لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الجيم]

صفحة 100 - الجزء 13

  والجَنَّةُ: الحَديقةُ ذات الشجر والنخل، وجمعها جِنان، وفيها تخصيص، ويقال للنخل وغيرها.

  وقال أَبو علي في التذكرة: لا تكون الجَنَّة في كلام العرب إلا وفيها نخلٌ وعنبٌ، فإن لم يكن فيها ذلك وكانت ذات شجر فهي حديقة وليست بجَنَّةٍ، وقد ورد ذكرُ الجَنَّة في القرآن العزيز والحديث الكريم في غير موضع.

  والجَنَّةُ: هي دارُ النعيم في الدار الآخرة، من الاجْتنان، وهو السَّتْر لتَكاثُفِ أَشْجارِها وتظليلها بالتِفافِ أَغصانِها، قال: وسميت بالجَنَّة وهي المرَّة الواحدة من مَصْدر جَنَّة جَنّاً إذا ستَرَه، فكأَنها ستْرةٌ واحدةٌ لشدَّةِ التِفافِها وإظْلالِها؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي وزعمَ أَنه للبيد:

  دَرَى باليَسَارَى جَنَّةً عَبْقَرِيَّةً ... مُسَطَّعةَ الأَعْناق بُلْقَ القَوادِم.

  قال: يعني بالجَنَّة إبلاً كالبُسْتان، ومُسطَّعة: من السِّطاع وهي سِمةٌ في العنق، وقد تقدم.

  قال ابن سيده: وعندي أَنه جِنَّة، بالكسر، لأَنه قد وصف بعبقرية أَي إبلاً مثل الجِنة في حِدَّتها ونفارها، على أَنه لا يبعد الأَول، وإن وصفها بالعبقرية، لأَنه لما جعلها جَنَّة اسْتَجازَ أَن يَصِفَها بالعبقريّة، قال: وقد يجوز أَن يعني به ما أَخرج الربيعُ من أَلوانِها وأَوبارها وجميل شارَتِها، وقد قيل: كلُّ جَيِّدٍ عَبْقَرِيٌّ، فإذا كان ذلك فجائز أَن يوصَف به الجِنَّة وأَن يوصف به الجَنَّة.

  والجِنِّيَّة: ثياب معروفة⁣(⁣١).

  والجِنِّيّةُ: مِطْرَفٌ مُدَوَّرٌ على خِلْقة الطَّيْلَسان تَلْبَسُها النساء.

  ومَجَنَّةُ: موضعٌ؛ قال في الصحاح: المَجَنَّةُ اسمُ موضع على أَميال من مكة؛ وكان بِلالٌ يتمثَّل بقول الشاعر:

  أَلا ليْتَ شِعْري هل أَبِيتَنَّ ليلةً ... بمكةَ حَوْلي إذْ خِرٌ وجَليلُ؟

  وهل أَرِدَنْ يوماً مِياه مَجَنَّةٍ؟ ... وهل يَبْدُوَنْ لي شامةٌ وطَفيلُ؟

  وكذلك مِجَنَّة؛ وقال أَبو ذؤَيب:

  فوافَى بها عُسْفانَ، ثم أَتى بها ... مِجَنَّة، تَصْفُو في القِلال ولا تَغْلي

  قال ابن جني: يحتمل مَجَنَّةُ وَزْنَين: أَحدهما أَن يكون مَفْعَلة من الجُنون كأَنها سميت بذلك لشيء يتصل بالجِنِّ أَو بالجِنَّة أَعني البُسْتان أَو ما هذا سَبيلُه، والآخر أَن يكون فَعَلَّةً من مَجَنَ يَمْجُن كأَنها سمِّيت بذلك لأَن ضَرْباً من المُجون كان بها، هذا ما توجبُه صنعةُ عِلْمِ العرب، قال: فأَما لأَيِّ الأَمرَينِ وقعت التسمية فذلك أَمرٌ طريقه الخبر، وكذلك الجُنَيْنة؛ قال:

  مما يَضُمُّ إلى عِمْرانَ حاطِبُه ... من الجُنَيْنَةِ، جَزْلاً غيرَ مَوْزون

  وقال ابن عباس، ¥: كانت مَجَنَّةٌ وذو المَجاز وعُكاظ أَسواقاً في الجاهليَّة.

  والاسْتِجْنانُ: الاسْتِطْراب.

  والجَناجِنُ: عِظامُ الصدر، وقيل: رؤُوسُ الأَضْلاع، يكون ذلك للناس وغيرهم؛ قال الأَسَقَرُ الجُعْفِيّ:

  لكن قَعِيدةَ بَيْتِنا مَجْفُوَّةٌ ... بادٍ جَناجِنُ صَدْرِها ولها غِنا

  وقال الأَعشى:

  أَثَّرَتْ في جَناجِنٍ، كإِران المَيْت ... عُولِينَ فوقَ عُوجٍ رِسالِ


(١) قوله [والجنية ثياب معروفة] كذا في التهذيب. وقوله [والجنية مطرف إلخ] كذا في المحكم بهذا الضبط فيهما. وفي القاموس: والجنينة مطرف كالطيلسان اه. أي لسفينة كما في شرح القاموس.