لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الدال المهملة]

صفحة 161 - الجزء 13

  فما رِيحُ رَيْحانٍ بمسك بعنبرٍ ... برَنْدٍ بكافورٍ بدُهْنةِ بانِ،

  بأَطيبَ من رَيَّا حبيبي لو أنني ... وجدتُ حبيبي خالياً بمكانِ

  وقد ادَّهَن بالدُّهْن.

  ويقال: دَهَنْتُه بالدِّهان أَدْهُنه وتَدَهّن هو وادَّهن أَيضاً، على افْتعل، إذا تَطَلَّى بالدُّهن.

  التهذيب: الدُّهن الاسم، والدَّهْن الفعل المُجاوِز، والادِّهان الفعل اللازم، والدَّهَّان: الذي يبيع الدُّهن.

  وفي حديث هِرَقْلَ: وإلى جانبه صورةٌ تُشبِه إلَّا أَنه مُدْهانّ الرأْس أَي دَهِين الشعر كالمُصْفارّ والمُحْمارّ.

  والمُدْهُن، بالضم لا غير: آلة الدُّهْن، وهو أَحد ما شذّ من هذا الضرب على مُفْعُل مما يُستعمَل من الأَدوات، والجمع مَداهن.

  الليث: المُدْهُن كان في الأَصل مِدْهناً، فلما كثر في الكلام ضمّوه.

  قال الفراء: ما كان على مِفْعل ومِفْعلة مما يُعْتَمل به فهو مكسور الميم نحو مِخْرَز ومِقْطَع ومِسَلّ ومِخَدة، إلا أَحرفاً جاءت نوادر بضم الميم والعين وهي: مُدْهُن ومُسْعُط ومُنْخُل ومُكْحُل ومُنْضُل، والقياس مِدْهَن ومِنْخَل ومِسْعَط ومِكْحَل.

  وتَمَدْهن الرجل إذا أَخذ مُدْهُناً.

  ولِحْية دَهِين: مَدْهونة.

  والدَّهْن والدُّهن من المطر: قدرُ ما يَبُلّ وجه الأَرض، والجمع دِهان.

  ودَهَن المطرُ الأَرضَ: بلَّها بلاً يسيراً.

  الليث: الأَدْهان الأَمطار اللَّيِّنة، واحدها دُهْن.

  أَبو زيد: الدِّهَان الأَمْطار الضعيفة، واحدها دُهْن، بالضم.

  يقال: دهَنَها وَلْيُها، فهي مَدْهُونة.

  وقوم مُدَهَّنون، بتشديد الهاء: عليهم آثار النِّعَم.

  الليث: رجل دَهِين ضعيف.

  ويقال: أَتيت بأَمر دَهِين؛ قال ابن عَرَادة:

  لِيَنْتَزعُوا تُراثَ بني تَمِيم ... لقد ظَنُّوا بنا ظنّاً دَهِينا

  والدَّهين من الإِبل: الناقة البَكيئة القليلة اللبن التي يُمْرَى ضرعُها فلا يَدِرّ قَطرةً، والجمع دُهُن؛ قال الحطيئة يهجو أُمه:

  جَزاكِ الله شرّاً من عجوزٍ ... ولَقَّاكِ العُقوقَ من الَبنينِ

  لِسانُكِ مِبْرَدٌ لا عَيْبَ فيه ... ودَرُّكِ دَرُّ جاذبةٍ دَهينِ⁣(⁣١)

  وأَنشد الأَزهري للمثقّب: تَسُدُّ، بمَضْرَحيِّ اللَّوْنِ جَثْلٍ، خَوايَةَ فرْج مِقْلاتٍ دَهينِ.

  وقد دَهُنت ودهَنَت تَدْهُن دَهانة.

  وفحل دَهِين: لا يَكاد يُلْقِح أَصلاً كأَنَّ ذلك لقلَّة مائة، وإذا أَلقَح في أَول قَرْعِه فهو قَبِيس.

  والمُدْهُن: نقرة في الجبل يَسْتَنْقِع فيها الماء، وفي المحكم: والمُدْهُن مُسْتَنْقَع الماء، وقيل: هو كل موضع حفره سيل أَو ماء واكفٌ في حَجَر.

  ومنه حديث الزهري⁣(⁣٢).

  نَشِفَ المُدْهُن ويبس الجِعْثِن؛ هو نقرة في الجبل يَستنقِع فيها الماء ويَجتمع فيها المطر.

  أَبو عمرو: المَداهن نُقَر في رؤوس الجبال يستنقع فيها الماء، واحدها مُدْهُن؛ قال أَوس:

  يُقَلِّبُ قَيْدوداً كأَنَّ سَراتَها ... صَفَا مُدْهُنٍ، قد زَلَّقته الزَّحالِفُ

  وفي الحديث: كأَنَّ وجهَه مُدْهُنة؛ هي تأْنيث المُدْهُن، شبّه وجهَه لإِشْراق السرور عليه بصفاء الماء المجتمع في الحجر؛ قال ابن الأَثير: والمُدْهُن


(١) قوله [مبرد لا عيب فيه] قال الصاغاني: الرواية مبرد لم يبق شيئاً.

(٢) قوله [ومنه حديث الزهري] تبع فيه الجوهري، وقال الصاغاني: الصواب النهدي، بالنون والدال، وهو طهفة بن زهير.