لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الخاء المعجمة]

صفحة 65 - الجزء 1

  وخُروءَةٌ: فُعولةٌ، وقد يقال ذلك للجُرَذِ والكَلْب.

  قال بعض العرب: طُلِيتُ بشيءٍ كأَنه خُرْءُ الكلب؛ وخُرُؤٌ: يعني النورة، وقد يكون ذلك للنَّحل والذُّباب.

  والمَخْرَأَةُ والمَخْرُؤَةُ: موضع الخِراءة.

  التهذيب: والمَخْرُؤةُ: المكان الذي يُتَخَلَّى فيه، ويقال للمَخْرَج: مَخْرُؤَةٌ ومَخْرَأَةٌ.

  خسأ: الخاسِئُ من الكِلاب والخَنازِير والشياطين: البعِيدُ الذي لا يُتْرَكُ أَن يَدْنُوَ من الإِنسانِ.

  والخاسِئُ: المَطْرُود.

  وخَسَأَ الكلبَ يَخْسَؤُه خَسْأً وخُسِوءًا، فَخَسَأَ وانْخَسَأَ: طَرَدَه.

  قال:

  كالكَلْبِ إِنْ قِيلَ له اخْسَإِ انْخَسَأْ

  أَي إِنْ طَرَدْته انْطَرَدَ.

  الليث: خَسَأْتُ الكلبَ أَي زَجَرْتُه فقلتُ له اخْسَأْ، ويقال: خَسَأْتُه فَخَسَأَ أَي أَبْعَدْتُه فَبَعُد.

  وفي الحديث: فَخَسَأْتُ الكلبَ أَي طَرَدْتُه وأَبْعَدْتُه.

  والخاسِئُ: المُبْعَدُ، ويكون الخاسِئُ بمعنى الصاغِرِ القَمِئِ.

  وخسَأَ الكلبُ بنَفْسِه يَخْسَأُ خُسوءًا، يَتعدَّى ولا يتعدّى؛ ويقال: اخْسَأْ إليك واخْسَأْ عنِّي، وقال الزجاج في قوله ø: قال اخْسَؤوا فيها ولا تُكَلِّمُونِ: معناه تَباعُدُ سَخَطٍ.

  وقال اللَّه تعالى لليهود: كُونوا قِرَدةً خاسِئين أَي مَدْحُورِين.

  وقال الزجاج: مُبْعَدِين.

  وقال ابن أَبي إِسحق لبُكَيْرِ بن حبيب: ما أَلحَن في شيء.

  فقال: لا تَفْعَلْ.

  فقال: فخُذْ عليَّ كَلِمةً.

  فقال: هذه واحدة، قل كَلِمه؛ ومرَت به سِنَّوْرةٌ فقال لها: اخْسَيْ.

  فقال له: أَخْطَأْتَ انما هو: اخْسَئِي.

  وقال أَبو مهدية: اخْسَأْنانِّ عني.

  قال الأَصمعي: أَظنه يعني الشياطين.

  وخَسَأَ بصَرُه يَخْسَأُ خَسْأً وخُسُوءًا إذا سَدِرَ وكَلَّ وأَعيا.

  وفي التنزيل: [يَنْقَلِبْ اليكَ البَصَرُ خاسِئاً، وهُو حَسِير] وقال الزجاج: خاسِئاً، أَي صاغِراً، منصوب على الحال.

  وتخاسَأَ القومُ بالحجارة: تَرامَوْا بها.

  وكانت بينهم مُخاسأَةُ.

  خطأ: الخَطَأُ والخَطاءُ: ضدُّ الصواب.

  وقد أَخْطَأَ، وفي التنزيل: [وليسَ عليكم جُناحٌ فيما أَخْطَأْتُم به] عدَّاه بالباء لأَنه في معنى عَثَرْتُم أَو غَلِطْتُم؛ وقول رؤْبة:

  يا رَبِّ إِنْ أَخْطَأْتُ، أَو نَسِيتُ ... فأَنتُ لا تَنْسَى، ولا تمُوتُ

  فإنه اكْتَفَى بذكر الكَمال والفَضْل، وهو السَّبَب من العَفْو وهو المُسَبَّبُ، وذلك أَنّ من حقيقة الشرط وجوابه أَن يكون الثاني مُسَبَّباً عن الأَول نحو قولك: إن زُرْتَنِي أَكْرَمْتُك، فالكرامة مُسَبَّبةٌ عن الزيارة، وليس كونُ اللَّه سبحانه غير ناسٍ ولا مُخْطِئٍ أمْراً مُسبَّباً عن خَطَإِ رُؤْبَة، ولا عن إصابته، إنما تلك صفة له عزَّ اسمه من صفات نفسه لكنه كلام محمول على معناه، أَي: إِنْ أَخْطَأْتُ أَو نسِيتُ، فاعْفُ عني لنَقْصِي وفَضْلِك؛ وقد يُمدُّ الخَطَأُ وقُرئَ بهما قوله تعالى: ومَن قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً.

  وأَخْطأَ وتَخَطْأَ بمعنى، ولا تقل أَخْطَيْتُ، وبعضهم يقوله.

  وأَخْطَأَه⁣(⁣١) وتَخَطَّأَ له في هذ المسألة وتَخَاطَأَ كلاهما: أَراه أَنه مُخْطِئٌ فيها، الأَخيرة عن الزجاجي حكاها في الجُمل.

  وأَخْطَأَ الطَّرِيقَ: عَدَل عنه.

  وأَخْطَأَ الرَّامِي الغَرَضَ: لم يُصِبْه.


(١) قوله [وأخطأه] ما قبله عبارة الصحاح وما بعده عبارة المحكم ولينظر لم وضع المؤلف هذه الجملة هنا.