لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل النون]

صفحة 594 - الجزء 12

  نَهَمَ يَنْهِمُ.

  ونَهْمةُ الرجلِ والأَسدِ: نأْمَتُهما، وقال بعضهم: نَهْمةُ الأَسد بدل من نأْمَتِه.

  والنَّهّامُ: الأَسدُ لصوته.

  يقال: نَهَمَ يَنْهِمُ نَهِيماً.

  والناهمُ: الصارخُ.

  والنَّهيمُ، مثلُ النَّحيمِ ومثلُ النَّئيمِ: وهو صوتُ الأَسد والفيلِ.

  يقال: نَهَمَ الفيلُ يَنْهِمُ نَهْماً ونَهيماً؛ وأَنشد ابن بري:

  إذا سَمِعْتَ الزَّأْرَ والنَّهِيما ... أَبأْت منها هَرَباً عَزِيما

  الإِباءُ: الفِرارُ.

  والنَّهْم، بالتسكين: مصدر قولك نَهَمْتُ الإِبلَ أَنْهَمُها، بالفتح فيهما، نَهْماً ونَهِيماً إذا زَجَرْتَها لِتَجِدَّ في سيرها؛ ومنه قول زياد المِلقطي:

  يا مَنْ لِقَلْبٍ قد عَصاني أَنْهَمُه

  أي أَزْجره.

  وفي حديث إسلام عمر، ¥: قال تَبِعْتُه فلما سَمِع حِسِّي ظنَّ أَني إنما تَبِعْتُه لأُوذِيَه، فنَهَمَني وقال: ما جاء بكَ هذه الساعةَ؟ أي زَجَرَني وصاحَ بي.

  وفي حديث عمر أَيضاً، ¥: قيل له إن خالدَ بن الوليد نَهَمَ ابْنَكَ فانْتَهَمَ أي زجَرَه فانْزَجَرَ.

  ونَهَم الإِبل يَنْهِمُها ويَنْهَمُها نَهْماً ونَهِيماً ونَهْمةً؛ الأَخيرة عن سيبويه: زجرَها بصوتٍ لتَمْضيَ.

  والمِنْهامُ من الإِبل: التي تُطيع على النَّهْم، وهو الزجرُ، وإبلٌ مَناهيمُ: تُطيع على النَّهْمِ أي الزجرِ؛ قال:

  أَلا انْهِماها، إنها مَناهِيمْ ... وإنما يَنْهِمُها القومُ الهيمْ،

  وإننا مَناجِدٌ مَتاهيمْ

  والنَّهْمُ: زجرُك الإِبلَ تَصِيحُ بها لتَمْضيَ.

  نَهَمَ الإِبلَ يَنْهِمُها ويَنْهَمُها نَهْماً إذا زجرَها لتَجِدَّ في سيرها.

  قال أَبو عبيد: الوَئيدُ الصوتُ، والنَّهِيمُ مثلُه.

  والنِّهاميُّ، بكسر النون: الراهبُ لأَنه يَنْهَمُ⁣(⁣١) أي يدعو.

  والنِّهاميُّ: الحدَّادُ؛ وأَنشد:

  نَفْخَ النِّهاميِّ بالكِيرَيْن في اللَّهَب

  وأَنشد ابن بري للأَعشى:

  سأَدْفعُ عن أَعراضِكم وأُعِيرُكم ... لِساناً، كمِقْراضِ النِّهاميِّ، مِلْحَبا

  وقال الأَسود بن يعفر:

  وفاقِد مَوْلاه أَعارَتْ رِماحُنا ... سِناناً، كنِبراسِ النِّهاميِّ، مِنْجَلا

  مِنْجَلاً: واسعَ الجرح، وأَراد أَعارَتْه فحذف الهاء، وقيل: النِّهاميُّ النَّجّارُ، والفتح في كل ذلك⁣(⁣٢) لغة؛ عن ابن الأَعرابي.

  النضر: النِّهاميُّ الطريقُ المَهْيَعُ الجَدَدُ، وهو النَّهّامُ أَيضاً.

  والمَنْهَمةُ: موضع النَّجْر.

  وطريقٌ نِهاميٌّ ونَهّامٌ: بيِّنٌ واضحٌ.

  والنَّهْمُ: الخَذْفُ بالحصى ونحوه.

  ونَهَمَ الحَصى ونحوَه يَنْهَمُه نَهْماً: قذفه؛ قال رؤبة:

  والهُوجُ يُدْرينَ الحًى المَهْجوما ... يَنْهَمْنَ في الدار الحَصى المَنْهوما

  لأَن السائق قد يَخْذِفُ بالحصى ونحوه، وهو النَّهْم.

  والنُّهامُ: طائرٌ شِبْه الهامِ، وقيل: هو البُومُ، وقيل: البومُ الذكَرُ؛ قال الطرماح في بُومة تَصِيح:

  تَبِيتُ إذا ما دَعاها النُّهام ... تُجِدُّ، وتَحْسِبها مازِحه

  يعني أَنها تُجِدّ في صوتِها فكأَنها تُمازِحُ.

  وقال أَبو سعيد: جمع النُّهامِ نُهُمٌ، قال: وهو ذكَرُ


(١) قوله [لأنه ينهم] ضبط في الصاغاني بالفتح والكسر وكتب عليه معاً إشارة إلى صحتهما.

(٢) قوله [والفتح في كل ذلك الخ] الذي في القاموس أنه بمعنى الحدّاد والنجار والطريق مثلث، وبمعنى الراهب بالكسر والضم.