[فصل الهاء]
  سَوامَّ، والواحدة من هذه كلها هامّة وسامّة وقامّة.
  وقال ابن بُزُرْج: الهامّة الحيّةُ والسامّة العقربُ.
  يقال للحية: قد همّت الرجلَ، وللعقرب: قد سمَّتْه، وتقع الهامّة على غير ذواتِ السّمّ القاتِل، أَلا ترى أَن النبي، ﷺ، قال لكعب بن عُجْرة: أَيُؤْذِيكَ هَوامُّ رأْسِك؟ أَراد بها القَمْل، سمّاها هَوامَّ لأَنها تَدِبُّ في الرأْس وتَهِمُّ فيه.
  وفي التهذيب: وتقع الهوامُّ على غير ما يَدِبُّ من الحيوان، وإِن لم يَقْتُلْ كالحَشَرات.
  ابن الأَعرابي: هُمَّ لنَفْسِك ولا تَهُمَّ لهؤلاء أَي اطْلُبْ لها واحْتَل.
  الفراء: ذهبْتُ أَتَهَمَّمُه أَنْظر أَينَ هو، وروي عنه أَيضاً: ذهبتُ أَتَهَمَّمُه أَي أَطلُبه.
  وتَهمَّم الشيءَ: طلَبه.
  والهَمِيمةُ: المطرُ الضعيف، وقيل: الهَميمةُ من المطر الشيءُ الهيِّنُ، والتَّهْميمُ نحوُه؛ قال ذو الرمة:
  مَهْطولة من رياض الخُرْج هيَّجها ... مِن لَفِّ سارِيَةٍ لَوْثاءَ، تَهْميمُ(١)
  والهَميمةُ: مطرٌ ليّنٌ دُقاقُ القَطْر.
  والهَمومُ: البئر الكثيرة الماء؛ وقال:
  إِنَّ لنا قَلَيْذَماً هَموما ... يَزيدُه مَخْجُ الدِّلا جُموما
  وسحابة هَمومٌ: صَبوبٌ للمطر.
  والهَميمةُ من اللبَن: ما حُقِن في السِّقاء الجديد ثم شُرب ولم يُمْخَض.
  وتهَمَّمَ رأْسَه: فَلاه.
  وهَمَّمَت المرأَةُ في رأْس الصبي: وذلك إِذا نوَّمَتْه بصوت تُرَقِّقُه له.
  ويقال: هو يَتَهَمَّمُ رأْسَه أَي يَفْلِيه.
  وهَمَّمَت المرأَةُ في رأْس الرجل: فلَّتْه.
  وهو من هُمَّانِهم أَي خُشارَتهم كقولك من خُمَّانِهم.
  وهَمَّام: اسم رجل.
  والهَمْهَمة: الكلام الخفيّ، وقيل: الهَمْهَمة تَرَدُّد الزَّئير في الصَّدْر من الهمّ والحَزَن، وقيل: الهَمْهَمة تَرْديد الصوت في الصدر؛ أَنشد ابن بري لرجل قاله يوم الفتح يخاطب امرأَته:
  إِنَّكِ لو شَهِدْتِنا بالحَنْدَمه ... إِذْ فَرَّ صَفْوان وفَرَّ عِكْرِمَه،
  وأَبو يَزيدَ قائمٌ كالمُؤْتِمَه ... واسْتَقْبَلَتْهُم بالسيوف المُسْلِمَه،
  يَقْطَعْنَ كلَّ ساعِدٍ وجُمْجُمَه ... ضَرْباً، فما تَسْمع إِلا غَمْغَمه،
  لهُمْ نَهيتٌ خَلْفَنا وهَمْهَمَه ... لَمْ تَنْطِقي باللَّوْم أَدنى كلِمَه(٢)
  وأَنشد هذا الرجز هنا الحَنْدَمة، بالحاء المهملة، وأَنشده في ترجمة خندم بالخاء المعجمة.
  والهَمْهَمة: نحوُ أَصوات البقر والفِيَلَة وأَشباه ذلك.
  والهَماهِم: من أَصوات الرعد نحو الزَّمازِم.
  وهَمْهَمَ الرَّعْدُ إِذا سمعتَ له دَوِيّاً.
  وهَمْهَم الأَسدُ، وهمْهَم الرجلُ إِذا لم يُبَيِّن كلامه.
  والهمْهَمة: الصوت الخفيّ، وقيل: هو صوت معه بحَحٌ.
  ويقال للقصَب إِذا هزَّته الريح: إِنه لَهُمْهوم.
  قال ابن بري: الهُمْهوم المُصَوِّت؛ قال رؤبة:
  هزّ الرياحِ القَصَبَ الهُمْهوما
  وقيل: الهَمْهمةُ ترديد الصوت في الصدر.
  وفي حديث ظبْيان: خرج في الظُّلمة فسَمِع هَمْهَمةً أَي كلاماً خفيّاً لا يُفْهَم، قال: وأَصل الهَمْهَمة صوت البقرة.
  وقَصَبٌ هُمْهوم: مُصوِّت عند تَهْزيز الريح.
  وعَكَرٌ هُمْهوم: كثير الأَصوات: قال الحَكَم
(١) قوله [من لف] كذا في الأَصل والمحكم، وفي التهذيب: من لفح، وفي التكملة: من صوب.
(٢) رواية هذه الأَبيات في مادة خندم تختلف عما هي عليه هنا.