لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل النون]

صفحة 580 - الجزء 12

  ووَدَعَ، وكما استغنَوْا بمَلامِحَ عن تكسير لَمْحةٍ، أَو يكون فَعِل في هذا داخلاً على فَعُل، أَعني أَن تُكسَر عينُ مضارع نَعُم كما ضُمَّت عينُ مضارع فَعِل، وكذلك تَنَعَّم وتَناعَم وناعَم ونَعَّمه وناعَمَه.

  ونَعَّمَ أَولادَه: رَفَّهَهم.

  والنَّعْمةُ، بالفتح: التَّنْعِيمُ.

  يقال: نَعَّمَه الله وناعَمه فتَنَعَّم.

  وفي الحديث: كيف أَنْعَمُ وصاحبُ القَرْنِ قد الْتَقَمه؟ أي كيف أَتَنَعَّم، من النَّعْمة، بالفتح، وهي المسرّة والفرح والترفُّه.

  وفي حديث أَبي مريم: دخلتُ على معاوية فقال: ما أَنْعَمَنا بك؟ أَي ما الذي أَعْمَلَكَ إلينا وأَقْدَمَك علينا، وإنما يقال ذلك لمن يُفرَح بلقائه، كأنه قال: ما الذي أَسرّنا وأَفرَحَنا وأَقَرَّ أَعيُنَنا بلقائك ورؤيتك.

  والناعِمةُ والمُناعِمةُ والمُنَعَّمةُ: الحَسنةُ العيشِ والغِذاءِ المُتْرَفةُ؛ ومنه الحديث: إنها لَطَيْرٌ ناعِمةٌ أي سِمانٌ مُتْرَفةٌ؛ قال وقوله:

  ما أَنْعَمَ العَيْشَ، لو أَنَّ الفَتى حَجَرٌ ... تنْبُو الحوادِثُ عنه، وهو مَلْمومُ

  إنما هو على النسب لأَنا لم نسمعهم قالوا نَعِم العيشُ، ونظيره ما حكاه سيبويه من قولهم: هو أَحْنكُ الشاتين وأَحْنَكُ البَعيرين في أَنه استعمل منه فعل التعجب، وإن لم يك منه فِعْلٌ، فتَفهَّمْ.

  ورجل مِنْعامٌ أي مِفْضالٌ.

  ونَبْتٌ ناعِمٌ ومُناعِمٌ ومُتناعِمٌ سواء؛ قال الأَعشى:

  وتَضْحَك عن غُرِّ الثَّنايا، كأَنه ... ذرى أُقْحُوانٍ، نَبْتُه مُتناعِمُ

  والتَّنْعيمةُ: شجرةٌ ناعمةُ الورَق ورقُها كوَرَق السِّلْق، ولا تنبت إلى علي ماء، ولا ثمرَ لها وهي خضراء غليظةُ الساقِ.

  وثوبٌ ناعِمٌ: ليِّنٌ؛ ومنه قول بعض الوُصَّاف: وعليهم الثيابُ الناعمةُ؛ وقال:

  ونَحْمي بها حَوْماً رُكاماً ونِسْوَةً ... عليهنَّ قَزٌّ ناعِمٌ وحَريرُ

  وكلامٌ مُنَعَّمٌ كذلك.

  والنِّعْمةُ: اليدُ البَيْضاء الصاحلة والصَّنيعةُ والمِنَّة وما أُنْعِم به عليك.

  ونِعْمةُ الله، بكسر النون: مَنُّه وما أَعطاه الله العبدَ مما لا يُمْكن غيره أَن يُعْطيَه إياه كالسَّمْع والبصَر، والجمعُ منهما نِعَمٌ وأَنْعُمٌ؛ قال ابن جني: جاء ذلك على حذف التاء فصار كقولهم ذِئْبٌ وأَذْؤب ونِطْع وأَنْطُع، ومثله كثير، ونِعِماتٌ ونِعَماتٌ، الإِتباعُ لأَهل الحجاز، وحكاه اللحياني قال: وقرأَ بعضهم: أَن الفُلْكَ تجرِي في البَحْرِ بنِعَمات الله، بفتح العين وكسرِها، قال: ويجوز بِنِعْمات الله، بإسكان العين، فأَما الكسرُ⁣(⁣١) فعلى مَنْ جمعَ كِسْرَةً كِسِرات، ومَنْ قرأَ بِنِعَمات فإن الفتح أخفُّ الحركات، وهو أَكثر في الكلام من نِعِمات الله، بالكسر.

  وقوله ø: وأَسْبَغَ عليكم نِعَمَه ظاهرةً وباطنةً⁣(⁣٢).

  قال الجوهري: والنُّعْمى كالنِّعْمة، فإن فتحتَ النون مددتَ فقلت النَّعْماء، والنَّعيمُ مثلُه.

  وفلانٌ واسعُ النِّعْمةِ أي واسعُ المالِ.

  وقرأَ بعضهم: وأَسْبَغَ عليكم نِعْمَةً، فمن قرأَ نِعَمَه أَراد جميعَ ما أَنعم به عليهم؛ قال الفراء: قرأَها ابن عباس⁣(⁣٣) نِعَمَه، وهو وَجْه جيِّد لأَنه قد قال شاكراً لأَنعُمِه، فهذا جمع النِّعْم وهو دليل على أَن نِعَمَه جائز، ومَنْ قرأَ نِعْمةً أَراد ما أُعطوه من


(١) قوله [فأما الكسر الخ] عبارة التهذيب: فأما الكسر فعلى من جمع كسرة كسرات، ومن أسكن فهو أجود الأَوجه على من جمع الكسرة كسات ومن قرأ الخ.

(٢) قوله وقوله ø وأسبغ عليكم نعمة ظاهرة وباطنة إلى قوله وقرأ بعضهم] هكذا في الأَصل بتوسيط عبارة الجوهري بينهما.

(٣) قوله [قرأها ابن عباس الخ] كذا بالأَصل.