لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الهاء]

صفحة 610 - الجزء 12

  بِشِفارٍ خَذِمه، في قُدُورٍ هَزِمه.

  وفي حديث ابن عمر: في قِدْرٍ هَزِمة، من الهَزيم وهو صوتُ الرعد، يريد صوتَ غَلَيانِها.

  وقوس هَزومٌ: بَيِّنة الهَزَمِ مُرِنّة؛ قال عمرو ذو الكَلْب:

  وفي اليمينِ شَمْحةٌ ذاتُ هَزَمْ

  وتَهَزَّمت العَصا وانهَزَمَت: تشقَّقت مع صوتٍ، وكذلك القوسُ؛ قال:

  ارْمِ على قَوْسك ما لم تَنهزم ... رَمْيَ المَضاءِ وجوادِ بنِ عُتُمْ

  وقَصبٌ متَهَزِّمٌ ومُهَزَّمٌ أَي قد كُسِّرَ وشُقِّق.

  وتَهَزَّمت القِرْبةُ: يَبِست وتكسَّرت فصوّتت.

  والهُزومُ: الكُسورُ في القِربة وغيرها، واحدها هَزْم وهَزْمةٌ.

  والهَزِيمةُ في القتال: الكَسْرُ والفَلُّ، هَزَمَه يَهْزِمُه هَزْماً فانْهَزَمَ، وهُزِمَ القومُ في الحرب، والاسم الهَزِيمة والهِزِّيَمى، وهَزَمْتُ الجيشَ هَزْماً وهَزِيمةً فانْهَزَمُوا؛ وقول قَيْس بن عَيْزارةَ الهُذلي:

  وحُبِسْنَ في هَزْمِ الضَّريعِ، فكلُّها ... حَدْباءُ باديةُ الضُّلوعِ حَرودُ

  إنما عنى بهَزْمِه يَبِيسَه المتكسِّرَ، فإما أَن يكون ذلك واحداً، وإما أَن يكون جميعاً.

  وهَزمُ الضَّريعِ: ما تكسّر منه.

  والهَزْم: ما تكسّرَ من الضريع وغيره.

  والتَّهزُّمُ: التكسُّرُ.

  وتَهَزَّم السّقاء إذا يَبِس فتكسّر يقال: سِقاءٌ مُتَهَزِّمٌ ومُهَزَّمٌ إذا كان بعضُه قد ثُنِيَ على بعض مع جَفافٍ.

  الأَصمعي: الاهْتِزام من شَيْئَينِ، يقال للقِرْبة إذا يَبِسَت وتكسّرت: تهزَّمت، ومنه الهَزِيمة في القتال، إنما هو كسرٌ، والاهْتِزامُ من الصوت، يقال: سمعت هَزِيمَ الرعد.

  وغَيْثٌ هَزِيمٌ: لا يَسْتَمْسِك كأنه مُنْهَزِمٌ عن سحابة؛ قال:

  هَزِيمٌ كأَنَّ البُلْقَ مَجْنوبةٌ به ... تَحامَيْنَ أَنهاراً فَهُنَّ ضَوارِح

  والهَزِمُ من الغيث: كالهَزيم؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

  تأْوِي إلى دِفْءِ أَرْطاةٍ، إذا عَطَفَتْ ... أَلْقَتْ بَوانِيَها عن غَيِّثٍ هَزِمِ

  قوله: عن غَيِّث هَزِم، يعني غزارتَها وكثرة حلَبها.

  وغيثٌ هَزِم: مُتهزِّم مُتَبعِّق لا يستَمْسك كأَنه متهزِّم عن مائه، وكذلك هَزيمُ السحاب؛ وقال يزيد بن مُفرّغ:

  سَقا هَزِمُ الأَوساطِ مُنْبَجِسُ العُرى ... مَنازِلَها من مَسْرُقانَ وسُرَّقا⁣(⁣١)

  وهَزَم له حقَّه: كهَضَمه، وهو من الكسر.

  وأَصابتهم هازِمة من هَوازِم الدَّهر أعي داهية كاسر.

  وقال أَبو إسحق في قوله ø: فهَزَموهم بإذن الله؛ معناه كسَروهم ورَدُّوهم.

  وأَصل الهَزْم كَسْر الشيء وثَنْيُ بعضه على بعض.

  وهُزِمْتُ عليك: عُطِفت؛ قال أَبو بدر السُّلَمي:

  هُزِمْتُ عليكِ اليومَ، يا ابنةَ مالكٍ ... فجُودِي علينا بالنَّوالِ وأَنْعِمي

  قال أَبو عمرو: وهو حرف غريب صحيح.

  والهَزائم: العَجائف من الدوابّ، واحدتها هَزيمة.

  وقال غيره: هي الهِزَمُ أَيضاً، واحدتها هِزْمة.

  ابن السكيت: الهَزيمُ السحاب المُتشقِّق بالمطر، والهَزْمُ سحابٌ رقيق يَعترِض وليس فيه ماء.

  واهْتزَم الشاةَ: ذبحها؛ قال أَبّاقٌ الدُّبَيري:

  إني لأَخْشَى، وَيْحَكمْ، أَن تُحْرَموا ... فاهْتزِموا من قبلِ أَنْ تَنَدَّموا⁣(⁣٢)


(١) قوله [من مسرقان وسرقا] هكذا في الأصل والمحكم، وفي التكملة ما نصه: والانشاد مداخل، والرواية: من مسرقان فشرقا، ثم قال: فشرقا أي أخذ جانب الشرق.

(٢) قوله [فاعتزموا من قبل الخ] في التهذيب والتكملة: فاهتزموها قبل.