[فصل الأف]
  أَلَفاً للسكوت، مَرْويّ عن قطرب أَنه قال: في أَنَ خمسُ لغات: أَنَ فعلتُ، وأَنا فعلْتُ، وآنَ فَعلتُ، وأَنْ فعلت، وأَنَه فعلت؛ حكى ذلك عنه ابن جني، قال: وفيه ضعف كما ترى، قال ابن جني: يجوز الهاء في أَنَه بدلاً من الأَلف في أَنا لأَن أَكثر الاستعمال إنما هو أَنا بالأَلف والهاء قِبَلَه، فهي بدل من الأَلف، ويجوز أَن تكون الهاءُ أُلْحِقَتْ لبيان الحركة كما أُلحقت الأَلف، ولا تكون بدلاً منها بل قائمة بنفسها كالتي في كتابِيَة وحسابِيَة، ورأَيت في نسخة من المحكم عن الأَلف التي تلحق في أَنا للسكوت: وقد تحذفُ وإثباتُها أَحْسَنُ.
  وأَنْتَ: ضميرُ المخاطَب، الاسمُ أَنْ والتاء علامةُ المخاطَب، والأُنثى أَنْتِ، وتقول في التثنية أَنْتُما، قال ابن سيده: وليس بتثنيةِ أَنْتَ إذ لو كان تثنيتَه لوجب أَن تقول في أَنْتَ أَنْتانِ، إنما هو اسمٌ مصوغٌ يَدُلُّ على التثنية كما صيغَ هذان وهاتان وكُما مِنْ ضرَبْتُكما وهُما، يدلُّ على التثنية وهو غيرُ مُثَنّىً، على حدّ زيد وزيدان.
  ويقال: رجل أُنَنَةٌ قُنَنَةٌ أَي بليغ.
  أنبجن: في الحديث: ائْتُوني بأَنْبِجانِيَّةِ أَبي جَهْمٍ؛ قال ابن الأَثير: المحفوظُ بكسر الباء، ويروى بفتحها، يقال: كساءٌ أَنْبِجانيّ، منسوب إلى مَنْبِج المدينة المعروفة، وهي مكسورة الباء ففُتَحت في النسب، وأُبدلت الميمُ همزة، وقيل: إنها منسوبة إلى موضع اسمه أَنْبِجان، قال: وهو أَشبه لأَن الأَولَ فيه تعسُّف، وهو كِساءٌ من الصُّوف له خَمَلٌ ولا علمَ له، وهي من أَدْوَنِ الثياب الغليظة، وإنما بَعثَ الخميصةَ إلى أَبي جَهْمٍ لأَنه كان أَهْدَى للنبي، ﷺ، خميصةً ذاتَ أَعلامٍ، فلما شَغَلَتْه في الصلاة قال: رُدُّوها عليه وأْتُوني بأَنْبِجانيَّته، وإنما طَلَبها منه لئلا يُؤَثِّرَ رَدُّ الهديَّةِ في قلْبِه، والهمزة فيها زائدةٌ، في قول.
  أنتن: الأَزهري: سمعت بعض بني سُلَيم يقول كما انْتني(١).
  يقولُ انْتَظِرْني في مكانك.
  أهن: الإِهانُ: عُرْجُونُ الثَّمرةِ، والجمع آهِنَة وأُهُنٌ.
  الليث: هو العُرْجونُ، يعني ما فوق الشماريخ، ويجمع أُهُناً، والعددُ ثلاثةُ آهِنةٍ؛ قال الأَزهري: وأَنشدني أَعرابي:
  مَنَحْتَني، يا أَكرمَ الفِتْيان ... جَبّارةً ليستْ من العَيْدان
  حتى إذا ما قلتُ أَلآنَ الآن ... دَبَّ لها أَسْودُ كالسِّرْحان،
  بِمِخْلَبٍ، يَخْتَذِمُ الإِهان
  وأَنشد ابن بري للمغيرة بن حَبْناء:
  فما بَيْنَ الرَّدَى والأَمْن إلا ... كما بينَ الإِهانِ إلى العَسِيب
  أون: الأَوْنُ: الدَّعَةُ والسكينةُ والرِّفْقُ.
  أُنْتُ بالشيء أَوْناً وأُنْتُ عليه، كلاهما: رَفَقْت.
  وأُنْتُ في السير أَوْناً إذا اتّدَعْت ولم تَعْجَل.
  وأُنْتُ أَوْناً: تَرَفّهْت وتوَدَّعْت: وبيني وبين مكة عشرُ ليالٍ آيناتٌ أَي وادعاتٌ، الياءُ قبل النون.
  ابن الأَعرابي: آنَ يَؤُونُ أَوْناً إذا اسْتَراحَ؛ وأَنشد:
  غَيَّر، يا بنتَ الحُلَيْسِ، لَوْني ... مَرُّ اللَّيالي، واخْتِلافُ الجَوْنِ،
  وسَفَرٌ كانَ قليلَ الأَوْنِ
  أَبو زيد: أُنْتُ أَؤُونُ أَوْناً، وهي الرَّفاهية والدَّعَةُ، وهو آئنٌ مثال فاعِلٍ أَي وادعٌ رافِه.
  ويقال: أُنْ
(١) قوله [كما انتني] هكذا بضبط الأَصل.