لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الدال المهملة]

صفحة 158 - الجزء 13

  إذا ما عَلاها راكِبُ الصّيْفِ لم يَزَلْ ... يَرَى نَعْجةً في مَرْتَع، فيُثيرُها

  مُوَلَّعةً خَنْساءَ ليْستْ بنعْجة ... يُدَمِّن أَجْوافَ المِياه وَقِيرُها

  ودَمّن القومُ الموضعَ: سوّدوه وأَثَّروا فيه بالدِّمْن؛ قال عَبيد بن الأَبرص:

  مَنْزِلٌ دَمّنه آباؤُنا المُورثُون ... المَجْدَ في أُولى اللَّيالي

  والماء مُتَدَمِّن إذا سقَطَت فيه أَبعار الغَنَم والإِبل.

  والدِّمْن: ما تَلَبَّد من السِّرقِينِ وصار كِرْساً على وجه الأَرض.

  والدِّمْنة: الموضع الذي يَلْتبدُ فيه السِّرقِين، وكذلك ما اختلط من البعر والطين عند الحوض فتَلَبَّد.

  الصحاح: الدِّمْن البَعر؛ قال لبيد:

  راسِخُ الدِّمْن على أَعضادِه ... ثَلَمَتْه كُلُّ رِيحٍ وسَبَلْ

  ودمَنْتُ الأَرضُ: مثل دَمَلْتها، وقيل: الدِّمْن اسم للجنس مثل السِّدْر اسم للجنس.

  والدِّمَن: جمع دِمْنة، ودِمْنٌ⁣(⁣١).

  ويقال: فلانِ دِمْنُ مالٍ كما يقال إزاءُ مالٍ.

  والدِّمْنة: الموضع القريب من الدار.

  وفي الحديث: أَنه، ، قال: إيّاكم وخَضْراءَ الدِّمَن، قيل: وما ذاك؟ قال: المرأَة الحسناء في المَنْبت السُّوء؛ شبه المرأَة بما ينبت في الدِّمَن من الكلأِ يُرى له غَضارة وهو وَبيء المرْعى مُنْتِن الأَصل؛ قال زُفَر بن الحرث:

  وقد يَنْبُت المَرْعى على دِمَن الثَّرَى ... وتَبْقى حَزازاتُ النُّفوسِ كما هيَا

  والدِّمْنة: الحقد المُدَمِّن للصدر، والجمع دِمن، وقيل: لا يكون الحقد دِمْنة حتى يأْتي عليه الدهر وقد دَمِن عليه.

  وقد دَمِنَت قلوبُهم، بالكسر، ودَمِنْت على فلان أَي ضَغِنْت؛ وقال أَبو عبيد في تفسير الحديث: أَراد فسادَ النَّسَب إذا خيف أَن تكون لغير رِشْدة، وإنما جعلها خضراء الدِّمَن تشبيهاً بالبقلة الناضرة في دمنة البعر، وأَصل الدِّمْن ما تُدَمِّنه الإِبل والغنم من أَبعارها وأَبوالها أَي تُلَبِّده في مرابضها، فربما نبت فيها النباتُ الحسن النَّضِير، وأَصله من دِمْنة، يقول: فَمَنظَرُها أَنيق حسن؛ ومنه الحديث: فيَنْبُتون نباتَ الدِّمْن في السيل؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاء في رواية، بكسر الدال وسكون الميم، يريد البعر لسرعة ما ينبت فيه؛ ومنه الحديث: فأَتينا على جُدْجُد مُتَدَمِّن أَي بئر حولها الدِّمْنة.

  وفي حديث النخعيّ: كان لا يرى بأْساً بالصلاة في دِمْنة الغنم.

  والدِّمنة: بقية الماء في الحوض، وجمعها دِمْن؛ قال علقمة بن عَبْدَة:

  تُرادى على دِمْن الحِياضِ، فإِن تَعَفْ ... فإِنّ المُنَدَّى رِحْلَةٌ فَرُكوبُ

  والدَّمْن والدَّمان: عَفَن النخلة وسوادُها، وقيل: هو أَن يُنسِغَ النخل عن عَفَن وسواد.

  الأَصمعي: إذا أَنْسَغَت النخلة عن عفن وسواد قيل قد أَصابه الدَّمَان، بالفتح.

  وقال ابن أَبي الزِّناد: هو الأَدَمانُ.

  وقال شمر: الصحيح إذا انْشَقَّت النخلةُ عن عفن لا أَنْسَغَت، قال: والإِنْساغ أَن تُقْطَع الشجرةُ ثم تَنْبت بعد ذلك.

  وفي الحديث: كانوا يَتَبايَعُون الثِّمَار قبل أَن يَبْدُو صَلاحُها، فإِذا جاء التقاضي قالوا أَصاب الثمرَ الدَّمانُ؛ هو بالفتح وتخفيف الميم فساد الثمر وعفَنُه قبل إدراكه حتى يسودّ، من الدِّمْن وهو السرقين.

  ويقال: إذا أَطلعت النخلة عن عَفَن وسواد قيل أَصابها الدَّمانُ، ويقال: الدَّمال أَيضاً، باللام وفتح الدال بمعناه؛ ابن الأَثير: كذا


(١) قوله [ودمن] بالرفع عطف على والدمن.