لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الثاء المثلثة]

صفحة 484 - الجزء 13

  من الجَبْه وهو الاستقبال بالمكروه، وأَصله من إِصابة الجَبْهةِ، من جَبَهْتُه إِذا أَصبت جَبْهَتَه.

  وقوله، : فإِن الله قد أَراحكم⁣(⁣١).

  من الجَبْهَةِ والسَّجَّةِ والبَجَّةِ؛ قيل في تفسيره: الجَبْهةُ المَذَلَّة؛ قال ابن سيده: وأُراه من هذا، لأَن من استُقْبِلَ بما يكره أَدركته مذلة، قال: حكاه الهروي في الغريبين، والاسم الجَبيهَةُ، وقيل: هو صنم كان يعبد في الجاهلية، قال: والسَّجَّة السَّجاجُ وهو المَذيقُ من اللبن، والبَجَّةُ الفَصِيدُ الذي كانت العرب تأْكله من الدم يَفْصِدُونه، يعني أَراحكم من هذه الضَّيْقَةِ ونقلكم إِلى السَّعة.

  ووَرَدْنا ماءً له جَبِيهةٌ إِما كان مِلْحاً فلم يَنْضَحْ مالَهم الشُّرْبُ، وإِما كان آجِناً، وإِما كان بَعِيدَ القَعْر غليظاً سَقْيُه شديداً أَمْرُه.

  ابن الأَعرابي عن بعض الأَعراب قال: لكل جابه جَوْزَة ثم يؤَذَّن أَي لكل من وَرَدَ علينا سَقْيةٌ ثم يمنع من الماء.

  يقال: أَجَزْتُ الرجل إِذا سقيت إِبله، وأَذَّنْتُ الرجلَ إِذا رَدَدْتَه.

  وفي النوادر: اجْتبَهْت ماء كذا اجْتِباهاً إِذا أَنكرته ولم تَسْتَمْرئْه.

  ابن سيده: جَبَه الماءَ وَرَدَه وليست عليه قامةٌ ولا أَداةٌ للاستقاء.

  والجَبْهَةُ: الخيل، لا يفرد لها واحد.

  وفي حديث الزكاة: ليس في الجَبْهَةِ ولا في النُّخَّة صدقةٌ؛ قال الليث: الجَبْهة اسم يقع على الخيل لا يُفْرَدُ.

  قال أَبو سعيد: الجَبْهة الرجال الذين يَسْعَون في حَمالةٍ أَو مَغْرَم أَو جَبْر فقير فلا يأْتون أَحداً إِلا استحيا من رَدّهم، وقيل: لا يكاد أَحدٌ يَرُدُّهم، فتقول العرب في الرجل الذي يُعْطِي في مثل هذه الحقوق: رحم الله فلاناً فقد كان يُعْطي في الجَبْهة، قال: وتفسير قوله ليس في الجَبْهَة صدقة، أَن المُصَدِّقَ إِن وَجَدَ في أَيْدي هذه الجَبْهةِ من الإِبل ما تجب فيه الصدقة لم يأْخذ منها الصدقة، لأَنهم جمعوها لمَغْرم أَو حَمالة.

  وقال: سمعت أَبا عمرو الشَّيْباني يحكيها عن العرب، قال: وهي الجَمَّةُ والبُرْكة.

  قال ابن الأَثير: قال أَبو سعيد قولاً فيه بُعْدٌ وتَعَسُّفٌ.

  والجَبْهةُ: اسم منزلة من منازل القمر.

  الأَزهري: الجَبْهَةُ النجم الذي يقال له جَبْهة الأَسد وهي أَربعة أَنجم ينزلها القمر؛ قال الشاعر:

  إِذا رأَيتَ أَنْجُماً من الأَسَدْ ... جَبْهَتَه أَو الخَراتَ والكَتَدْ،

  بالَ سُهَيْلٌ في الفَضِيخ ففَسَدْ

  ابن سيده: الجَبْهة صنم كان يُعبد من دون الله ø.

  ورجل جُبَّه كجُبَّإٍ: جَبانٌ.

  وجَبْهاء وجُبَيْهاءُ: اسم رجل.

  يقال: جَبْهاء الأَشْجَعِيُّ وجُبَيْهاء الأَشجعيُّ، وهكذا قال ابن دريد جَبْهاءُ الأَشْجعيُّ على لفظ التكبير.

  جره: سمعت جَراهِيةَ القوم: يريد كلامَهم وجَلَبتهم وعَلانيتهم دون سِرِّهم.

  ويقال: جَرَّهْتُ الأَمر تَجْريهاً إِذا أَعْلَنته.

  ولقيتُه جَراهِيةٌ أَي ظاهِراً؛ قال ابن العَجْلانِ الهُذَليُّ:

  ولولا ذا لَلاقَيْت. المَنايا ... جَراهِيةً، وما عنها مَحِيدُ

  وجاء في جَراهِيةٍ من قومه أَي جماعة.

  والجَراهِيةُ: ضِخامُ الغنم، وقيل: جَراهِيةُ الإِبل والغنم خيارُهما وضِخامُهما وجِلَّتُهما.

  وقال ثعلب: قال الغَنَويُّ


(١) قوله [فإن الله قد أراحكم الخ] المعنى قد، أنعم الله عليكم بالتخلص من مذلة الجاهلية وضيقها وأعزكم بالإِسلام ووسع لكم الرزق وأفاء عليكم الأموال فلا تفرطوا في أداء الزكاة وإذا قلنا هي الأصنام فالمعنى تصدقوا شكراً على ما رزقكم الله من الإِسلام وخلع الأنداد: هكذا بهامش النهاية.