لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الدال المهملة]

صفحة 156 - الجزء 13

  قم عن الشمس فإِنها تُظهِر الداءَ الدفين؛ قال ابن الأَثير: هو الداء المستَتر الذي قهَرته الطبيعةُ، يقول: الشمس تُعينُه على الطبيعة وتُظهِره بحرِّها، ودَفَن الميِّتَ واراه، هذا الأَصل، ثم قالوا: دَفَن سِرَّه أَي كتمه.

  والدَّفينة: الشيء تَدْفِنه؛ حكاها ثعلب.

  والمِدْفن: السِّقاء الخَلَق.

  والمِدْفان: السقاء البالي والمنهل الدفين أَيضاً، وهو مِدْفان: بمنزلة المَدْفون.

  والمِدْفان والدَّفون من الإِبل والناس: الذاهبُ على وجهه في غير حاجة كالآبق، وقيل: الدَّفون من الإِبل التي تكون وسَطهن إِذا وردَت، وقد دَفَنَتْ تَدْفِن دَفْناً.

  ابن شميل: ناقة دَفون إذا كانت تغيب عن الإِبل وتركب رأْسها وحدها، وقد ادَّفَنت ناقتكم.

  وقال أَبو زيد: حَسَب دَفونٌ إذا لم يكن مشهوراً، ورجل دَفون.

  الجوهري: ناقة دَفون إذا كان من عادتها أَن تكون في وسط الإِبل، والتَّدافن: التَّكاتُم.

  يقال في الحديث: لو تكاشَفْتم ما تَدافَنْتم أَي لو تكَشَّف عيبُ بعضكم لبعض.

  وبقرة دافِنة الجِذْم: وهي التي انسحَقت أَضراسُها من الهرم.

  الأَصمعي: رجل دَفين المروءة، ودَفْنُ المروءة إذا لم يكن له مروءة؛ قال لبيد:

  يُباري الرِّيحَ ليس بِجانِبِيٍّ ... ولا دَفْنٌ مُروءَتُه لَئيم

  والادِّفانُ: إباقُ العَبد.

  وادَّفن العَبْدُ: أَبَق قبل أَن ينتهي به إلى المصر الذي يُباع فيه، فإِن أَبَق من المصر فهو الإِباقُ، وقيل: الادِّفانُ أَن يَرُوغَ من مَوالِيه اليوم واليومين، وقيل: هو أَن لا يغيب من المصر في غيبته، وعبد دَفون: فَعُول لذلك.

  وفي حديث شُريح: أَنه كان لا يَرُدّ العبدَ من الادِّفان ويردّه من الإِباق الباتِّ، وفسره أَبو زيد وأَبو عبيدة بما قدّمناه قبل الحديث، وقال أَبو عبيد: روى يزيد بن هارون بسنده عن محمد بن شريح قال يزيد: الادِّفانُ أَن يأْبَق العبد قبل أَن يُنتهى به إلى المصر الذي يباع فيه، فإِن أَبق من المصر فهو الإِباق الذي يردّ منه في الحُكم، وإن لم يَغِب عن المصر؛ قال أَبو منصور: والقولُ ما قاله أَبو زيد وأَبو عبيدة والحكم على ذلك، لأَنه إذا غاب عن مواليه في المصر اليومَ واليومين فليس بإِباقٍ باتٍّ، قال: ولست أَدري ما أَوْحَشَ أَبا عبيد من هذا، وهو الصواب؛ وقال ابن الأَثير في تفسير الحديث: الإِدِّفانُ هو أَن يَخْتفي العبدُ عن مواليه اليومَ واليومَيْن ولا يَغيبَ عن المصر، وهو افتعال من الدَّفْن لأَنه يَدْفِن نفْسه في البلد أَي يكتُمُها، والإِباقُ هو أَن يَهْرُب من المِصْر، والباتّ القاطع الذي لا شُبْهة فيه.

  والداء الدَّفِين: الذي يظْهَر بعد الخفاء ويفشو منه شَرّ وعَرٌّ.

  وحكى ابن الأَعرابي: داء دَفِن، وهو نادر؛ قال ابن سيده: وأُراه على النسب كرجل نَهِر؛ وأَنشد ابن الأَعرابي للمُهاصر بن المحل ووقف على عيسى بن موسى بالكوفة وهو يكتب الزَّمْنى:

  إن يَكْتبوا الزَّمْنى، فإِنِّي لَطَمِنْ ... من ظاهِر الدَّاء، وداءٍ مُسْتَكِنْ

  ولا يَكادُ يَبْرَأُ الدَّاءُ الدَّفِنْ

  والدَّاءِ الدَّفين: الذي لا يُعلم به حتى يظهر منه شَرّ وعَرّ.

  والدفائن: الكنوز، واحدتها دَفِينة.

  والدَّفَنِيُّ: ضرب من الثياب، وقيل من الثياب المُخَطَّطة؛ وأَنشد ابن بري للأَعشى:

  الواطِئينَ على صُدورِ نعالهم ... يمشون في الدَّفَنِيِّ والأَبْرادِ

  والدَّفِينُ: موضع؛ قال الحَذْلَميّ:

  إلى نُقاوى أَمْعَزِ الدَّفِين