لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الثاء المثلثة]

صفحة 80 - الجزء 13

  المحجّةُ.

  وثُكْنةُ الذئبِ أَيضاً: جمعُها ثُكَنٌ؛ قال أُمية بن أَبي عائذ:

  عاقِدينَ النارَ في ثُكَنِ الأَذْنابِ ... منها كَيْ تَهيجَ البُحورَا

  وثُكْنُ الطريقِ: سَنَنُه ومحجَّتُه.

  ويقال: خَلِّ عن ثُكْنِ الطريق أَي عن سُجْحِه.

  وثُكَنُ الجُنْدِ: مَراكِزُهم، واحدتها ثُكْنة، فارسية.

  والثُّكْنةُ: الرايةُ والعلامةُ، وجمعها ثُكَنٌ.

  وفي الحديث: يُحْشَرُ الناسُ يومَ القيامةِ على ثُكَنِهم؛ فسّره ابن الأَعرابي فقال: على راياتهم ومُجْتَمَعهم على لِواء صاحبِهم؛ حكاه الهروي في الغَريبين، وقيل: على راياتهم في الخير والشر، وقيل: على ما ماتوا عليه من الخير والشر، وقيل: على ما ماتوا عليه فأُدْخِلوا قبورَهم من الخير والشر.

  الليث: الثُّكَنُ مَراكِزُ الأَجْنادِ على راياتهم ومجتمعُهم على لواء صاحبهم وعَلَمِهِم، وإن لم يكن هناك عَلَمٌ ولا لِواء، وواحدتُها ثُكْنةٌ.

  وفي حديث عليّ، كرّم الله وجهه: يَدْخل البيتَ المعمورَ كلَّ يوم سبعون أَلفَ ملك على ثُكَنِهم أَي بالرايات والعلامات؛ وقال طرفة:

  وهانئاً هانئاً في الحيّ مُومِسةً ... ناطَتِ سِخاباً، وناطت فوقَه ثكَناً

  ويقال للعُهون التي تُعَلَّق في أَعناق الإِبل: ثُكَن.

  والثُّكْنة: حفرة على قدر ما يُواريه.

  والأُثْكُونُ للعِذق بشاريخه: لغة في الأُثْكول، قال: وعسى أَن يكون بدلاً.

  وثَكَنٌ: جبل معروف، وقيل: جبل حجازي، بفتح الثاء والكاف؛ قال عبد المسيح ابن أُخت سَطيح في معناه:

  تَلُفُّه في الريح بَوْغاءٌ الدِّمَنْ ... كأَنَّما حُثْحِتَ من حِضْنَي ثَكَنْ

  ثمن: الثُّمُن والثُّمْن من الأَجزاء: معروف، يطِّرد ذلك عند بعضهم في هذه الكسور، وهي الأَثمان.

  أَبو عبيد: الثُّمُنُ والثَّمينُ واحدٌ، وهو جزء من الثمانية؛ وأَنشد أَبو الجراح ليزيد بن الطَّثَرِيَّة فقال: وأَلْقَيْتُ سَهْمِي وَسْطَهم حين أَوْخَشُوا،

  فما صارَ لي في القَسْمِ إلا ثَمينُها

  أَوْخَشُوا: رَدُّوا سِهامَهم في الرَّبابةِ مرة بعد مرة.

  وثَمَنَهم يَثْمُنُهم، بالضم، ثَمْناً: أَخذ ثمْنَ أَموالهم.

  والثَّمانيةُ من العدد: معروف أَيضاً، قال: ثَمانٍ عن لفظ يَمانٍ، وليس بنَسبٍ، وقد جاء في الشعر غير مصروف؛ حكاه سيبويه عن أَبي الخطاب؛ وأَنشد لابن مَيَّادة:

  يَخْدُو ثمانيَ مُولَعاً بِلِقاحها ... حتى هَمَمْنَ بزَيْغةِ الإِرْتاج

  قال ابن سيده: ولم يَصْرِفْ ثَمانيَ لشبَهِها بجَوارِيَ لَفْظاً لا معنى؛ أَلا ترى أَن أَبا عثمان قال في قول الراجز:

  ولاعبِ بالعشيّ بينَها ... كفِعْل الهِرّ يَحْتَرِشُ العَظايا

  فأَبْعَدَه الإِله ولا يُؤتَّى ... ولا يُشْفَى من المَرضِ الشَّفايا⁣(⁣١)

  إنه شبَّه أَلفَ النَّصْبِ في العظَايا والشِّفايا بهاء التأْنيث في نحو عَظاية وصَلاية، يريد أَنه صحَّح الياء وإن كانت طَرَفاً، لأَنه شبَّه الأَلف التي تحدُث عن فتحة النصب بهاء التأْنيث في نحو عَظاية وعَباية، فكما أَنَّ الهاء فيها


(١) قوله [ولاعب إلخ] البيتين هكذا في الأَصل الذي بأيدينا والأَول ناقص.