لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الدال المهملة]

صفحة 164 - الجزء 13

  فظَلَّ يَغْشى لِوَى الدِّهْقانِ مُنْصَلِتاً ... كالفارِسِيِّ تَمَشَّى، وهو مُنْتَطِقُ

  والدُّهْقان والدِّهْقان: القويّ على التصرف مع حِدَّة، والأُنثى دِهْقانة، والاسم الدَّهْقَنةُ.

  الليث: الدَّهْقنة الاسم من الدَّهْقانِ، وهو نَبزٌ.

  ودُهْقِنَ الرجلُ: جُعِلَ دِهْقاناً؛ قال العجاج:

  دُهْقِنَ بالتاج وبالتَّسْويرِ

  ولِوَى الدِّهْقانِ: موضع بنجد.

  الأَزهري: وبالبادية رملة تعرف بلِوَى دِهْقان؛ قال الراعي يصف ثوراً:

  فظَلَّ يَعْلو لِوَى دِهْقانَ مُعْترِضاً ... يَرْدي، وأَظْلافُه خُضْرٌ من الزَّهَرِ

  ودَهْقَنَ الطعامَ: أَلانَه؛ عن أَبي عبيد.

  الأَصمعي: الدَّهْمَقةُ والدَّهْقَنة سواء، والمعنى فيهما سواء لأَن لِينَ الطعام من الدَّهْقنة.

  دون: دُونُ: نقيضُ فوقَ، وهو تقصير عن الغاية، ويكون ظرفاً.

  والدُّونُ: الحقير الخسيس؛ وقال:

  إذا ما عَلا المرءُ رامَ العَلاء ... ويَقْنَع بالدُّونِ مَن كان دُونا

  ولا يشتق منه فعل.

  وبعضهم يقول منه: دانَ يَدُونُ دَوْناً وأُدِين إدانةً؛ ويروى قولُ عديّ في قوله:

  أَنْسَلَ الذِّرْعانَ غَرْبٌ جَذِمٌ ... وعَلا الرَّبْرَبَ أَزْمٌ لم يُدَنْ

  وغيره يرويه: لم يُدَنّ، بتشديد النون على ما لم يسم فاعله، من دَنَّى يُدَنِّي أَي ضَعُفَ، وقوله: أَنسل الذِّرْعانَ جمع ذَرَعٍ، وهو ولد البقرة الوحشية؛ يقول: جري هذا الفرس وحِدَّتُه خَلَّف أَولادَ البقرة خلْفَه وقد علا الرَّبْرَبَ شَدٌّ ليس فيه تقصير.

  ويقال: هذا دون ذلك أَي أَقرب منه.

  ابن سيده: دونُ كلمة في معنى التحقير والتقريب، يكون ظرفاً فينصب، ويكون اسماً فيدخل حرف الجر عليه فيقال: هذا دونك وهذا من دونك، وفي التنزيل العزيز: ووجَدَ من دُونهم امرأَتين؛ أَنشد سيبويه:

  لا يَحْمِلُ الفارسَ إلَّا المَلْبُونْ ... أَلمحْضُ من أَمامِه ومن دُونْ

  قال: وإنما قلنا فيه إنه إِنما أَراد من دونه لقوله من أَمامه فأَضاف، فكذلك نوى إضافة دون؛ وأَنشد في مثل هذا للجعدي:

  لها فَرَطٌ يكونُ، ولا تَراه ... أَماماً من مُعَرَّسِنا ودُونا

  التهذيب: ويقال هذا دون ذلك في التقريب والتحقير، فالتحقير منه مرفوع، والتقريب منصوب لأَنه صفة.

  ويقال: دُونُك زيدٌ في المنزلة والقرب والبُعْد؛ قال ابن سيده: فأَما ما أَنشده ابن جني من قول بعض المولَّدين:

  وقامَتْ إليه خَدْلَةُ السَّاقِ، أَعْلَقَتْ ... به منه مَسْمُوماً دُوَيْنَةَ حاجِبِه

  قال: فإِني لا أَعرف دون تؤنث بالهاء بعلامة تأْنيث ولا بغير علامة، أَلا ترى أَن النحويين كلهم قالوا الظروف كلها مذكرة إِلا قُدّام ووراء؟ قال: فلا أَدري ما الذي صغره هذا الشاعر، اللهم إلا أَن يكون قد قالوا هو دُوَيْنُه، فإِن كان كذلك فقوله دُوَيْنَةَ حاجبه حسن على وجهه؛ وأَدخل الأَخفش عليه الباءَ فقال في كتابه في القوافي، وقد ذكر أَعرابيّاً أَنشده شعراً مُكْفَأً: فرددناه عليه وعلى نفر من أَصحابه فيهم مَن ليْسَ بدُونِه، فأَدخل عليه الباء كما ترى، وقد قالوا: من دُونُ، يريدون من دُونِه، وقد قالوا: دُونك في الشرف والحسب ونحو ذلك؛ قال