[فصل التاء المثناة فوقها]
  في الدِّين؛ ومنه حديث مُعاذٍ: إياكم ومُغَمَّضاتِ(١).
  الأُمور.
  ورجل تَبِنٌ بَطِنٌ: دقيقُ النظر في الأُمور فَطِنٌ كالطَّبِن، وزعم يعقوب أَن التاء بدل.
  قال ابن بري: قال أَبو سعيد السيرافي تَبِنَ الرجلُ انْتفخ بَطْنُه، ذكَره عند قول سيبويه.
  وبَطِنَ بَطَناً، فهو بَطِنٌ، وتَبِنَ تَبَناً فهو تَبِنٌ، فقرَنَ تَبِنَ ببَطِنَ، قال: وقد يجوز أَن يريد سيبويه بتَبِنَ(٢) امتَلأَ بطنُه لأَنه ذكره بعده، وبَطِنَ بَطَناً، وهذا لا يكون إلا الفطنة، قال: والتَّبِنُ الذي يَعْبَثُ بيدِه في كل شيء.
  وقوله في حديث عمر ابن عبد العزيز: إنه كان يَلْبَسُ رداءً مُتَبَّناً بالزَّعْفَرانِ أَي يُشْبه لونه لونَ التَبْنِ.
  والتُّبَّان، بالضم والتشديد: سَراويلُ صغيرٌ مقدارُ شبْر يستر العورة المغلَّظة فقط، يكون للملَّاحينَ.
  وفي حديث عمّار: أَنه صلى في تُبّانٍ فقال إني مَمْثونٌ أَي يشتكي مَثانَتَه، وقيل: التُّبّانُ شِبْه السَّراويلِ الصغير.
  وفي حديث عمر: صلى رجل في تُبّانٍ وقميص، تذكَره العرب، والجمع التَّبابِين.
  وتُبْنَى: موضع؛ قال كثيِّر عزة:
  عَفا رابغٌ من أَهلِه فالظَّواهِرُ ... فأَكنافُ تُبْنَى قد عَفَتْ، فالأَصافِرُ
  ترن: تُرْنَى: المرأَةُ الفاجرة، فيمن جعلها فُعْلى، وقد قيل: إنها تُفْعَل من الرُّنُوّ، وهو مذكور في موضعه؛ قال أَبو ذؤَيب:
  فإنَّ ابنَ تُرْنَى، إذا جِئْتُكم ... يُدافِعُ عَنِّيَ قولاً بَرِيحا
  قوله: قولاً بريحا أَي يسمعني بمُشْتَقِّه(٣) قال ابن بري: قال أَبو العباس الأَحْوَل ابن تُرْنَى اللئيمُ، وكذا قال في ابن فَرْتَنَى.
  قال ثعلب: ابن تُرْنَى وابن فَرْتَنَى أَي ابن أَمة.
  ابن الأَعرابي: العرب تقول للأَمةِ تُرْنَى وفَرْتَنَى، وتقول لولد البَغيّ: ابن تُرْنَى وابن فَرْتَنَى؛ قال صخر الغي:
  فإنَّ ابنَ تُرْنَى، إذا جِئتُكم ... أَراه يُدافِعُ قوْلاً عنيفاً
  أَي قولاً غير حسَنٍ؛ وقال عمروٌ ذو الكلب:
  تمَنّاني ابنُ تُرْنَى أَن يَراني ... فغيْري ما يُمَنَّى من الرِّجالِ
  قال أَبو منصور: يحتمل أَن يكون تُرْنَى مأْخوذاً من رُنِيَتْ تُرْنَى إذا أُديمَ النظرُ إليها.
  تعهن: في الحديث: كان رسول الله، ﷺ، بِتُعُهِّنَ وهو قائلٌ السُّقْيا؛ قال أَبو موسى: هو بضم التاء والعين وتشديد الهاء، موضعٌ فيما بين مكة والمدينة، قال: ومنهم من يَكْسِر التاء، قال: وأَصحاب الحديث يقولونه بكسر التاء وسكون العين.
  تفن: ابن الأَعرابي: التَّفْنُ الوَسَخُ.
  قال ابن بري: تَفَنَ الشيءَ طَرَدَه؛ ومنه الحديث: حمَلَ فلانٌ على الكتيبة فجعل يَتْفِنها أَي يَطْرُدها، ويروى يَثْفِنُها أَي يَطْرُدها أَيضاً.
  تقن: التِّقْنُ: تُرْنوقُ البئرِ والدِّمَن، وهو الطينُ الرقيقُ يُخالطه حَمْأَة يخرُج من البئر، وقد تتَقَّنَتْ، واستعمله بعضُ الأَوائل في تكَدُّر الدم ومُتكدِّره.
(١) قوله [ومغمضات] هكذا ضبط في بعض نسخ النهاية، وفي بعض آخر كمؤمنات وعليه القاموس وشرحه.
(٢) قوله [وقد يجوز أن يريد سيبويه بتبن إلخ] هكذا فيما بأيدينا من النسخ.
(٣) قوله [بمشتقه] أي بخصامه؛ كذا في بعض النسخ، وفي بعض آخر: بمشقة منه.