لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الجيم]

صفحة 94 - الجزء 13

  الفاعل لها من النصارى، وبجَنِيفِها: حِرَها، وإنما جعله جَنيفاً لأَنه جزءٌ منها، وهي جَنيفة، وقد أَجَنَّت المرأَة ولداً؛ وقوله أَنشد ابن الأَعرابي:

  وجَهَرتْ أَجِنَّةً لم تُجْهَرِ

  يعني الأَمْواه المُنْدَفِنةَ، يقول: وردَت هذه الإِبلُ الماءَ فكسَحَتْه حتى لم تدعْ منه شيئاً لِقِلَّتِه.

  يقال: جهَرَ البئرَ نزحَها.

  والمِجَنُّ: الوِشاحُ.

  والمِجَنُّ: التُّرْسُ.

  قال ابن سيده: وأُرى اللحياني قد حكى فيه المِجَنَّة وجعله سيبويه فِعَلاً، وسنذكره، والجمع المَجانُّ، بالفتح.

  وفي حديث السرقة: القَطْعُ في ثَمَنِ المِجَنِّ، هو التُّرْسُ لأَنه يُواري حاملَه أَي يَسْتُره، والميم زائدة: وفي حديث علي، كرَّم الله وجهَه: كتب إليَّ ابنُ عباسٍ قلَبْتَ لابنِ عَمِّكَ ظَهْرَ المِجَنِّ؛ قال ابن الأَثير: هذه كلمة تُضْرَب مَثَلاً لمن كان لصاحبه على مودَّة أَو رعايةٍ ثم حالَ عن ذلك.

  ابن سيده: وقَلَبْ فلانٌ مِجَنَّة أَي أَسقَط الحياءَ وفعَل ما شاءَ.

  وقلَبَ أَيضاً مِجَنَّة: ملَك أَمرَه واستبدَّ به؛ قال الفرزدق:

  كيف تراني قالِباً مِجَنِّي؟ ... أَقْلِبُ أَمْري ظَهْرَه للبَطْنِ

  وفي حديث أَشراطِ الساعةِ: وُجوهُهم كالمَجانِّ المُطْرَقة، يعني التُّرْكَ.

  والجُنَّةُ، بالضم: ما واراكَ من السِّلاح واسْتَتَرْتَ به منه.

  والجُنَّةُ: السُّتْرة، والجمع الجُنَنُ.

  يقال: اسْتَجَنَّ بجُنَّة أَي اسْتَتَر بسُتْرة، وقيل: كلُّ مستورٍ جَنِينٌ، حتى إنهم ليقولون حِقْدٌ جَنينٌ وضِغْنٌ جَنينٌ؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

  يُزَمِّلونَ جَنِينَ الضِّغْن بينهمُ ... والضِّغْنُ أَسْوَدُ، أَو في وجْهِه كَلَفُ

  يُزَمِّلون: يَسْتُرون ويُخْفُون، والجَنينُ: المَسْتُورُ في نفوسهم، يقول: فهم يَجْتَهِدون في سَتْرِه وليس يَسْتَتِرُ، وقوله الضِّغْنُ أَسْوَدُ، يقول: هو بيِّنٌ ظاهرٌ في وجوههم.

  ويقال: ما عليَّ جَنَنٌ إلا ما تَرى أَي ما عليَّ شيءٌ يُواريني، وفي الصحاح: ما عليَّ جَنانٌ إلَّا ما تَرى أَي ثوبٌ يُوارِيني.

  والاجْتِنان؛ الاسْتِتار.

  والمَجَنَّة: الموضعُ الذي يُسْتَتر فيه.

  شمر: الجَنانُ الأَمر الخفي؛ وأَنشد:

  الله يَعْلَمُ أَصحابي وقولَهُم ... إذ يَرْكَبون جَناناً مُسْهَباً وَرِبا

  أَي يَرْكبون أَمْراً مُلْتَبِساً فاسداً.

  وأَجْنَنْتُ الشيء في صدري أَي أَكْنَنْتُه.

  وفي الحديث: تُجِنُّ بَنانَه أَي تُغَطِّيه وتَسْتُره.

  والجُّنَّةُ: الدِّرْعُ، وكل ما وَقاك جُنَّةٌ.

  والجُنَّةُ: خِرْقةٌ تَلْبسها المرأَة فتغطِّي رأْسَها ما قبَلَ منه وما دَبَرَ غيرَ وسَطِه، وتغطِّي الوَجْه وحَلْيَ الصدر، وفيها عَيْنانِ مَجُوبتانِ مثل عيْنَي البُرْقُع.

  وفي الحديث: الصومُ جُنَّةٌ أَي يَقي صاحبَه ما يؤذِيه من الشهوات.

  والجُنَّةُ: الوِقايةُ.

  وفي الحديث الإِمامُ جُنَّةٌ، لأَنه يَقِي المأْمومَ الزَّلَلَ والسَّهْوَ.

  وفي حديث الصدقة: كمِثْل رجُلين عليهما جُنَّتانِ من حديدٍ أَي وِقايَتانِ، ويروى بالباء الموحدة، تَثْنِية جُبَّةِ اللباس.

  وجِنُّ الناس وجَنانُهم: مُعْظمُهم لأَن الداخلَ فيهم يَسْتَتِر بهم؛ قال ابن أَحمر:

  جَنانُ المُسْلِمين أَوَدُّ مَسّاً ... ولو جاوَرْت أَسْلَمَ أَو غِفارا

  وروي:

  وإن لاقَيْت أَسْلَم أَو غفارا