لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الهاء]

صفحة 620 - الجزء 12

  هَمامِ قراءةُ من قرأَ: لا مَساسِ؛ قال ابن جني: هو الحكاية كأَنه قال مَساسِ فقال لا مَساسِ، وكذلك قال في هَمامِ إِنه على الحكاية لأَنه لا يبنى على الكسر، وهو يريد به الخبر.

  وأَهَمَّني الأَمرُ إِذا أَقْلَقَك وحَزَنَك.

  والاهتمامُ: الاغتمامُ، واهْتَمِّ له بأَمرِه.

  قال أَبو عبيد في باب قلَّة اهتِمامِ الرجلِ بشأْن صاحِبه: هَمُّك ما هَمَّك، ويقال: هَمُّك ما أَهَمَّك؛ جعلَ ما نَفْياً في قوله ما أَهَمَّك أَي لم يُهِمَّك هَمُّك، ويقال: معنى ما أَهَمَّكَ أَي ما أَحْزَنَك، وقيل: ما أَقْلَقَك، وقيل: ما أَذابَك.

  والهِمَّةُ: واحدةُ الهِمَمِ.

  والمُهِمَّاتُ من الأُمور: الشائدُ المُحْرِقةُ.

  وهَمَّه السُّقْمُ يَهُمُّه هَمّاً أَذابَه وأَذْهَبَ لَحمه.

  وهَمَّني المرضُ: أَذابَني.

  وهَمَّ الشحمَ يَهُمُّه هَمّاً: أَذابَه؛ وانْهَمَّ هو.

  والهامومُ: ما أُذِيبَ من السنام؛ قال العجاج يصف بَعيرَه:

  وانْهَمَّ هامومُ السَّدِيفِ الهاري ... عن جَرَزٍ منه وجَوْزٍ عاري⁣(⁣١)

  أَي ذهب سِمَنُه.

  والهامومُ من الشحمِ: كثيرُ الإِهالةِ.

  والهامومُ: ما يَسيل من الشَّحْمةِ إِذا شُوِيَت، وكلُّ شيء ذائبٍ يُسمَّى هاموماً.

  ابن الأَعرابي: هُمَّ إِذا أُغْلِيَ، وهَمَّ إِذا غَلى.

  الليث: الانْهِمامُ في ذَوَبانِ الشيء واسْتِرْخائه بعد جُمودِه وصَلابتِه مثل الثلج إِذا ذابَ، تقول: انْهَمَّ.

  وانْهَمَّت البقُولُ إِذا طُبِخَتْ في القدر.

  وهَمَّت الشمسُ الثلجَ: أَذابَتْه.

  وهَمَّ الغُزْرُ الناقةَ يَهُمُّها هَمّاً: جَهَدَها كأَنه أَذابَها.

  وانْهَمَّ الشحمُ والبَرَدُ: ذابا؛ قال:

  يَضْحَكْن عنْ كالبَرَد المُنْهَمِّ ... تحتَ عَرَانِينِ أُنوفٍ شُمِّ

  والهُمامُ: ما ذابَ منه، وقيل: كلُّ مُذابٍ مَهْمومٌ؛ وقوله:

  يُهَمُّ فيها القوْمُ هَمَّ الحَمِّ

  معناه يَسيل عرقهم حتى كأَنهم يَذُوبون.

  وهُمامُ الثلج: ما سالَ منْ مائِه إِذا ذابَ؛ وقال أَبو وجزة:

  نواصح بين حَمَّاوَيْنِ أَحْصَنَتا ... مُمَنَّعاً، كهُمامِ الثَّلْج بالضَّرَبِ

  أَراد بالنواصح الثَّنايا.

  ويقال: همَّ اللبَنَ في الصحْنِ إِذ حَلَبَه، وانْهَمَّ العرَقُ في جَبينِه إِذا سالَ؛ وقال الراعي في الهَماهِمِ بمعنى الهُموم:

  طَرَقا، فتِلكَ هَماهِمِي أَقْرِيهِما ... قُلُصاً لَواقحَ كالقِسيِّ وحُولا

  وهَمَّ بالشيءَ يهمُّ هَمّاً: نواه وأَرادَه وعزَم عليه.

  وسئل ثعلب عن قوله ø: ولقد هَمَّت به وهمَّ بها لولا أَنْ رَأَى بُرْهانَ ربِّه؛ قال: هَمَّت زَلِيخا بالمعصية مُصِرّةً على ذلك، وهَمَّ يوسفُ، #، بالمعصية ولم يأْتِها ولم يُصِرَّ عليها، فَبَيْن الهَمَّتَيْن فَرْقٌ.

  قال أَبو حاتم: وقرأْتُ غريبَ القرآن على أَبي عبيدة فلما أَتيتُ على قولِه: ولقد هَمَّت به وهَمَّ بها⁣(⁣٢) قال أَبو عبيدة: هذا على التقديم والتأْخير كأَنه أَراد: ولقد هَمَّت به، ولولا أَنْ رَأَى بُرْهانَ ربّه لَهَمَّ بها.

  وقوله ø: وهَمُّوا بما لم يَنالوا؛ كان طائفةٌ عَزَمُوا على أَن يغْتالُوا سيّدنا رسولَ الله، ، في سفَرٍ وقَفُوا له على طريقِه، فلما بَلغهم أَمَرَ بتَنْحيَتِهم عن طريقِه وسَمّاهم رجلاً رجلاً؛ وفي


(١) قوله [الهاري] أنشده في مادة جرز: الواري، وكذا المحكم والتهذيب.

(٢) الآية.