لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الياء المثناة تحتها]

صفحة 456 - الجزء 13

  مسأَلة، قال أَتعرف اليَتْنَ؟ قلت: نعم، قال: فمسأَلتك هذه يَتْنٌ.

  الأَزهري: قد أَيْتَنَتْ أُمُّه.

  وقالت أُمُّ تَأَبَّطَ شَرّاً: والله ما حَمَلْتُه غَيْلاً ولا وَضَعْتُه يَتْناً.

  قال: وفيه لغات يقال وَضَعَتْه أُمُه يَتْناً وأَتْناً ووَتْناً.

  وفي حديث ذي الثُّدَيَّةِ: مُوتَنَ اليدِ؛ هو من أَيْتَنَتِ المرأَةُ إذا جاءت بولدها يَتْناً، فقلبت الياء واواً لضمة الميم، والمشهور في الرواية مُودَنَ، بالدال.

  وفي الحديث: إذا اغتسل أَحدكم من الجنابة فليُنْقِ الميتَنَيْنِ⁣(⁣١).

  ولْيُمِرَّ على البَرَاجِمِ؛ قال ابن الأَثير: هي بواطن الأَفخاذ، والبَرَاجم عَكْسُ الأَصابع⁣(⁣٢).

  قال ابن الأَثير: قال الخطابي لست أَعرف هذا التأْويل، قال: وقد يحتمل أَن تكون الرواية بتقديم التاء على الياء، وهو من أَسماء الدُّبُرِ، يريد به غسل الفرجين؛ وقال عبد الغافر: يحتمل أَن يكون المَنْتَنَيْنِ بنون قبل التاء لأَنهما موضع النَّتْنِ، والميم في جميع ذلك زائدة.

  وروي عن الأَصمعي قال: اليَتْنُون شجرة تشبه الرِّمْثَ وليست به.

  يرن: اليَرُونُ: دماغ الفيل، وقيل هو المَنِيُّ، وفي التهذيب: ماء الفحل وهو سُمٌّ، وقيل: هو كل سَمّ؛ قال النابغة:

  وأَنْتَ الغَيْثُ يَنْفَعُ ما يَلِيه ... وأَنْتَ السَّمُّ خالَطَه اليَرُونُ

  وهذا البيت في بعض النسخ:

  فأَنت اللَّيْثُ يَمْنَعُ ما لَدَيْه

  ويَرْنا: اسم رملة.

  يزن: ذو يَزَنَ: مَلكٌ من ملوك حِمْير تنسب إليه الرماحُ اليَزَنِيَّةُ، قال: ويَزَنُ اسم موضع باليمن أُضيف إليه ذو، ومثله ذو رُعَيْنٍ وذو جَدَنٍ أَي صاحب رُعَيْنٍ وصاحب جَدَن، وهما قصران.

  قال ابن جني: ذو يَزَنَ غير مصروف، وأَصله يَزْأَنُ، بدليل قولهم رُمح يَزْأَنِيٌّ، وأَزْأَنيُّ، وقالوا أَيضاً أَيْزَنِيٌّ، ووزنه عَيْفَلِيٌّ، وقالوا آزَنِيٌّ ووزنه عافَلِيٌّ؛ قال الفرزدق:

  قَرَيْناهُمُ المَأْثُورةَ البِيضَ كُلَّها ... يَثُجُّ العُروقَ الأَيْزَنِيُّ المُثَقَّفُ

  وقال عَبْدُ بني الحَسْحاسِ:

  فإنْ تَضْحَكِي مِنِّي، فيا رُبَّ ليلةٍ ... تَرَكْتُكِ فيها كالقَباءِ مُفَرَّجا

  رَفَعْتُ برجليها، وطامَنْتُ رأْسَها ... وسَبْسَبْتُ فيها اليَزْأَنِيَّ المُحَدْرَجا

  قال ابن الكلبي: إنما سميت الرماح يَزَنيَّةً لأَن أَوَّل من عُمِلَتْ له ذو يَزَنَ، كما سميت السِّياطُ أَصْبَحِيَّةً، لأَن أَول من عُمِلَتْ له ذو أَصْبَحَ الحِمْيَرِيُّ.

  قال سيبوية: سأَلت الخليل فقلت إذا سميت رجلاً بذي مال هل تغيره؟ قال: لا، أَلا تراهم قالوا ذو يَزَنٍ منصرفاً فلم يغيروه؟ ويقال: رمح يَزَنِيٌّ وأَزَنِيٌّ، منسوب إلى ذي يَزَنٍ أحد ملوك الأَذْواءِ من اليمن، وبعضهم يقول يَزْأَنِيّ وأَزأَنِيٌّ.

  يسن: روى الأَعمش عن شَقِيقٍ قال: قال رجل يقال له سُهَيْلُ بن سِنَانٍ: يا أَبا عبد الرحمن أَياءً تَجِدُ هذه الآية أَم أَلفاً: من ماء غير آسن؟ فقال عبدُ الله: وقد عَلِمْتَ القرآن كلَّه غير هذه؟ قال: إني أَقرأُ


(١) قوله [الميتنين] كذا في بعض نسخ النهاية كالأَصل بلا ضبط وفي بعضها بكسر الميم.

(٢) قوله [عكس الأَصابع] هو بهذا الضبط في بعض نسخ النهاية وفي بعضها بضم ففتح.