لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل النون]

صفحة 593 - الجزء 12

  فَيْفٌ عليها لذَيْلِ الريحِ نِمْنِيمُ

  والنَّمْنَمةُ: خُطوطٌ متقارِبة قِصارٌ شِبْه ما تُنَمْنِمُ الريحُ دُقاقَ التراب، ولكل وَشْيٍ نَمْنَمةٌ.

  وكتابٌ مُنَمْنَمٌ: مُنقَّش.

  ونَمْنَمَ الشيءَ نَمْنَمة أي رَقَّشه وزَخْرفه.

  وثوبٌ مُنَمْنَمٌ: مرقوم مُوَشّىً.

  والنِّمْنِمُ والنُّمْنُمُ: البياض الذي على أَظْفارِ الأَحداثِ، واحدته نِمْنِمةٌ، بالكسر، ونُمنُمَةٌ؛ قال رؤبة يصف قوساً رُصِّع مَقْبِضُها بسُيورٍ مُنَمْنَمةٍ:

  رصْعاً كَساها شِيَةً نَمِيما

  أي نقَشها.

  ابن الأَعرابي: النَّمَّة اللُّمْعة من بياضٍ في سوادٍ وسوادٍ في بياضٍ.

  والنِّمَّةُ: القَمْلة.

  وفي حديث سُويَد بن غَفَلة: أُتي بناقةٍ مُنَمْنَمةٍ أَي سَمِينةٍ مُلْتَفَّة.

  والنبتُ المُنَمْنَمُ: المُلْتَفّ المجتمِع.

  والنِّمّةُ: النَّمْلة في بعض اللغات.

  والنُّمِّيُّ: فلوس الرَّصاص، رومية؛ قال أَوس بن حجر:

  وقارَفَت، وهي لم تَجْرَبْ، وباعَ لها ... مِنَ الفَصافِصِ بالنُّمِّيِّ، سِفْسِيرُ

  واحدته نُمِّيَّة، ونسب الجوهري هذا البيت للنابغة يصف فرساً⁣(⁣١).

  والنُّمِّيُّ: الضَّنْجةُ.

  والنُّمِّيُّ: العَيْبُ؛ عن ثعلب؛ وأَنشد لمِسْكينٍ الدارِميِّ:

  ولو شِئْتُ أَبْدَيْتُ نُمِّيَّهم ... وأَدخلْتُ تحت الثِّيابِ الإِبَرْ

  قال ابن بري: قال الوزير المَغْرِبيّ أَراد بالنُّمِّيّ هنا العيبَ وأَصله الرَّصاصُ.

  جعله في العيب بمنزلة الرَّصاص في الفِضَّة.

  التهذيب: النُّمِّيُّ الفَلْسُ بالرومية، بالضم.

  وقال بعضهم: ما كان من الدراهم فيه رَصاصٌ أَو نحاس فهو نُمِّيٌّ، قال: وكانت بالحِيرة على عهد النُّعمانِ بن المنذر.

  وما بها نُمِّيٌّ أَي ما بها أَحدٌ.

  والنُّمِّيّةُ: الطبيعة؛ قال الطرماح:

  بلا خَدَبٍ ولا خَوَرٍ، إذا ما ... بَدَتْ نُمِّيّةُ الخُدْبِ النُّفاةِ

  ونُمِّيُّ الرجلِ: نُحاسُه وطَبْعُه؛ قال أَبو وجزة:

  ولولا غيره لكشَفْتُ عنه ... وعن نُمِّيَّةِ الطَّبْعِ اللَّعينِ

  نهم: النَّهْمةُ: بلوغُ الهِمَّة في الشيء.

  ابن سيده: النَّهَمُ، بالتحريك، والنَّهامةُ: إفراطُ الشهوةِ في الطعام وأَن لا تَمْتَلِئَ عينُ الآكل ولا تَشْبَعَ، وقد نَهِمَ في الطعام، بالكسر، يَنْهَمُ نَهَماً إذا كان لا يَشْبَعُ.

  ورجل نَهِمٌ ونَهِيمٌ ومَنْهومٌ، وقيل: المَنْهومُ الرَّغيب الذي يَمْتَلِئُ بطنُه ولا تنتهي نفْسُه، وقد نُهِمَ بكذا فهو مَنْهوم أي مُولَع به، وأَنكرها بعضهم.

  والنَّهْمة: الحاجة، وقيل: بلوغُ الهِمَّةِ والشهوةِ في الشيء.

  وفي الحديث: إذا قَضى أَحدُكم نَهْمتَه من سَفَرِه فلْيُعَجِّل إلى أَهله.

  ورجل مَنْهومٌ بكذا أي مُولَعٌ به.

  وفي الحديث: مَنْهومانِ لا يَشْبعانِ: مَنْهومٌ بالمالِ، ومَنْهومٌ بالعِلمِ، وفي رواية: طالبُ عِلمٍ وطالبُ دنيا.

  الأَزهري: النَّهِيمُ شِبْه الأَنِينِ والطَّحيرِ والنَّحيمِ؛ وأَنشد:

  ما لَكَ لا تَنْهِمُ يا فَلَّاحُ؟ ... إنَّ النَّهِيمَ للسُّقاةِ راحُ

  ونَهَمَني فلانٌ أي زَجَرني.

  ونَهَمَ يَنْهِم، بالكسر، نَهِيماً: وهو صوتٌ كأَنه زحيرٌ، وقيل: هو صوتٌ فوق الزَّئيرِ، وقيل: نَهَمَ يَنْهِم لغة في نَحمَ يَنْحِم أي زحَرَ.

  والنَّهْمُ والنَّهيم: صوتٌ وتَوَعُّدٌ وزَجْرٌ، وقد


(١) قوله [يصف فرساً] في التكملة ما نصه: هذا غلط، وليس يصف فرساً وإنما يصف ناقة، وقبل البيت: هل تبلغينهم حرف مصرمة أجد الفقار وإدلاج وتهدير قد عريت نصف حول أشهراً جدداً يسفي على رحلها بالحيرة المور والبيت لأَوس بن حجر لا للنابغة.