لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الباء الموحدة]

صفحة 46 - الجزء 13

  ليس الأَمرُ كما ظنَّ، قال: وهذا حديث مشهور رواه أهل الإِتقان، وكأَنَّها لغة يمانية ولم تَفْشُ في كلام مَعدٍّ، وهو البأْجُ بمعنى واحد.

  قال أَبو الهيثم: الكواكبُ البابانيات هي التي لا يَنْزِل بها شمسٌ ولا قمرٌ، إنَّما يُهْتَدى بها في البرّ والبحر، وهي شاميّة، ومهبُّ الشَّمالِ منها، أَولُها القطب، وهو كوكبٌ لا يزولُ، والجَدْيُ والفَرْقَدان، وهو بين القطب⁣(⁣١).

  وفيه بناتُ نَعْشٍ الصُّغْرى.

  بثن: البَثْنَةُ والبِثْنَةُ: الأَرضُ السَّهْلَةُ اللَّينة، وقيل: الرَّملة، والفتح أَعلى؛ وأَنشد ابن بَري لجميل:

  بَدَتْ بَدْوةً لمَّا اسْتَقَلَّت حُمولُها ... بِبَثْنةَ، بين الجُرْفِ والحاج والنُّجْلِ

  وبها سميت المرأَة بَثْنة، وبتصغيرها سميت بُثَيْنة.

  والبَثَنِيّةُ: الزُّبْدةُ.

  والبَثَنِيَّةُ: ضَرْبٌ من الحنطة.

  والبَثَنِيَّةُ: بلادٌ بالشأْم.

  وقول خالد بن الوليد لمَّا عَزَلَه عمرُ عن الشام حين خطَبَ الناسَ فقال: إنَّ عُمَر اسْتَعْمَلني على الشام وهو له مُهِمٌّ، فلما أَلْقَى الشامُ بَوانِيَه وصارَ بَثَنِيَّةً وعسلاً عزَلني واستعمل غيري؛ فيه قولان: قيل البَثَنِيَّة حِنْطَةٌ منسوبةٌ إلى بلدة معروفةٍ بالشام من أَرض دِمَشق، قال ابن الأَثير: وهي ناحية من رُسْتاقِ دِمشق يُقال لها البَثَنِيَّة، والآخر أَنه أَراد البَثَنِيَّة الناعمة من الرملة اللَّينة يقال لها بَثْنة، وتصغيرها بُثَيْنَة، فأَراد خالدٌ أَن الشأْم لمَّا سكن وذهبت شَوْكَتُه، وصار ليّناً لا مكْروه فيه، خِصْباً كالحِنْطة والعسلِ، عزلني، قال: والبَثْنةُ الزُّبْدة الناعمة أَي لما صار زُبْدة ناعمة وعسلاً صِرْفَيْن لأَنها صارت تجبى أَموالها من غير تعب، قال: وينبغي أَن يكون بُثَيْنةُ اسم المرأَة تصغيرَها أَعني الزبدة فقال جميل:

  أُحِبُّكَ أَنْ نَزَلْتَ جِبال حِسْمَى ... وأَنْ ناسَبْتَ بَثْنةَ من قريبٍ⁣(⁣٢)

  البَثْنةُ ههنا: الزبدةُ.

  والبَثْنةُ: النَّعْمةُ في النِّعْمةِ.

  والبَثْنَةُ: الرَّملةُ اللَّيِّنة.

  والبَثْنةُ: المرأَةُ الحَسْناء البضّة؛ قال الأَزهري: قرأْتُ بخط شمر وتقييده: البِثْنة، بكسر الباء، الأَرض اللينة، وجمعُها بِثَنٌ؛ ويقال: هي الأَرض الطيبة، وقيل: البُثُنُ الرياض؛ وأَنشد قول الكميت:

  مباؤكَ في البُثُنِ النَّاعِمَاتِ ... عَيْناً، إذا رَوَّحَ المؤْصِل

  يقول: رِياضُك تَنْعَمُ أَعْيُنَ الناسِ أَي تُقِرُّ عيونَهم إذا أَراحَ الراعي نَعَمَه أَصيلاً، والمَباءُ والمَباءةُ: المنزلُ.

  قال الغنوي: بَثَنِيَّةُ الشام حنطةٌ أَو حبّة مُدَحْرجَةٌ، قال: ولم أَجد حَبّةً أَفضلَ منها؛ وقال ابن رُوَيشد الثقفي:

  فأَدْخَلْتُها لا حِنْطةً بَثَنِيَّةً ... تُقَابِلُ أَطْرافَ البيوتِ، ولا حُرْفا

  قال: بَثَنِيّة منسوبةٌ إلى قرية بالشام بين دمشق وأَذْرِعات، وقال أَبو الغوث: كلُّ حِنْطَةٍ تَنْبُت في الأَرض السَّهْلة فهي بَثَنيَّة خلاف الجبَليَّة، فجعله من الأَول.

  بحن: بَحْنةُ: نخلةٌ معروفة.

  وبنات بَحْنَةَ: ضربٌ من النخل طِوالٌ، وبها سمِّي ابنُ بُحَينة.

  وابنُ بَحْنَة: السوطُ تَشْبيهاً بذلك؛ قال أَبو منصور: قيل للسوط ابنُ بَحْنةَ لأَنه يُسَوّى من قُلوس العراجين.

  وبَحْنَةُ: اسمُ امرأَةٍ نُسِبَ إليها نَخْلاتٌ كُنَّ عند بيتها كانت تقول: هُنَّ بناتي، فقيل: بناتُ بَحْنةً.

  قال ابن بري: حكى أَبو سهل عن التميمي


(١) قوله [وهو بين القطب] كذا في الأَصل.

(٢) هنا جميل يخاطب أخا بثينة لا بثينة نفسها.