لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الهاء]

صفحة 605 - الجزء 12

  فتنطلق هِدَماً كالبُسُطِ.

  وشيخٌ هِدْمٌ: على التشبيه بالثوب.

  أَبو عبيد: الهِدْمُ الشيخ الذي قد انْحَطَم مثل الهِمِّ.

  والعجوزُ المُتَهدِّمة: الفانيةُ الهَرِمة.

  وتَهَدَّم عليه من الغضب إِذا اشتدَّ غضبُه.

  وخُفٌّ هِدْمٌ ومُهَدَّمٌ: مثل الثوب؛ قال:

  عَليَّ خُفّانِ مُهَدَّمانِ ... مُشْتَبِها الأَنْفِ مُقَعَّمانِ

  أَبو سعيد: هَدَّمَ فلانٌ ثوبَه ورَدَّمَه إِذا رَقَّعه؛ رواه ابنُ الفَرج عنه.

  وعجوز مُتَهدِّمةٌ: هَرِمةٌ فانيةٌ، ونابٌ مُتهدِّمة كذلك.

  والهَدَمُ: ما بقي من نباتِ عامِ أَوّلَ، وذلك لِقِدَمِه.

  وهَدِمَت الناقةُ تَهْدَمُ هَدَماً وهَدَمةً، فهي هَدِمةٌ من إِبلٍ هَدامى وهَدِمةٍ، وتَهَدَّمَت وأَهْدَمت وهي مُهْدِم، كلاهما، إذا اشتدَّت ضبَعَتُها فياسَرت الفحلَ ولم تُعاسِرْه.

  وقال بعضهم: الهَدِمةُ الناقة التي تقع من شدة الضَّبَعةِ؛ قال زيد بن تُرْكِيٍّ الدُّبَيري:

  يُوشِكُ أَن يُوجسَ في الأَوْجاسِ ... فيها هَديمُ ضَبَعٍ هَوَّاسِ،

  إِذا دَعا العُنَّدَ بالأَجْراسِ

  قال ابن جني: فيه ثلاث روايات، إِحداها:

  فيها هديمُ ضَبَعٍ هَوَّاسُ

  ويكون الهَديم هُنا فحلاً وأَضافه إِلى الضَّبَع لأَنه يَهْدَمُ إِذا ضَبِعَتْ، وهَوَّاس: من نعت هديم؛ الوراية الثانية: هَوَّاسِ، بالخفض على الجِوار؛ الرواية الثالثة:

  فيها هَديمُ ضَبَعٍ هِوَاسِ

  وهو الصحيح لأَن الهَوَسَ يكون في النُّوق، وعليه يصحُّ استِشْهادُ الجوهريّ لأَنه جعل الهَديمَ الناقةَ الضَّبِعَةَ، ويكون هِواسِ بدلاً من ضبَع، والضَّبَعُ والهِواسُ واحدٌ.

  وهَديمُ في هذه الأَوجه فاعلٌ ليُوجِسَ في البيت الذي قبله أَي يُسْرِع أَن يَسمع صوتَ هذا الفحلِ ناقةٌ ضَبِعةٌ فتَشْتَدَّ ضَبَعَتُها؛ وأَول الأُرجوزة:

  مِزْيدُ، يا ابنَ النَّفَر الأَشْواسِ ... الشُّمْسِ، بل زادُوا على الشِّماسِ

  وفلانٌ يَتَهَدَّمُ عليكَ غَضَباً: مَثَلٌ بذلك.

  وتهدَّم عليه: تَوَعَّدَه.

  ودِماؤهم هَدْمٌ بينهم، بالتسكين، وهَدَمٌ، بالتحريك، أَي هدَرٌ، وذلك إِذا لم يودوا قاتلَه⁣(⁣١).

  عليّ بن حمزة: هَدْمٌ، بسكون الدال.

  وتهادَمَ القومُ: تهادَرُوا.

  والهُدامُ: الدُّوارُ يُصِيبُ الإِنسان في البحر؛ وهُدِم الرجلُ: أَصابه ذلك.

  والهَدْمُ: أَن تَضْرِبَه فتكسِرَ ظهرَه؛ عن ابن الأَعرابي.

  وفي الحديث: من كانت الدنيا هَدَمَه وسَدَمَه أَي بُغْيَتَه وشَهْوَتَه.

  قال ابن الأَثير: هكذا رواه بعضهم، والمحفوظ هَمَّه وسَدَمَه، والله أَعلم.

  ورجلٌ هَدِمٌ: أَحمقُ مُخنَّث.

  وذو مَهْدَمٍ ومِهْدَمٍ: قَيْلٌ من أَقيال حِمْير.

  والمَهْدومُ من اللبَن: الرَّثِيئةُ.

  وفي التهذيب: المَهْدومةُ الرَّثيئة من اللبن؛ قال الشاعر:

  شَفَيْتُ أَبا المُخْتارِ من داءِ بَطْنِه ... بمَهْدومةٍ، تُنْبي ضُلوعَ الشَّراسِف

  قال: المَهْدومةُ هي الرثيئةُ.

  قال شهاب: إِذا حُلِب الحَليبُ على الحَقِين جاءت رثيئةٌ مُذَكَّرة طيِّبة، لا فَلَقٌ ولا مُمْذَقِرّة سَمْهَجَةٌ ليّنة.

  والهَدْمةُ: الدُّفْعةُ من المال.

  ويقال: هذا شيءٌ


(١) قوله [إذا لم يودوا قاتله] كذا بالأصل، ولعله يؤذوا أو نحو ذلك.