[فصل الأف]
  الكسائي قال: أَبو جامع هذا إوانُ ذلك، والكلامُ الفتحُ أَوانٌ.
  وقال أَبو عمرو: أَتَيتُه آئِنةً بعد آئنةٍ(١).
  بمعنى آوِنة؛ وأَما قول أَبي زيد:
  طَلَبُوا صُلْحَنا، ولاتَ أَوانٍ ... فأَجَبْنا: أَن ليس حينَ بقاء
  فإن أَبا العباس ذهب إلى أَن كسرة أَوان ليس إعراباً ولا عَلَماً للجرّ، ولا أَن التنوين الذي بعدها هو التابع لحركات الإِعراب، وإنما تقديره أَنّ أَوانٍ بمنزلة إذ في أَنَّ حُكْمَه أَن يُضاف إلى الجملة نحو قولك جئت أَوانَ قام زيد، وأَوانَ الحَجّاجُ أَميرٌ أَي إذ ذاكَ كذلك، فلما حذف المضافَ إليه أَوانَ عَوّض من المضاف إليه تنويناً، والنون عنده كانت في التقدير ساكنة كسكون ذال إذْ، فلما لَقِيها التنوينُ ساكناً كُسِرت النون لالتقاء الساكنين كما كُسِرت الذالُ من إِذْ لالتقاء الساكنين، وجمع الأَوان آوِنةٌ مثل زمان وأَزْمِنة، وأَما سيبويه فقال: أَوان وأَوانات، جمعوه بالتاء حين لم يُكسَّر هذا على شُهْرةٍ آوِنةً، وقد آنَ يَئينُ؛ قال سيبويه: هو فَعَلَ يَفْعِل، يَحْمِله على الأَوان؛ والأَوْنُ الأَوان يقال: قد آنَ أَوْنُك أَي أَوانك.
  قال يعقوب: يقال فلانٌ يصنعُ ذلك الأَمر آوِنةً إذا كان يَصْنعه مراراً ويدَعه مراراً؛ قال أَبو زُبيد:
  حَمّال أثقالِ أَهلِ الوُدِّ، آوِنةً ... أُعْطِيهمُ الجَهْدَ مِنِّي، بَلْه ما أَسَعُ
  وفي الحديث: مَرَّ النبيُّ، ﷺ، برجُل يَحْتَلِب شاةً آوِنةً فقال دعْ داعِيَ اللبن؛ يعني أَنه يحْتَلِبها مرة بعد أُخرى، وداعي اللبن هو ما يتركه الحالبُ منه في الضرع ولا يَسْتَقْصيه ليجتمع اللبنُ في الضَّرع إليه، وقيل: إنّ آوِنة جمع أَوانٍ وهو الحين والزمان؛ ومنه الحديث: هذا أَوانُ قطَعَتُ أَبْهَري.
  والأَوانُ: السَّلاحِفُ؛ عن كراع، قال: ولم أَسمع لها بواحد؛ قال الراجز:
  وبَيَّتُوا الأَوانَ في الطِّيّاتِ
  الطِّيّات: المنازِلُ.
  والإِوانُ والإِيوانُ: الصُّفَّةُ العظيمة، وفي المحكم: شِبْه أَزَجٍ غير مسْدود الوجه، وهو أَعجمي، ومنه إيوانُ كِسْرى؛ قال الشاعر:
  إيوان كِسْرى ذي القِرى والرَّيحان
  وجماعة الإِوان أُوُنٌ مثل خِوان وخُوُن، وجماعة الإِيوان أَواوِينُ وإيواناتٌ مثل دِيوان ودَواوين، لأَن أَصله إوّانٌ فأُبدل من إحدى الواوَين ياء؛ وأَنشد:
  شَطَّتْ نَوى مَنْ أَهْلُه بالإِيوان
  وجماعةُ إيوانِ اللِّجامِ إيواناتٌ.
  والإِوانُ: من أَعْمِدة الخباء؛ قال: كلُّ شيءٍ عَمَدْتَ به شيئاً فهو إوان له؛ وأَنشد بيت الراعي أَيضاً:
  تبيتُ ورِجْلاها إِوانانِ لاسْتِها
  أَي رِجْلاها سَنَدان لاسْتها تعتمد عليهما.
  والإِوانةُ: ركيَّةٌ معروفة؛ عن الهجريّ، قال: هي بالعُرْف قرب وَشْحى والوَرْكاء والدَّخول؛ وأَنشد:
  فإنَّ على الإِوانةِ، من عُقَيْلٍ ... فتىً، كِلْتا اليَدَين له يَمينُ
  أين: آنَ الشيءُ أَيناً: حانَ، لغة في أَنى، وليس بمقلوب عنه لوجود المصدر؛ وقال:
  أَلَمَّا يَئِنْ لي أَنْ تُجَلَّى عمايَتي ... وأُقْصِرَ عن ليْلى؟ بَلى قد أَنى لِيا
(١) قوله [آئنة بعد آئنة] هكذا بالهمز في التكملة، وفي القاموس بالياء.