[فصل الكاف]
  ذلك كَرْهاً وعلى كُرْه.
  وحكى يعقوب: أَقامَني على كَرْه وكُرْه، وقد كَرِهَه كَرْهاً وكُرْهاً وكَراهَةً وكراهِيةً ومَكْرَهاً ومَكْرَهةً؛ قال:
  لَيْلَةُ غُمَّى طامِسٌ هِلالُها ... أَوْغَلْتُها ومُكْرَه إيغالُها
  وأَنشد ثعلب:
  تَصَيَّدُ بالحُلْوِ الحَلالِ، ولا تُرَى ... على مَكْرَه يَبْدُو بها فيَعيبُ
  يقول: لا تَتَكَلَّمُ بما يُكْرَه فيَعيبُها.
  وفي الحديث: إِسْباغ الوُضوء على المَكارِه؛ ابن الأَثير: جمع مَكْرَه وهو ما يَكْرَهه الإِنسان ويشقُّ عليه.
  والكُرْه، بالضم والفتح: المَشَقَّةُ؛ المعنى أَن يَتَوَضَّأَ مع البرد الشديد والعِلَلِ التي يَتَأَذَّى معها بمسِّ الماء، ومع إعْوازِه والحاجةِ إلى طلبه والسَّعْي في تحصيله أَو ابْتِياعِه بالثَّمن الغالي وما أَشبه ذلك من الأَسْباب الشاقَّة.
  وفي حديث عبادة: بايَعْتُ رسول الله، ﷺ، على المَنْشَطِ والمَكْرَه؛ يعني المَحْبوبَ والمَكْروه، وهما مصدران.
  وفي حديث الأُضْحية: هذا يومٌ اللحمُ فيه مكروه، يعني أَن طلَبَه في هذا اليوم شاقٌّ.
  قال ابن الأَثير: كذا قال أَبو موسى، وقيل: معناه أَن هذا اليومَ يُكْرَه فيه ذبحُ شاةٍ للَّحم خاصَّة، إنما تُذْبَحُ للنُّسُكِ وليس عندي إلا شاةُ لَحْمٍ لا تُجْزِي عن النُّسُك، هكذا جاء في مسلم اللَّحْمُ فيه مكروه، والذي جاء في البخاري هذا يومٌ يُشْتَهى فيه اللحْمُ، وهو ظاهر.
  وفي الحديث: خُلِقَ المكروه يوم الثَّلاثاءِ، وخُلِقَ النُّورُ يومَ الأَرْبعاء؛ أَرادَ بالمَكْرُوه ههنا الشرَّ لقوله: وخُلقَ النُّورُ يومَ الأَرْبِعاء، والنُّورُ خيرٌ، وإنما سُمّيَ الشرُّ مَكْروهاً لأَنه ضدُّ المحبوب.
  ابن سيده: واسْتَكْرَهَه ككَرِهَه.
  وفي المثل: أَساءَ كاره ما عَمِلَ، وذلك أَن رجلاً أَكْرَهَه آخرُ على عملٍ فأَساءَ عملَه، يضربُ هذا للرجل يَطْلُب الحاجة فلا يُبالِغ فيها؛ وقول الخَثْعَمِيَّة:
  رأَيتُ لهمْ سِيماءَ قَوْمٍ كَرِهْتُهم ... وأَهْلُ الغَضَى قَوْمٌ عليَّ كِرامُ
  إنما أَراد كَرِهْتُهم لها أَو مِنْ أَجْلِها.
  وشيءٌ كَرْه: مكروه؛ قال:
  وحَمْلَقَتْ حَوْلِيَ حَتَّى احْوَلَّا ... مَأْقانِ كَرْهانِ لها واقْبَلَّا
  وكذلك شيءٌ كَريةٌ ومكروه.
  وأَكْرَهَه عليه فتكارَهَه.
  وتكَرَّه الأَمْرَ: كَرِهَه.
  وأَكْرهْتُه: حَمَلْتُه على أَمْرٍ هو له كاره، وجمع المكروه مَكارِه.
  وامرأَة مُسْتَكْرِهة: غُصِبَتْ نَفْسَها فأُكْرِهَتْ على ذلك.
  وكَرَّه إليه الأَمْرَ تكرِيهاً: صيَّره كريهاً إليه، نقيض حَبَّبَه إليه، وما كانَ كَرِيهاً ولقد كَرُه كَراهةً؛ وعليه توجَّه ما أَنشده ثعلب من قول الشاعر:
  حتى اكْتَسَى الرأْسُ قِناعاً أَشْهَبا ... أَمْلَحَ، لا لَذّاً ولا مُحَبَّبا،
  أَكْرَه جِلْبابٍ لِمَنْ تَجَلْبَبا
  إنما هو من كَرُه لا مِنْ كَرِهْت، لأَن الجِلْبابَ ليس بكاره، فإذا امتنع أَن يُحْمَلْ على كَرِه إذ الكُرْه إنما هو للحيوان لم يُحْمَلْ إلا على كَرُه الذي هو للحيوان وغيره.
  وأَمْرٌ كَريه: مَكروه.
  ووَجْه كَرْه وكَريه: قبيحٌ، وهو من ذلك لأَنه يُكْرَه.
  وأَتَيْتك كَراهينَ أَنْ تَغْضَبَ أَي كَراهيةَ أَن تَغْضبَ.
  وجئتك على كَراهينَ أَي