لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الهاء]

صفحة 602 - الجزء 12

  والعَتادُ؛ وأَنشد ابن بري لشاعر:

  إِذا أُنِيخَتْ والْتَقَوْا بالأَهْجامْ ... أَوْفَت لهم كَيْلاً سَريع الإِعْذامْ

  الأَصمعي: يقال هَجَمٌ وهَجْمٌ للقَدَحِ؛ قال الراجز:

  ناقةُ شيخٍ للإِله راهِبِ ... تَصُفُّ في ثلاثةِ المَحالِبِ:

  في الهَجَمَيْنِ، والْهَنِ المُقارِبِ

  قال: الهَجَمُ العُسُّ الضخم أَي تجمع بين مِحْلَبَيْنِ أَو ثلاثة ناقة صَفوفٌ تجمع بين المحالب، قال: والفَرَق أَربعةُ أَرباع؛ وأَنشد:

  تَرْفِد بعدَ الصَّفِّ في فُرْقانِ

  جمع الفَرَق وهو أَربعة أَرباعٍ، والهنُ المُقارِبُ: الذي بين العُسَّين.

  والهَجْمةُ: القطْعة الضَّخْمة من الإِبل، وقيل: هي ما بين الثلاثين والمائة؛ ومما يَدلَّك على كثرتها قوله:

  هَلْ لكِ، والعارِضُ منكِ عائِضُ ... في هَجْمَةٍ يُسْئِرُ منها القابِضُ؟⁣(⁣١)

  وقيل: الهَجْمةُ أَوَّلُها الأَرْبَعون إِلى ما زادت، وقيل: هي ما بين السَّبْعِين إِلى دُوَيْن المائة، وقيل: هي ما بين السبعين إِلى المائة؛ قال المعْلُوط:

  أَعاذِل، ما يُدْريك أَنْ رُبَّ هَجْمةٍ ... لأَخْفافِها فَوْقَ المِتانِ فَدِيدُ؟

  وقيل: هي ما بين التِّسعين إِلى المائة، وقيل: ما بين الستِّين إِلى المائة؛ وأَنشد الأَزهري:

  بهَجْمَةٍ تَمْلأُ عَيْنَ الحاسِدِ

  وقال أَبو حاتم: إِذا بلغت الإِبلُ سِتِّين فهي عَجْرمة، ثم هي هَجْمةٌ حتى تبلغ المائة، وقيل: الهَجْمة من الإِبل أَولها الأَربعون إِلى ما زادَت، والهُنَيدَةُ المائة فقط.

  وفي حديث إِسلام أَبي ذر: فَضَمَمْنا صِرْمتَه إِلى صِرْمَتِنا فكانت لنا هَجْمةٌ؛ الهَجْمَةُ من الإِبل: قريبٌ من المائة؛ واستعار بعضُ الشُّعراء الهَجْمَةَ للنَّخْل مُحاجِياً بذلك فقال:

  إِلى الله أَشْكُو هَجْمةً عَرَبيَّةً ... أَضَرَّ بها مَرُّ السِّنينَ الغوابِرِ

  فأَضْحَتْ رَوايا تَحْمِل الطِّينَ، بعدما ... تكونُ ثِمالَ المُقْتِرِينَ المَفاقِرِ

  والهَجْمةُ: النَّعْجةُ الهَرِمة.

  وهَجَمَ الشيءُ: سَكنَ وأَطْرَق؛ قال ابن مقبل:

  حتى اسْتَبَنتُ الهُدى، والبيدُ هاجمةٌ ... يَخشَعْنَ في الآلِ غُلْفاً أَو يُصَلِّينا

  والاهْتِجامُ: آخر الليل.

  والهَجْمُ: السَّوْق الشديد؛ قال رؤبة:

  والليلُ يَنْجُو والنهارُ يَهْجُمه

  وهَجَمَ الرجلَ وغيره يَهْجُمُه هَجْماً: ساقه وطرَده.

  ويقال: هَجَمَ الفحلُ آتُنَه أَي طَرَدَها؛ قال الشاعر:

  وَرَدْتِ وأَرْدافُ النُّجومِ كأَنها ... وقد غارَ تاليها، هجا أُتْن هاجِم⁣(⁣٢)

  والهَجائمُ: الطرائدُ.

  والهاجِمُ أَيضاً: الساكن المُطْرِقُ.

  وهَجْمةُ الشِّتاءِ: شِدَّةُ بَرْدِه.

  وهَجمة الصيْفِ: حَرُّه؛ وقولُ أَبي محمد الحذلَمِيّ أَنشده ثعلب:

  فاهْتَجَمَ العيدانُ من أَخْصامها


(١) قوله [هل لك الخ] صدره كما في مادة عرض:

يا ليل أسقاك البريق الوامض

هل لك الخ وهو لأَبي محمد الفقعسي يخاطب امرأة يرغبها في أن تنكحه، والمعنى: هل لك في هجمة يبقي منها سائقها لكثرتها عليه، والعارض أي المعطي في نكاحك عرضاً، وعائض أي آخذ عوضاً منك بالتزويج.

(٢) قوله [هجا أتن] كذا بالأصل.