عنه مُدْبِرين فِراراً من عَدْوَى الطاعون.

  قال الليث: يقال للإِنسان إِذا تفكر في أَمر لينظر كيف يُدبِّره: نظر في النُّجوم، قال: وهكذا جاء عن الحسن في تفسير هذه الآية أَي تفكَّر ما الذي يَصْرِفُهم عنه إِذا كلَّفوه الخروج معهم.

  والمِنْجَم: الكعب والعرقوبُ وكل ما نَتأَ.

  والمِنْجَم أَيضاً: الذي يُدَقّ به الوتد.

  ويقال: ما نَجَمَ لهم مَنْجَمٌ مما يطلبون أَي مَخْرج.

  وليس لهذا الأَمر نَجْمٌ أَي أَصلٌ، وليس لهذا الحديث نَجْم أَي ليس له أَصلٌ.

  والمَنْجَمُ: الطريق الواضح؛ قال البعيث:

  لها في أَقاصِي الأَرضِ شأْوٌ ومَنْجَمُ

  وقول ابن لَجَإٍ:

  فصَبَّحَتْ، والشمسُ لَمَّا تُنْعِمِ ... أَن تَبْلغَ الجُدَّةَ فوقَ المَنْجَمِ

  قال: معناه لم تُرِدْ أن تبلغ الجُدّة، وهي جُدّة الصبح طريقتُه الحمراء.

  والمَنْجَمُ: مَنْجَمُ النهار حين يَنْجُمُ.

  ونَجَمَ الخارجيّ، ونجمَتْ ناجمةٌ بموضع كذا أَي نَبَعت.

  وفلانٌ مَنْجَمُ الباطل والضلالة أَي معدنُه.

  والمَنْجِمان والمِنْجَمانِ: عظمان شاخِصان في بواطن الكعبين يُقْبِل أَحدُهما على الآخر إِذا صُفَّت القدمان.

  ومِنْجَما الرجْل: كَعْباها.

  والمِنْجَم، بكسر الميم، من الميزان: الحديدة المعترضة التي فيها اللسان.

  وأَنْجَمَ المطرُ: أَقْلَع، وأَنْجَمَت عنه الحُمّى كذلك، وكذلك أَفْصَمَ وأَفْصَى.

  وأَنْجَمت السماءُ: أَقْشَعت، وأَنْجَم البَرْد؛ وقال:

  أَنْجَمَت قُرَّةُ السماء، وكانت ... قد أَقامَتْ بكُلْبة وقِطارِ

  وضرَبه فما أَنْجَمَ عنه حتى قتله أَي ما أَقْلَع، وقيل: كلُّ ما أَقْلَع فقد أَنْجَمَ.

  والنِّجامُ: موضع؛ قال معقل بن خُويلِد:

  نَزِيعاً مُحْلِباً من أَهلِ لِفْتٍ ... لِحَيٍّ بين أَثْلةَ والنِّجامِ

  نحم: النَّحِيمُ: الزَّحِيرُ والتنحْنُح.

  وفي الحديث: دخلتُ الجنةَ فسمعتُ نَحْمةً من نُعَيم أَي صوتاً.

  والنَّحِيمُ: صوتٌ يخرج من الجوف، ورجل نَحِمٌ، وربما سمي نُعَيْمٌ النَّحّامَ.

  نَحَمَ يَنْحِمُ، بالكسر، نَحْماً ونَحِيماً ونَحَماناً، فهو نَحَّام، وهو فوق الزَّحير، وقيل: هو مثل الزحير: قال رؤبة:

  من نَحَمانِ الحَسَدِ النِّحَمِّ

  بالَغ بالنِّحَمِّ كشِعْر شاعر ونحوه وإِلا فلا وجه له؛ وقال ساعدة بن جؤية:

  وشَرْحَب نَحْرُه دامٍ وصَفْحَتُه ... يَصِيحُ مثلَ صِياحِ النَّسْرِ مُنْتَحم

  وأَنشد ابن بري:

  ما لَك لا تَنْحِمُ يا فلاحُ ... إِنَّ النَّحِيمَ للسُّقاةِ راحُ

  وأَنشده أَبو عمرو:

  ما لك لا تنحم يا فلاحه ... إِن النحيم للسُّقاة راحه⁣(⁣١)


(١) قوله [يا فلاحه] في التهذيب: يا رواحه.