لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الزاي]

صفحة 198 - الجزء 13

  قال ابن جني: هي في ظاهر الأَمر فَيْفَعول من الزَّفْن لأَنه ضرب من الحركة مع صوت، وقد يجوز أَن يكون زَيزَفون رباعيّاً قريباً من لفظ الزَّفْن؛ قال ابن بري: ومثله في الوزن دَيْدَبون، قال: ووزنه فيعلول، الياء زائدة.

  النضر: ناقة زَفُون وزَبُون، وهي التي إذا دنا منها حالبها زَبَنَتْه برجلها، وقد زَفَنَت وزَبَنَتْ، وأَتيت فلاناً فزَفَنَني وزَبَنَني.

  ويقال للرقَّاص زَفّان.

  وإِزْفَنَّه: اسم رجل؛ عن كراع.

  ورجل زِيْفَنُّ: طويل.

  وزَيْفَنٌ وزَوْفَنٌ: اسمان.

  زقن: زَقَنَ الحِمْلَ يَزْقُنه زَقْناً: حمله.

  وأَزْقَنَه على الحِمْل: أَعانه.

  ابن الأَعرابي: أَزْقَنَ زيد عمراً إذا أَعانه على حِمْله لينهض، ومثله أَبْطَغَه وأَبْدَغَه وعَدَّله وأَوَّنَه وأَسْمغَه وأَنّاه وبَوّاه وحَوَّله، كله بمعنى واحد.

  زكن: زَكِنَ الخَبَرَ زَكَناً، بالتحريك، وأَزْكنه: علمه، وأَزْكَنه غيره، وقيل: هو الظن الذي هو عندك كاليقين، وقيل: الزَّكَنُ طرف من الظن.

  غيره: الزَّكَنُ، بالتحريك، التفرُّس والظن.

  يقال: زَكِنْتُه صالحاً أَي ظننته، قال: ولا يقال منه رجل زَكِنٌ وقد أَزْكنته، وإِن كانت العامة قد أُلِعَتْ به، وإنما يقال أَزْكنته شيئاً أَعلمته إياه وأَفهمته حتى زَكِنَه؛ قال ابن بري: حكى الخليل أَزْكَنْتُ بمعنى ظننت فأَصبت، قال: يقال رجل مُزْكِنٌ إذا كان يظن فيصيب، والأَفصح زَكِنت، بغير أَلف، وأَنكر ابن قتيبة زَكِنْتُ بمعنى ظننت.

  وحكى أَبو زيد قال: يقال زَكِنْتُ منك مثل الذي زَكِنْتَ مني، قال: وهو الظن الذي يكون عندك كاليقين وإن لم تخبر به، وقال غيره: الزُّكَنُ الحافظ، وقيل: زَكِنْتُ به الأَمرَ وأَزْكَنْتُه قاربت تَوَهُّمَه وظننته.

  وفي نوادر الأَعراب: هذا الجيش يُزاكِنُ أَلفاً ويُناظِر أَلفاً أَي يُقارب.

  الليث: الإِزْكانُ أَن تُزْكِنَ شيئاً بالظن فتُصيب، تقول: أَزْكَنْتُه إِزْكاناً.

  اللحياني: هي الزَّكانةُ والزَّكانِيَة.

  أَبو زيد: زَكِنْتُ الرجلَ أَزْكَنُه زَكَناً إذا ظننت به شيئاً، وأَزْكَنْتُه الخبر إزْكاناً: أَفهمته حتى زَكِنَه فَهِمَه فَهْماً.

  وأَزْكَنَ غيره: أَعلمه.

  يقال: زَكِنْته، بالكسر، أَزْكَنه زَكَناً، بالتحريك، أَي علمته.

  قال ابن الأَعرابي: زَكِنَ الشيءَ عَلِمَه وأَزْكنه ظنه، وقيل: زَكِنَه فهمه، وأَزْكَنه غيرُه أَفهمه.

  الأَصمعي: يقال: زَكِنْتُ من فلان كذا أَي علمته؛ وقول قعنب بن أُم صاحبٍ:

  ولن يُراجِعَ قَلْبي وُدَّهم أَبداً ... زَكِنْتُ منهم على مثلَ الذي زَكِنُوا

  عدّاه بعلى لأَن فيه معنى اطَّلَعْتُ كأَنه قال اطلعت منهم على مثل الذي اطلعوا عليه مني؛ وقال الجوهري: قوله على مقحمةٌ.

  أَبو زيد: زَكِنْت منه مثلَ الذي زَكِنَه مني وأَنا أَزْكَنُه زَكَناً، وهو الظن الذي يكون عندك بمنزلة اليقين، وإن لم يخبرك به أَحد.

  قال أَبو الصَّقْر: زَكِنْتُ من الرجل مثلَ الذي زَكِنَ، تقول علمت منه مثل ما علم مني.

  قال أَبو بكر: التَّزْكِينُ التشبيه والظُّنون التي تقع في النفوس؛ وأَنشد:

  يا أَيُّهذا الكاشِرُ المُزَكِّنُ ... أَعْلِنْ بما تُخْفي، فإِني مُعْلِنُ

  اليَزيديُّ: زَكِنْتُ بفلانٍ كذا وأَزْكَنْتُ أَي ظننت.

  الأَصمعي: التَّزْكين التشبيه؛ يقال: زَكَّنَ عليهم وزَكَّمَ أَي شَبَّه عليهم ولَبَّسَ.

  وفي ذكر إياس بن معاوية المزني قاضي البصرة يضرب به المثل في الذكاء، قال بعضهم: هو أَزْكَنُ من إياس؛ الزَّكنُ