لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الفاء]

صفحة 529 - الجزء 13

  كَبْداء فَوْهاء كجَوْزِ المُقْحَم

  وبئر فَوْهاء: واسَعةُ الفمِ.

  وطَعْنةٌ فَوْهاءُ: واسعةٌ.

  وفاه بالكلام يَفُوه: نَطَقَ ولَفَظَ به؛ وأَنشد لأُمَيَّةَ:

  وما فاهُوا به لَهُمُ مُقيمُ

  قال ابن سيده: وهذه الكلمة يائيَّة وواويَّة.

  أَبو زيد: فاه الرجل يَفُوه فَوْهاً إذا كان مُتكلِّماً.

  وقالوا: هو فاه بجُوعِه إذا أَظْهَرَه وباحَ به، والأَصل فائِه بجُوعِه فقيل فاه كما قالوا جُرُفٌ هارٌ وهائرٌ.

  ابن بري: وقال الفراء رجل فاوُوهةٌ يَبُوح بكلِّ ما في نفسه وفاه وفاه.

  ورجل مُفَوَّه: قادرٌ على المَنْطِق والكلام، وكذلك فَيِّه.

  ورجلٌ فَيِّه: جَيِّدُ الكلامِ.

  وفَوهَه الله: جعَلَه أَفْوَه.

  وفاه بالكلام يَفُوه: لَفَظَ به.

  ويقال: ما فُهْتُ بكلمةٍ وما تَفَوَّهْتُ بمعنى أَي ما فتَحْتُ فمِي بكلمة.

  والمُفَوَّه: المِنْطِيقُ.

  ورجل مُفَوَّه بها.

  وإِنه لذُو فُوَّهةٍ أَي شديدُ الكلامِ بَسِيطُ اللِّسان.

  وفاهاه إذا ناطَقَه وفاخَرَه، وهافاه إذا مايَلَه إلى هَواه.

  والفَيِّه أَيضاً: الجيِّدُ الأَكلِ.

  وقيل: الشديدُ الأَكلِ من الناس وغيرهم، فَيْعِل، والأُنثى فَيِّهةٌ كثيرةُ الأَكل.

  والفَيِّه: المُفَوَّه المِنْطِيقُ أَيضاً.

  ابن الأَعرابي: رجل فَيِّه ومُفَوَّه إذا كان حسَنَ الكلامِ بليغاً في كلامه.

  وفي حديث الأَحْنَفِ: خَشِيت أَن يكون مُفَوَّهاً أَي بليغاً مِنْطِيقاً، كأنه مأْخوذ من الفَوَه وهو سَعةُ الفمِ.

  ورجل فَيِّه ومُسْتَفِيه في الطعام إذا كان أَكُولاً.

  الجوهري: الفَيِّه الأَكولُ، والأَصْلُ فَيْوِه فأُدْغم، وهو المِنْطيقُ أَيضاً، والمرأَةُ فَيِّهةٌ.

  واستَفاه الرجلُ اسْتِفاهةً واسْتِفاهاً؛ الأَخيرة عن اللحياني، فهو مُسْتَفِيه: اشتَدَّ أَكْلُه بعد قِلَّة، وقيل: اسْتَفاه في الطعام أَكثَرَ منه؛ عن ابن الأَعرابي ولم يخصَّ هل ذلك بعدَ قلَّةٍ أَم لا؛ قال أَبو زبيد يصف شِبْلَيْن:

  ثم اسْتَفاها فلمْ تَقْطَعْ رَضاعَهما ... عن التَّصَبُّب لا شَعْبٌ ولا قَدْعُ

  اسْتَفاها: اشتَدَّ أَكْلِهما، والتَّصَبُّبُ: اكْتساءُ اللحمِ للسِّمَنِ بعد الفِطامِ، والتَّحلُّم مثلُه، والقَدْعُ: أَن تُدْفَعَ عن الأَمر تُريدُه، يقال: قَدَ عْتُه فقُدِعَ قَدْعاً.

  وقد اسْتَفاه في الأَكل وهو مُسْتَفِيه، وقد تكون الاسْتِفاهةُ في الشَّرابِ.

  والمُفَوَّه: النَّهِمُ الذي لا يَشْبَع.

  ورجل مُفَوَّه ومُسْتَفِيه أَي شديدُ الأَكلِ.

  وشَدَّ ما فَوَّهْتَ في هذا الطعام وتفَوَّهْتَ وفُهْتَ أَي شَدَّ ما أَكَلْتَ.

  وإِنه لمُفَوَّه ومُسْتَفِيه في الكلام أَيضاً، وقد اسْتَفاه اسْتِفاهةً في الأَكل، وذلك إذا كنت قليلَ الطَّعْم ثم اشتَدَّ أَكْلُك وازْدادَ.

  ويقال: ما أَشَدَّ فُوَّهَةَ بعيرِك في هذا الكَلإِ، يريدون أَكْلَه، وكذلك فُوّهة فرَسِك ودابَّتِك، ومن هذا قولهم: أَفْواهُها مَجاسُّها؛ المعنى أَن جَوْدةَ أَكْلِها تَدُلك على سِمَنِها فتُغْنيك عن جَسِّها، والعرب تقول: سَقَى فلانٌ إِبلَه على أَفْواهِها، إذا لم يكن جَبَي لها الماءَ في الحوض قبل ورُودِها، وإِنما نزَعَ عليها الماءَ حين وَرَدَتْ، وهذا كما يقال: سَقَى إبلَه قَبَلاً.

  ويقال أَيضاً: جَرَّ فلانٌ إبلَه على أَفْواهِها إذا تركها تَرْعَى وتسِير؛ قاله الأَصمعي؛ وأَنشد:

  أَطْلَقَها نِضْوَ بُلَيّ طِلْحِ ... جَرّاً على أَفْواهِها والسُّجْحِ⁣(⁣١)


(١) قوله [على أفواهها والسجح] هكذا في الأصل والتهذيب هنا، وتقدم إنشاده في مادة جرر أفواههن السجح.