لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الهاء]

صفحة 609 - الجزء 12

  هَزِيمة إذا خِسِفَت وكُسِر جَبَلُها ففاض الماءُ الرَّواء، ومن هذا أُخذ هَزِيمةُ الفَرسِ، وهو تصبُّبُ عرَفِه عند شدَّة جَرْيِه؛ قال الجعدي:

  فلمَّا جرَى الماءُ الحَمِيمُ، وأُدْركتْ ... هَزِيمتُه الأُولى التي كنتُ أَطلُبُ

  وكلُّ نُقْرةٍ في الجسد هَزْمةٌ، والجمع كالجمع.

  والهَزْمةُ: النُّقْرةُ في الصَّدْر، وفي التُّفّاحة إذا غمزْتَها بيدِك ونحو ذلك.

  وفي حديث المغيرة: مَخْزونُ الهَزْمةِ، يعني الوَهْدةَ التي في أَعلى الصدر وتحت العُنُقِ أَي أَن الموضع منه حَزْنٌ خَشِنٌ، أَو يريد ثِقَلَ الصدر من الحُزْنِ والكآبةِ.

  وهزَمَ البئرَ: حفَرَها.

  والهَزيمةُ: الرَّكِيَّةُ، وقيل: الركيَّة التي خُسِفتْ وقُطع حجرُها ففاض ماؤها.

  والهَزائمُ: البِئارُ الكثيرةُ الماء، وذلك لتَطامُنِها؛ قال الطرمَّاح بن عديّ:

  أَنا الطِّرِمّاحُ وعَمِّي حاتمُ ... وَسْمي شَكِيٌّ ولساني عارِمُ،

  كالبَحْرِ حِينَ تَنْكَدُ الهَزائمُ

  وسْمِي: من السِّمَة، وشَكِيٌّ أَي مُوجِعٌ، وتَنْكَدُ أَي يَقِلُّ ماؤها، وأَراد بالهَزائِم آباراً كثيرةَ المِياه.

  وهُزومُ الليل: صُدوعه للصُّبْحِ؛ وأَنشد للفرزدق:

  وسَوْداء من ليل التِّمامِ اعْتَسَفْتُها ... إلى أَن تَجَلَّى، عن بياضٍ، هُزومُها

  ابن الأَعرابي: هي الخُنْعُبة والنُّونة والثُّومةُ والهَزْمةُ والوَهدةُ والقَلْدة والهَرتمةُ والعَرْتَمةُ والحِثْرِمة؛ قال الليث: الخُنْعُبة مَشَقُّ ما بين الشاربَيْن بِحِيال الوتَرةِ.

  وهَزمَه هَزْماً: ضربه فدخل ما بين وَرِكَيْه وخرجت سُرَّتُه.

  والهَزْمةُ والهَزَمُ والاهْتِزام والتهزُّم: الصوت.

  واهْتِزامُ الفرَس: صوتُ جَرْيِه؛ قال امرؤ القيس:

  على الذَّبل جَيّاشٌ، كأَنَّ اهْتِزامَه ... إذا جاشَ فيه حِمْيُه، غَلْيُ مِرْجَلِ

  وهَزَمَت القوسُ تَهْزِمُ هَزْماً وتَهَزَّمَت: صوَّتَت؛ عن أَبي حنيفة.

  وهَزِيمُ الرعدِ: صوتُه، تَهَّزَم الرعدُ تَهزُّماً.

  والهَزِيمُ والمُتَهَزِّمُ: الرعدُ الذي له صوتٌ شبيه بالتكسُّرِ.

  وتَهزَّمَت السحابةُ بالماء واهتَزَمت: تشقَّقَت مع صوت عنه؛ قال:

  كانت إذا حالِبُ الظَّلْماءِ نَبَّههَا ... قامت إلى حالبِ الظَّلْماءِ تَهْتَزِمُ

  أَي تَهْتَزِم بالحلَب لكثرته؛ وأَورد الأَزهري هذا البيت شاهداً على جاء فلانٌ يَهْتَزِمُ أَي يُسْرِع، وفسره فقال: جاءت حالبَ الظَّلْماءِ تِهْتَزمُ أَي جاءت إليه مُسْرِعةً.

  الأَصمعي: السحابُ المُتَهَزِّمُ والهَزِيمُ وهو الذي لِرَعْدِه صوتٌ، يقال منه: سمعت هَزْمةَ الرَّعْدِ، قال الأَصمعي: كأَنه صوت فيه تشقُّقٌ.

  والهَزيمُ من الخَيْلِ: الشديدُ الصوتِ؛ قال النَّجاشيّ:

  ونَجَّى ابن حَرْب سابحٌ ذو عُلالةٍ ... أَجَشُّ هَزِيمٌ، والرِّماحُ دَواني

  وقال ابن أُمِّ الحكم:

  أَجَشّ هَزيم جَرْيُه ذو عُلالةٍ ... وذلك خيرٌ في العَناجِيج صالحُ

  وفرسٌ هَزِمُ الصوتِ: يُشَبَّه صوتُه بصوت الرعد.

  وفرسٌ هَزيمٌ: يتشقَّق بالجَرْيِ: والهَزِيمُ: صوتُ جَرْيِ الفرس.

  وقِدْرٌ هَزِمةٌ: شديدةُ الغَلَيانِ يُسْمَع لها صوتٌ، وقيل لابنة الخُسِّ: ما أَطْيبُ شيء؟ قالت: لحمُ جزورٍ سَنِمَة، في غداة شَبِمَه،