[فصل الهاء]
  هَزِيمة إذا خِسِفَت وكُسِر جَبَلُها ففاض الماءُ الرَّواء، ومن هذا أُخذ هَزِيمةُ الفَرسِ، وهو تصبُّبُ عرَفِه عند شدَّة جَرْيِه؛ قال الجعدي:
  فلمَّا جرَى الماءُ الحَمِيمُ، وأُدْركتْ ... هَزِيمتُه الأُولى التي كنتُ أَطلُبُ
  وكلُّ نُقْرةٍ في الجسد هَزْمةٌ، والجمع كالجمع.
  والهَزْمةُ: النُّقْرةُ في الصَّدْر، وفي التُّفّاحة إذا غمزْتَها بيدِك ونحو ذلك.
  وفي حديث المغيرة: مَخْزونُ الهَزْمةِ، يعني الوَهْدةَ التي في أَعلى الصدر وتحت العُنُقِ أَي أَن الموضع منه حَزْنٌ خَشِنٌ، أَو يريد ثِقَلَ الصدر من الحُزْنِ والكآبةِ.
  وهزَمَ البئرَ: حفَرَها.
  والهَزيمةُ: الرَّكِيَّةُ، وقيل: الركيَّة التي خُسِفتْ وقُطع حجرُها ففاض ماؤها.
  والهَزائمُ: البِئارُ الكثيرةُ الماء، وذلك لتَطامُنِها؛ قال الطرمَّاح بن عديّ:
  أَنا الطِّرِمّاحُ وعَمِّي حاتمُ ... وَسْمي شَكِيٌّ ولساني عارِمُ،
  كالبَحْرِ حِينَ تَنْكَدُ الهَزائمُ
  وسْمِي: من السِّمَة، وشَكِيٌّ أَي مُوجِعٌ، وتَنْكَدُ أَي يَقِلُّ ماؤها، وأَراد بالهَزائِم آباراً كثيرةَ المِياه.
  وهُزومُ الليل: صُدوعه للصُّبْحِ؛ وأَنشد للفرزدق:
  وسَوْداء من ليل التِّمامِ اعْتَسَفْتُها ... إلى أَن تَجَلَّى، عن بياضٍ، هُزومُها
  ابن الأَعرابي: هي الخُنْعُبة والنُّونة والثُّومةُ والهَزْمةُ والوَهدةُ والقَلْدة والهَرتمةُ والعَرْتَمةُ والحِثْرِمة؛ قال الليث: الخُنْعُبة مَشَقُّ ما بين الشاربَيْن بِحِيال الوتَرةِ.
  وهَزمَه هَزْماً: ضربه فدخل ما بين وَرِكَيْه وخرجت سُرَّتُه.
  والهَزْمةُ والهَزَمُ والاهْتِزام والتهزُّم: الصوت.
  واهْتِزامُ الفرَس: صوتُ جَرْيِه؛ قال امرؤ القيس:
  على الذَّبل جَيّاشٌ، كأَنَّ اهْتِزامَه ... إذا جاشَ فيه حِمْيُه، غَلْيُ مِرْجَلِ
  وهَزَمَت القوسُ تَهْزِمُ هَزْماً وتَهَزَّمَت: صوَّتَت؛ عن أَبي حنيفة.
  وهَزِيمُ الرعدِ: صوتُه، تَهَّزَم الرعدُ تَهزُّماً.
  والهَزِيمُ والمُتَهَزِّمُ: الرعدُ الذي له صوتٌ شبيه بالتكسُّرِ.
  وتَهزَّمَت السحابةُ بالماء واهتَزَمت: تشقَّقَت مع صوت عنه؛ قال:
  كانت إذا حالِبُ الظَّلْماءِ نَبَّههَا ... قامت إلى حالبِ الظَّلْماءِ تَهْتَزِمُ
  أَي تَهْتَزِم بالحلَب لكثرته؛ وأَورد الأَزهري هذا البيت شاهداً على جاء فلانٌ يَهْتَزِمُ أَي يُسْرِع، وفسره فقال: جاءت حالبَ الظَّلْماءِ تِهْتَزمُ أَي جاءت إليه مُسْرِعةً.
  الأَصمعي: السحابُ المُتَهَزِّمُ والهَزِيمُ وهو الذي لِرَعْدِه صوتٌ، يقال منه: سمعت هَزْمةَ الرَّعْدِ، قال الأَصمعي: كأَنه صوت فيه تشقُّقٌ.
  والهَزيمُ من الخَيْلِ: الشديدُ الصوتِ؛ قال النَّجاشيّ:
  ونَجَّى ابن حَرْب سابحٌ ذو عُلالةٍ ... أَجَشُّ هَزِيمٌ، والرِّماحُ دَواني
  وقال ابن أُمِّ الحكم:
  أَجَشّ هَزيم جَرْيُه ذو عُلالةٍ ... وذلك خيرٌ في العَناجِيج صالحُ
  وفرسٌ هَزِمُ الصوتِ: يُشَبَّه صوتُه بصوت الرعد.
  وفرسٌ هَزيمٌ: يتشقَّق بالجَرْيِ: والهَزِيمُ: صوتُ جَرْيِ الفرس.
  وقِدْرٌ هَزِمةٌ: شديدةُ الغَلَيانِ يُسْمَع لها صوتٌ، وقيل لابنة الخُسِّ: ما أَطْيبُ شيء؟ قالت: لحمُ جزورٍ سَنِمَة، في غداة شَبِمَه،