لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل اللام]

صفحة 381 - الجزء 13

  قال: وقال عُبيد بن أَيوب:

  ولله دَرُّ الغُولِ أَيُّ رَفِيقَةٍ ... لِصاحِبِ قَفْرٍ خائفٍ يتَقَتَّرُ

  فلما رأَتْ أَن لا أُهَالَ، وأَنني ... شُجاعٌ، إِذا هُزَّ الجَبَانُ المُطيَّرُ

  أَتَتني بلحْنٍ بعد لَحْنٍ، وأَوقدَتْ ... حَوَالَيَّ نِيراناً تَبُوخُ وتَزْهَرُ

  ورجل لاحِنٌ لا غير إِذا صَرَفَ كلامَه عن جِهَته، ولا يقال لَحّانٌ.

  الليث: قول الناسِ قد لَحَنَ فلانٌ تأْويلُه قد أَخذ في ناحية عن الصواب أَي عَدَل عن الصواب إِليها؛ وأَنشد قول مالك بن أَسماء:

  مَنْطِقٌ صائِبٌ وتَلْحَنُ أَحْياناً ... وخيرُ الحديثِ ما كانَ لَحْناً

  قال: تأْويله وخير الحديث من مثل هذه الجارية ما كان لا يعرفه كلُّ أَحد، إِنما يُعرفُ أَمرها في أَنحاء قولها، وقيل: معنى قوله وتلحن أَحياناً أَنها تخطئ في الإِعراب، وذلك أَنه يُسْتملَحُ من الجواري، ذلك إِذا كان خفيفاً، ويُستثقل منهن لُزوم حاقِّ الإِعراب.

  وعُرِف ذلك في لَحْن كلامه أَي فيما يميل إِليه.

  الأَزهري: اللَّحْنُ ما تَلْحَنُ إِليه بلسانك أَي تميلُ إِليه بقولك، ومنه قوله ø: ولَتَعْرِفَنَّهُم في لَحْنِ القول؛ أَي نَحْوِ القول، دَلَّ بهذا أَن قولَ القائل وفِعْلَه يَدُلَّانِ على نيته وما في ضميره، وقيل: في لَحْنِ القول أَي في فَحْواه ومعناه.

  ولَحَن إِليه يَلْحَنُ لَحْناً أَي نَواه ومال إِليه.

  قال ابن بري وغيره: للَّحْنِ ستة مَعان: الخطأُ في الإِعراب واللغةُ والغِناءُ والفِطْنةُ والتَّعْريضُ والمَعْنى، فاللَّحْنُ الذي هو الخطأُ في الإِعراب يقال منه لَحَنَ في كلامه، بفتح الحاء، يَلْحَنُ لَحْناً، فهو لَحَّانٌ ولَحّانة، وقد فسر به بيتُ مالك بن أَسماء بن خارجة الفَزَاري كما تقدم، واللَّحْنُ الذي هو اللغة كقول عمر، ¥: تعلموا الفرائضَ والسُّنَنَ واللَّحْنَ كما تعلَّمُون القرآنَ، يريد اللغة؛ وجاء في رواية تعلموا اللَّحْنَ في القرآن كما تتعلمونه، يريد تعلموا لغَةَ العرب بإِعرابها؛ وقال الأَزهري: معناه تعلموا لغة العرب في القرآن واعرفُوا معانيه كقوله تعالى: ولتَعْرِفَنَّهم في لَحْنِ القول؛ أَي معناه وفَحْواه، فقول عمر، ¥: تعلموا اللَّحْن، يريد اللغة؛ وكقوله أَيضاً: أُبَيٌّ أَقْرَؤُنا وإِنَّا لنَرْغَبُ عن كثير من لَحْنِه أَي من لُغَتِه وكان يَقْرأُ التابُوه؛ ومنه قول أَبي مَيْسَرَة في قوله تعالى: فأَرْسَلْنا عليهم سَيْلَ العَرِمِ، قال: العَرِمُ المُسَنَّاةُ بلَحْنِ اليمن أَي بلغة اليمن؛ ومنه قول أَبي مَهْديٍّ: ليس هذا من لَحْني ولا لَحْنِ قومي؛ واللَّحْنُ الذي هو الغِناء وتَرْجيعُ الصوت والتَّطْريبُ شاهدُه قول يزيد ابن النعمان:

  لقد تَرَكَتْ فُؤادَكَ مُسْتَجَنَّا ... مُطَوَّقَةٌ على فَنَنٍ تَغَنَّى

  يَمِيلُ بها، وتَرْكَبُه بلَحْنٍ ... إِذا ما عَنَّ للمَحْزُون أَنَّا

  فلا يَحْزُنْكَ أَيامٌ تَوَلَّى ... تَذَكَّرُها، ولا طَيْرٌ أَرَنَّا

  وقال آخر:

  وهاتِفَينِ بشَجْوٍ، بعدما سجَعَتْ ... وُرْقُ الحَمامِ بترجيعٍ وإِرْنانِ

  باتا على غُصْنِ بانٍ في ذُرَى فَننٍ ... يُرَدِّدانِ لُحوناً ذاتَ أَلْوانِ

  ويقال: فلان لا يعرفُ لَحْنَ هذا الشعر أَي لا