لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الهاء]

صفحة 621 - الجزء 12

  حديث سَطِيح:

  شَمِّرْ فإِنّك ماضي الهَمِّ شِمِّيرُ

  أَي إِذَا عَزمت على أَمرٍ أَمْضَيْتَه.

  والهَمُّ: ما همّ به في نَفْسِه، تقول: أَهَمَّني هذا الأَمرُ.

  والهَمَّةُ والهِمَّةُ: ما هَمَّ به من أَمر ليفعله.

  وتقول: إِنه لَعظيمُ الهَمّ وإِنه لَصغيرُ الهِمّة، وإِنه لَبَعيدُ الهِمَّةِ والهَمّةِ، بالفتح.

  والهُمامُ: الملكُ العظيم الهِمّة، وفي حديث قُسٍّ: أَيها الملكُ الهُمامُ، أَي العظيمُ الهِمَّة.

  ابن سيده: الهُمام اسمٌ من أَسماء الملك لِعِظمِ هِمّته، وقيل: لأَنه إِذا هَمَّ بأَمر أَمْضاه لا يُرَدُّ عنه بل يَنْفُذ كما أَراد، وقيل: الهُمامُ السيِّدُ الشجاعُ السَّخيّ ولا يكون ذلك في النساء.

  والهُمامُ: الأَسدُ، على التشبيه، وما يَكادُ ولا يَهُمُّ كَوْداً ولا مَكادَةً وهَمّاً ولا مَهَمَّةً.

  والهَمَّةُ والهِمَّةُ: الهَوى.

  وهذا رجلٌ هَمُّك من رجلٍ وهِمَّتُك من رجل أَي حسْبُك.

  والهِمُّ، بالكسر: الشيخ الكبيرُ البالي، وجمعه أَهْمامٌ.

  وحكى كراع: شيخٌ هِمَّةٌ، بالهاء، والأُنثى هِمَّةٌ بيِّنة الهَمَامةِ، والجمع هِمَّات وهَمائمُ، على غير قياس، والمصدر الهُمومةُ والهَمامةُ، وقد انْهَمَّ، وقد يكون الهِمُّ والهِمَّةُ من الإِبل؛ قال:

  ونابٌ هِمَّةٌ لا خَيْرَ فيها ... مُشرَّمةُ الأَشاعِرِ بالمَدارِي

  ابن السكيت: الهَمُّ من الحُزْن، والهَمُّ مَصْدَرُ هَمَّ الشَّحمَ يَهُمُّه إِذا أَذابَه.

  والهَمُّ: مصدر هَمَمْت بالشيء هَمّاً.

  والهِمُّ: الشيخ البالي؛ قال الشاعر:

  وما أَنا بالهِمِّ الكبيرِ ولا الطِّفْلِ

  وفي الحديث: أَنه أُتِيَ برجل هِمٍّ؛ الهِمُّ، بالكسر: الكبيرُ الفاني.

  وفي حديث عمر، ¥: كان يأْمرُ جُيُوشه أَن لا يَقْتُلوا هِمّاً ولا امرأَةً؛ وفي شعر حُميد:

  فحَمَّلَ الهِمَّ كِنازاً جَلْعَدا⁣(⁣١)

  والهامّةُ: الدابّةُ.

  ونِعْمَ الهامّةُ هذا: يعني الفرسَ؛ وقال ابن الأَعرابي: ما رأَيتُ هامّةً أَحسنَ منه، يقال ذلك للفرس والبعير ولا يقال لغيرهما.

  ويقال للدابّة: نِعْمَ الهامّةُ هذا، وما رأَيت هامَّةً أَكْرمَ من هذه الدابّة، يعني الفرس، الميمُ مشدَّدة.

  والهَمِيمُ: الدَّبِيبُ.

  وقد هَمَمْتُ أَهِمُّ، بالكسر، هَمِيماً.

  والهَمِيمُ: دوابُّ هوامِّ الأَرض.

  والهوامُّ: ما كان من خَشاش الأَرض نحو العقارب وما أَشبهها، الواحدة هامّة، لأَنها تَهِمّ أَي تَدِبّ، وهَمِيمُها دبِيبُها؛ قال ساعدة بن جُؤَيَّة الهذليّ يصف سيفاً:

  تَرى أَثْرَه في صَفْحَتَيْه، كأَنه ... مَدارِجُ شِبْثانٍ لَهُنَّ هَمِيمُ

  وقد هَمَّتْ تَهِمُّ، ولا يقع هذا الاسم إِلَّا على المَخُوف من الأَحْناش.

  وروى ابن عباس عن النبي، : أَنه كان يُعَوِّذ الحسنَ والحسَينَ فيقول: أُعيذُكُما بكلمات الله التامة، من شرّ كل شيطانٍ وهامّه، ومن شرِّ كل عين لامّه، ويقول: هكذا كان إِبراهيمُ يعوّذ إِسمعيل وإِسحق، $؛ قال شمر: هامّة واحدة الهوامِّ، والهوامُّ: الحيَّاتُ وكلُّ ذي سَمٍّ يَقْتُلُ سَمُّه، وأَما ما لا يَقْتُلُ ويَسُمُّ فهو السَّوامُّ، مشدَّدة الميم، لأَنها تَسُمُّ ولا تبلُغ أَن تَقتل مثل الزُّنْبورِ والعقرب وأَشباهِها، قال: ومنها القَوامُّ، وهي أَمثال القَنافِذ والفأْرِ واليَرابيع والخَنافِس، فهذه ليست بهَوامَّ ولا


(١) قوله [كنازاً إلخ] تقدم هذا البيت في مادة جلعد بلفظ كباراً والصواب ما هنا.