لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الباء الموحدة]

صفحة 48 - الجزء 13

  الشَّكورُ السَّريعُ السَّمَن؛ قال:

  وإني لَمِبْدانٌ، إذا القومُ أَخْمصُوا ... وفيٌّ، إذا اشتدَّ الزَّمانُ، شحُوب

  وبَدَّنَ الرجلُ: أَسَنَّ وضعف.

  وفي حديث النبي، ، أَنه قال: لا تُبادروني بالركوع ولا بالسجودِ، فإنه مهْما أَسْبِقكم به إذا ركعتُ تُدْرِكوني إذا رَفَعْتُ، ومهما أَسْبقْكم إذا سجدت تُدْرِكوني إذا رفعتُ، إني قد بَدُنْتُ؛ هكذا روي بالتخفيف بَدُنْت؛ قال الأُموي: إنما هو بَدَّنْت، بالتشديد، يعني كَبِرْتُ وأَسْنَنْتُ، والتخفيفُ من البدانة، وهي كثرةُ اللحم، وبَدُنْتُ أَي سَمِنْتُ وضَخُمْتُ.

  ويقال: بَدَّنَ الرجلُ تَبْديناً إذا أَسَنَّ؛ قال حُمَيد الأَرقط:

  وكنْتُ خِلْتُ الشَّيْبَ والتَّبْدينا ... والهَمَّ مما يُذْهِلُ القَرينا

  قال: وأَما قولُه قد بَدُنْتُ فليس له معنىً إلا كثرة اللحم ولم يكن، ، سَميناً.

  قال ابن الأَثير: وقد جاء في صفته في حديث ابن أَبي هالةَ: بادِنٌ مُتمَاسِك؛ والبادنُ: الضخمُ، فلما قال بادِنٌ أَرْدَفَه بمُتماسِكٍ وهو الذي يُمْسِكُ بعضُ أَعْضائِه بعضاً، فهو مُعْتَدِلُ الخَلْقِ؛ ومنه الحديث: أَتُحِبُّ أَنّ رجلاً بادِناً في يوم حارٍّ غَسَلَ ما تَحتَ إزارِه ثم أَعْطاكَه فشَرِبْتَه؟ وبَدَنَ الرجلُ، بالفتح، يَبْدُنُ بُدْناً وبَدانةً، فهو بادِنٌ إذا ضخُمَ، وكذلك بَدُنَ، بالضم، يَبْدُن بَدانةً.

  ورجل بادِنٌ ومُبَدَّنٌ وامرأَة مُبَدَّنةٌ: وهما السَّمينانِ.

  والمُبَدِّنُ: المُسِنُّ.

  أَبو زيد: بَدُنَت المرأَةُ وبَدَنَت بُدْناً؛ قال أَبو منصور وغيره: بُدْناً وبَدانةً على فَعالة، قال الجوهري: وامرأَةٌ بادِنٌ أَيضاً وبَدين.

  ورجل بَدَنٌ: مُسِنٌّ كبير؛ قال الأَسود بن يعفر:

  هل لِشَبابٍ فاتَ من مَطْلَبِ ... أَمْ ما بكاءُ البَدَنِ الأَشْيَبِ؟

  والبَدَنُ: الوعِلُ المُسِنُّ؛ قال يصفَ وعِلاً وكَلْبة:

  قد قُلْتُ لما بَدَتِ العُقابُ ... وضَمّها والبَدَنَ الحِقابُ:

  جِدِّي لكلِّ عاملٍ ثَوابُ ... والرأْسُ والأَكْرُعُ والإِهابُ

  العُقابُ: اسمُ كلبة، والحِقابُ: جبل بعينه، والبَدَنُ: المُسِنُّ من الوُعول؛ يقول: اصْطادي هذا التيْسَ وأَجعلُ ثوابَك الرأْسَ والأَكْرُعَ والإِهابَ، وبيتُ الاستشهاد أَورده الجوهري: قد ضمَّها، وصوابه وضمَّها كما أَوردناه؛ ذكره ابن بري، والجمع أَبْدُنٌ؛ قال كُثَيّر عزّة:

  كأَنّ قُتودَ الرَّحْلِ منها تُبِينُها ... قُرونٌ تَحَنَّتْ في جَماجِمِ أَبْدُنِ

  وبُدونٌ، نادر؛ عن ابن الأَعرابي.

  والبَدنةُ من الإِبلِ والبقر: كالأُضْحِيَة من الغنم تُهْدَى إلى مكة، الذكر والأُنثى في ذلك سواء؛ الجوهري: البَدْنةُ ناقةٌ أَو بقرةٌ تُنْحَرُ بمكة، سُمِّيت بذلك لأَنهم كانوا يُسَمِّنونَها، والجمع بُدُنٌ وبُدْنٌ، ولا يقال في الجمع بَدَنٌ، وإن كانوا قد قالوا خَشَبٌ وأَجَمٌ ورَخَمٌ وأَكَمٌ، استثناه اللحياني من هذه.

  وقال أَبو بكر في قولهم قد ساقَ بَدَنةً: يجوز أَن تكون سُمِّيَتْ بَدَنةً لِعِظَمِها وضَخامتِها، ويقال: سمِّيت بدَنةً لسِنِّها.

  والبُدْنُ: السِّمَنُ والاكتنازُ، وكذلك البُدُن مثل عُسْر وعُسُر؛ قال شَبيب بن البَرْصاء: