لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الراء]

صفحة 188 - الجزء 13

  الأَمر أَي غُمَّته وشدّته، وهو مذكور في موضعه.

  أَبو عمرو: الرُّنَّى شهر جُمادى⁣(⁣١).

  وجمعها رُنَنٌ.

  والرُّنَّى: الخَلْقُ.

  يقال: ما في الرُّنَّى مثله.

  قال أَبو عمر الزاهد: يقال لجمادى الآخرة رُنَّى، ويقال رُنَةُ، بالتخفيف؛ وأَنه قال:

  يا آلَ زَيْدٍ، احْذَرُوا هذي السَّنَه ... من رُنَةٍ حتى تُوافِيها رُنَه

  قال: وأَنكر رُبَّى، بالباء، وقال: هو تصحيف إنما الرُّبَّى الشاة النُّفَساء؛ وقال قطْرُبٌ وابن الأَنباري وأَبو الطيب عبد الواحد وأَبو القاسم الزجاجي: هو بالباء لا غير؛ قال أَبو القسم الزجاجي: لأَن فيه يعلم ما نُتِجَتْ حُرُوبُهم إذا ما انجلت عنه، مأْخوذ من الشاة الرُّبَّى؛ وأَنشد أَبو الطيب:

  أَتَيْتُك في الحَنِين فقلتَ: رُبَّى ... وماذا بين رُبَّى والحَنِينِ؟

  والحَنِينُ: اسم لجمادى الأُولى.

  رهن: الرَّهْنُ: معروف.

  قال ابن سيده: الرَّهْنُ ما وضع عند الإِنسان مما ينوب مناب ما أُخذ منه.

  يقال: رَهَنْتُ فلاناً داراً رَهْناً وارْتَهنه إذا أَخذه رَهْناً، والجمع رُهون ورِهان ورُهُنٌ، بضم الهاء؛ قال: وليس رُهُن جمعَ رِهان لأَن رِهاناً جمع، وليس كل جمع يجمع إلا أَن ينص عليه بعد أَن لا يحتمل غير ذلك كأَكْلُب وأَكالِب وأَيْدٍ وأَيادٍ وأَسْقِية وأَساقٍ، وحكى ابن جني في جمعه رَهين كعَبْدٍ وعَبيدٍ، قال الأَخفش في جمعه على رُهُنٍ قال: وهي قبيحة لأَنه لا يجمع فَعْل على فُعُل إلا قليلاً شاذّاً، قال: وذكر أَنهم يقولون سَقْفٌ وسُقُفٌ، قال: وقد يكون رُهُنٌ جمعاً للرهان كأَنه يجمع رَهْن على رِهان، ثم يجمع رِهان على رُهُن مثل فِراشٍ وفُرُش.

  والرَّهينة: واحدة الرَّهائن.

  وفي الحديث: كل غلام رَهينة بعقيقته؛ الرَّهينة: الرَّهْنُ، والهاء للمبالغة كالشَّتيمة والشَّتْم، ثم استعملا في معنى المَرْهون فقيل: هو رَهْن بكذا ورَهِينة بكذا، ومعنى قوله رهينة بعقيقته أَن العقيقة لازمة له لا بد منها، فشبهه في لزومها له وعدم انفكاكه منها بالرَّهْن في يد المُرْتَهِن.

  قال الخطابي: تكلم الناس في هذا وأَجود ما قيل فيه ما ذهب إليه أَحمد بن حنبل، قال: هذا في الشفاعة، يريد أَنه إذا لم يُعَقَّ عنه فمات طفلاً لم يَشْفَعْ في والديه، وقيل: معناه أَنه مرهون بأَذى شَعْره، واستدلوا بقوله: فأَمِيطُوا عنه الأَذى، وهو ما عَلِقَ به من دم الرحم.

  ورَهَنَه الشيءَ يَرْهَنَه رَهْناً ورَهَنَه عنده، كلاهما: جعله عنده رَهْناً.

  قال الأَصمعي: ولا يقال أَرْهَنتُه.

  ورَهَنَه عنه: جعله رَهْناً بدلاً منه؛ قال:

  ارْهَنْ بنيك عنهمُ أَرْهَنْ بَني

  أَراد أَرْهَن أَنا بني كما فعلت أَنت، وزعم ابن جني أَن هذا الشعر جاهليّ.

  وأَرْهَنته الشيء: لغة؛ قال هَمَّام بن مرة، وهو في الصحاح لعبد الله بن همام السَّلُولي:

  فلما خَشِيتُ أَظافيرَهُمْ ... نَجَوْتُ وأَرْهَنْتُهم مالكا

  غَريباً مُقِيماً بدار الهَوانِ ... أَهْونْ علَيَّ به هالِكا

  وأَحْضَرتُ عُذْرِي عليه الشُّهُودَ ... إنْ عاذراً لي، وإن تاركا

  وقد شَهِدَ الناسُ، عند الإِمامِ ... أَني عَدُوٌّ لأَعْدَائكا


(١) قوله [الرنى شهر جمادى] الذي في القاموس: ورنى، بلا لام، شهر جمادى.