لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

فصل القاف

صفحة 693 - الجزء 1

  قَوَّبْنَ مَتْنَه أَي أَثَّرْنَ فيه بمَوْطئِهم ومَحَلِّهم؛ قال العجاج:

  من عَرَصاتِ الحَيِّ أَمْسَتْ قُوبا

  أَي أَمْسَتْ مُقَوَّبة.

  وتَقَوَّبَ جِلْدُه: تَقَلَّعَ عنه الجَرَبُ، وانْحَلَق عنه الشَّعَرُ، وهي القُوبةُ والقُوَبةُ والقُوباءُ والقُوَباءُ.

  وقال ابن الأَعرابي: القُوباء واحدةُ القُوبةِ والقُوَبةِ؛ قال ابن سيده: ولا أَدْري كيف هذا؟ لأَن فُعْلَة وفُعَلَةً لا يكونان جمعاً لفُعْلاء، ولا هما من أَبنية الجمع، قال: والقُوَبُ جمع قُوبةٍ وقُوَبة؛ قال: وهذا بَيِّن، لأَن فُعَلاً جمع لفُعْلة وفُعَلَةٍ.

  والقُوباءُ والقُوَباءُ: الذي يَظْهَر في الجسد ويخرُج عليه، وهو داءٌ معروف، يَتَقَشَّر ويتسعُ، يعالج ويُدَاوى بالريق؛ وهي مؤَنثة لا تنصرف، وجمعها قُوَبٌ؛ وقال ابن قَنَانٍ الراجز:

  يا عَجَبَا لهذه الفَلِيقَه ... هَلْ تَغْلِبَنَّ القُوَباءُ الريقَه؟

  الفليقةُ: الداهية.

  ويروى: يا عَجَباً، بالتنوين، على تأْويل يا قوم اعْجَبُوا عَجَباً؛ وإِن شئتَ جعلته مُنادى منكوراً، ويروى: يا عَجَبَا، بغير تنوين، يريد يا عَجَبي، فأَبدَل من الياءِ أَلِفاً؛ عل حدّ قول الآخر:

  يا ابْنَةَ عَمَّا لا تلُومي واهْجَعِي

  ومعنى رجز ابن قَنانٍ: أَنه تَعَجَّبَ من هذا الحُزاز الخَبيث، كيق يُزيلُه الريقُ، ويقال: إِنه مختص بريق الصائِم، أَو الجائِع؛ وقد تُسَكَّنُ الواو منها استثقالاً للحركة على الواو، فإِن سكنتها، ذَكَّرْتَ وصَرَفْتَ، والياء فيه للإِلحاق بقِرْطاس، والهمزة مُنْقلبة منها.

  قال ابن السكيت: وليس في الكلام فُعْلاء، مضمومة الفاء ساكنة العين، ممدودة الآخر، إِلَّا الخُشَّاءَ وهو العظمُ الناتئ وراء الأُذن وقُوباءَ؛ قال: والأَصل فيهما تحريك العين، خُشَشَاءُ وقَوَباءُ.

  قال الجوهري: والمُزَّاءُ عندي مثلُهما⁣(⁣١)؛ فمن قال: قُوَباء، بالتحريك، قال في تصغيره: قُوَيْباء، ومن سَكَّنَ، قال: قُوَيْبيٌّ؛ وأَما قول رؤبة:

  من ساحرٍ يُلْقي الحَصى في الأَكْوابْ ... بنُشْرَةٍ أَثَّارةٍ كالأَقْوابْ

  فإِنه جمع قُوباءَ، على اعتِقادِ حذف الزيادة على أَقوابٍ.

  الأَزهري: قابَ الرجلُ: تَقَوَّب جِلْدُه، وقابَ يَقُوبُ قَوْباً إِذا هَرَبَ.

  وقابَ الرجل إِذا قَرُبَ.

  وتقول: بينهما قابُ قَوْسٍ، وقِيبُ قَوسٍ، وقادُ قَوْسٍ، وقِيدُ قَوس أَي قَدْرُ قَوْسٍ.

  والقابُ: ما بين المَقْبِضِ والسِّيَة.

  ولكل قَوْس قابانِ، وهما ما بين المَقْبِضِ والسِّيَةِ.

  وقال بعضهم في قوله ø: فكان قابَ قَوْسَيْن؛ أَراد قابَيْ قوْس، فَقَلَبَه.

  وقيل: قابَ قَوْسَيْن، طُولَ قَوْسَين.

  الفراء: قابَ قَوْسَين أَي قَدْرَ قَوْسين، عربيتين.

  وفي الحديث: لَقابُ قَوسِ أَحدكم، أَو موضعُ قِدِّه من الجنة، خيرٌ من الدنيا وما فيها.

  قال ابن الأَثير: القابُ والقِيبُ بمعنى القَدْرِ، وعينُها واو مِن قولهم: قَوَّبوا في الأَرض أَي أَثَّروا فيها بوَطْئِهم، وجعَلوا في مَساقيها علامات.

  وقَوَّبَ الشيءَ: قَلَعَه من أَصله.

  وتَقَوَّبَ الشيءُ إِذا انْقَلَعَ من أَصله.

  وقابَ الطائرُ بيضَتَه أَي فَلَقَها، فانْقابت البيضةُ؛ وتَقَوَّبَتْ بمعنًى.


(١) قوله [والمزاء عندي مثلهما الخ] تصرف في المزاء في بابه تصرفاً آخر فارجع اليه.