لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الهاء]

صفحة 612 - الجزء 12

  هَشَمتِ العَظم ولم يَتبايَنْ فَراشُه، وقيل: هي التي هَشَمت العظمَ فنُقِش وأُخْرِج فَراشُه فتَباينَ فَراشِ والريحُ تَهْشِم اليَبيسَ من الشجر: تَكْسِرُه.

  يقال: هَشَمَتْه.

  والهَشيم: النبت اليابس المُتكسِّر، والشجرةُ البالية يأْخذها الحاطب كيف يشاء.

  وفي التنزيل العزيز: فأَصبَح هَشيماً؛ وقيل: هو يابس كلِّ كَلإٍ إلَّا يابسَ البُهْمى فإنه عَرِبٌ لا هَشيم، وقيل: هو اليابس من كل شيء.

  والهَشيمةُ: الشجرة اليابسة البالية، والجمع هَشيمٌ.

  وما فلانٌ إلَّا هَشيمةُ كَرْمٍ أَي لا يَمْنع شيئاً، وهو مثَلٌ بذلك، وأَصله من الهَشيمة من الشجر يأْخذها الحاطب كيف يشاء.

  ويقال للرجل الجَواد السَّمْح: ما فلانٌ إلا هَشيمةُ كَرْمٍ والهَشِيمةُ: الأَرضُ التي يَبِسَ شجرُها حتى اسوَدَّ غير أَنها قائمةٌ على يُبْسها.

  والهَشِيم: الذي بَقي من عامِ أَوَّل.

  ابن شميل: أَرض هَشيمةٌ، وهي التي يَبِس شجرُها، قائماً كان أَو مُتَهَشِّماً.

  وإن الأَرض البالية تَهَشَّمُ أَي تكسَّرُ إذا وَطِئْتَ عليها نَفْسِها لا شَجرِها، وشجرُها أَيضاً إذا يَبِسَ يَتَهشَّم أَي يتكسَّر.

  وكلأٌ هَيْشومٌ: هَشٌّ لَيِّنٌ.

  وفي التنزيل العزيز: فكانوا كهَشِيم المُحْتَظِر؛ قال: الهَشِيم ما يَبِس من الوَرَقِ وتكسر وتحطَّم، فكانوا كالهَشِيم الذي يَجمَعُه صاحبُ الحَظِيرة أَي قد بلغ الغايةَ في اليُبس حتى بلَغ أَن يُجْمَع.

  أَبو قتيبة: اللحياني يقال للنبت الذي بقي من عام أَوّلَ هذا نَبْتٌ عاميٌّ وهَشِيمٌ وحَطِيمٌ، وقال في ترجمة حظر: الهَشِيم ما يَبِس من الحَظِرات فارْفَتّ وتكسَّر، المعنى أَنهم بادُوا وهلَكوا فصاروا كيبيس الشجر إذا تحطَّم.

  وقال العراقي: معنى قوله كهَشِيم المحتظِر الذي يَحْظُر على هَشيمه، أَراد أَنه حَظَر حِظاراً رَطباً على حِظارٍ قديمٍ قد يَبِسَ.

  وتَهَشَّم الشجرُ تَهَشُّماً إذا تكسَّر من يُبْسِه.

  وصارت الأَرض هشيماً أَي صار ما عليها من النبات والشجر قد يَبِس وتكسَّر.

  وقال أَبو حنيفة: انهَشَمت الإِبلُ فتهشَّمَت خارتْ وضعُفت.

  وتَهشَّم الرجلَ: استعطفه؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

  حُلْوَ الشَّمائل مِكْراماً خَليقَتُه ... إذا تهَشَّمْته للنائل اخْتالا⁣(⁣١)

  ورجل هَشِيمٌ: ضعيف البدن.

  وتهشَّم عليه فلان إذا تعطَّف.

  أَبو عمرو بن العلاء: تَهشَّمْتُه للمعروف وتهضَّمْتُه إذا طلَبْتَه عنده.

  أَبو زيد: تهَشَّمتُ فلاناً أَي ترَضَّيْتُه؛ وأَنشد:

  إذا أَغْضَبْتُكمْ فتهَشَّمُوني ... ولا تَسْتَعْتِبوني بالوَعيد

  أَي تَرَضَّوْني.

  وتقول: اهْتَشَمْتُ نفسي لفلانٍ واهْتَضَمْتُها له إذا رَضِيتَ منه بودن النَّصفَة.

  وهَشَمَ الرجلَ: أكْرَمه وعظَّمه.

  وهَشَمَ الناقةَ هَشْماً: حلَبها؛ وقال ابن الأَعرابي: هو الحَلْب بالكف كلها.

  ويقال: هَشَمْتُ ما في ضَرْع الناقة واهْتَشَمْت أَي احتلبْت.

  والهُشُم: الجِبال الرِّخْوة.

  والهُشُمُ: الحَلْابون اللبنَ الحُذَّاقُ، واحدهم هاشِمٌ.

  قال أَبو حنيفة: ومن بواطِن الأَرض المُنْبِتة الهُشومَ، واحدها هشْم، وهو ما تَصوَّب من لينِ ورقه.

  ابن شميل: الهَشوم من الأَرض المكان المُتَنَقّر منها المتصوّب من غِيطانها في لين الأَرض وبُطونِها.

  وكلُّ غائطٍ يكون وطِيئاً فهو هَشْم.

  ابن شميل: الهُشومُ ما تَطامَن من الأَرض، واحدها هَشْم.

  أَبو عمرو:


(١) قوله [اختالا] كذا بالأصل والتهذيب والتكملة، وفي المحكم: احتالا، بالمهملة بدل المعجمة.