لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الهاء]

صفحة 434 - الجزء 13

  الحديث في ذكر الدجال: أَزْهَرُ هِجانٌ؛ الهجانُ: الأَبيض.

  ويقال: هَجَّنه أَي جعله هجيناً.

  والمُهَجَّنة: الناقة أَوَّلَ ما تحمل؛ وأَنشد ابن بري لأَوس:

  حَرْفٌ أَخوها أَبوها من مُهَجَّنةٍ ... وعَمُّها خالُها وَجْناءُ مِئْشِيرُ

  وفي حديث الهُجرة: مَرَّا بعبد يرعى غنماً فاستسقياه من اللبن فقال: والله ما لي شاةٌ تحْلَبُ غَيْرَ عَناق حملت أَوَّل الشتاء فما بها لبنٌ وقد اهْتُجِنَتْ، فقال رسول الله، : ائتنا بها؛ اهُتجِنَتْ أَي تَبَيَّنَ حملُها.

  والهاجنُ: التي حملت قبل وقت حملها.

  والهُجْنة في الكلام: ما يَلْزَمُك منه العيبُ.

  تقول: لا تفعل كذا فيكون عليك هُجْنةً.

  وقالوا: إن للعلم نَكَداً وآفة وهُجنة؛ يعنون بالهُجْنَة ههنا الإِضاعة؛ وقول الأَعلم:

  ولَعَمْرُ مَحْبِلك الهَجينِ على ... رَحْبِ المَباءَةِ مُنْتِنِ الجِرْمِ

  عنى بالهَجِين هنا اللئيم: والهاجِنُ: الزَّنْدُ الذي لا يُورِي بقَدحةٍ واحدة.

  يقال: هَجَنَتْ زَنْدَةُ فلان، وإنَّ لها لهُجْنَةً شديدة؛ وقال بشر:

  لعَمْرُك لو كانتْ زِنادُكَ هُجْنةً ... لأَوْرَيْتَ إذ خَدِّي لخَدِّكَ ضارِعُ

  وقال آخر:

  مَهاجِنة مَغالثة الزِّنادِ

  وتَهْجينُ الأَمر: تقبيحُه.

  وأَرض هِجانٌ: بيضاء لينة التُّرْبِ مِرَبٌّ؛ قال:

  بأَرْضٍ هِجانِ اللَّوْنِ وَسْمِيَّةِ الثَّرَى ... عَذَاةٍ، نأَتْ عنها المُؤُوجةُ والبَحْرُ

  ويروى المُلُوحة.

  والهاجِنُ: العَناق التي تحمل قبل أَن تبلغ أَوانَ السِّفَادِ، والجمع الهِواجِنُ؛ قال: ولم أَسمع له فعلاً، وعم بعضهم به إناثَ نوعي الغنم.

  وقال ثعلب: الهاجن التي حُمل عليها قبل أَن تبلغ، فلم يَخُصَّ بها شيئاً من شيء.

  والهاجِنَةُ والمُهْتَجِنَةُ من النخل: التي تحمل صغيرة؛ قال شمر: وكذلك الهاجنُ.

  ويقال للجارية الصغيرة: هاجن، وقد اهتُجِنَت الجارية إذا افتُرِعَتْ قبل أَوانها.

  واهْتُجِنَتِ الجارية إذا وُطِئت وهي صغيرة.

  والمُهْتَجِنة: النخلة أَوَّل ما تُلْقَح.

  ابن سيده: الهاجِنُ⁣(⁣١).

  والمُهْتَجِنة الصبية؛ وفي المحكم: المرأَة التي تتزوّج قبل أَن تبلغ وكذلك الصغيرة من البهائم؛ فأَما قول العرب: جَلَّتِ الهاجِنُ عن الولد، فعلى التفاؤل.

  هدن: الأَزهري عن الهَوَازنيّ: الهُدْنَة انتقاضُ عَزْم الرجل بخبر يأْتيه فيَهْدِنُه عما كان عليه فيقال انْهَدَنَ عن ذلك، وهَدَنَه خَبَرٌ أَتاه هَدْناً شديداً.

  ابن سيده: الهُدْنة والهِدَانَةُ المصالحة بعد الحرب؛ قال أُسامة الهذلي:

  فسامونا الهِدانَةَ من قريبٍ ... وهُنَّ معاً قيامٌ كالشُّجُوبِ

  والمَهْدُون: الذي يْطْمَعُ منه في الصلح؛ قال الراجز:

  ولم يَعَوَّدْ نَوْمَةَ المَهْدُونِ

  وهَدَنَ يَهْدِنُ هُدُوناً: سَكَنَ.

  وهِدَنِ أَي سكَّنه، يتعدَّى ولا يتعدَّى.

  وهادَنه مُهادنَةً: صالحه، والاسم منهما الهُدْنَة.

  وفي الحديث: أَن النبي، ، ذكر الفتَنَ فقال: يكون بعدها هُدْنَةٌ على دَخَنٍ وجماعةٌ على أَقْذاءٍ؛


(١) قوله [ابن سيده الهاجن الخ] كذا بالأصل، والمؤلف التزم من مؤلفات ابن سيده المحكم وليست فيه هذه العبارة، فلعل قوله ابن سيده محرف عن ابن دريد مثلاً بدليل قوله وفي المحكم.