لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الهمزة]

صفحة 27 - الجزء 14

  إذا كان واسعاً.

  وأَدَى الشيءُ: كَثُر.

  وآداه مالُه: كَثُرَ عليه فَغلَبَه؛ قال:

  إذا آداكَ مالُكَ فامْتَهِنْه ... لِجادِيه، وإنْ قَرِعَ المُراحُ

  وآدَى القومُ وتَآدَوْا: كَثُروا بالموضع وأَخصبوا.

  أذي: الأَذَى: كل ما تأَذَّيْتَ به.

  آذاه يُؤذِيه أَذىً وأَذاةً وأَذِيَّةً وتَأَذَّيْت به.

  قال ابن بري: صوابه آذاني إيذاءً، فأَما أَذىً فمصدر أَذِيَ أَذىً، وكذلك أَذاة وأَذِيَّة.

  يقال: أَذِيْت بالشيء آذَى أَذىً وأَذاةً وأَذِيَّةً فأَنا أَذٍ؛ قال الشاعر:

  لقَدْ أَذُوا بِكَ وَدُّوا لو تُفارِقُهُم ... أَذَى الهَراسةِ بين النَّعلِ والقَدَم

  وقال آخر:

  وإذا أَذِيتُ ببَلْدَةٍ فارَقْتُها ... ولا أُقيم بغَيرِ دَارِ مُقام

  ابن سيده: أَذِيَ به أَذىً وتَأَذّى؛ أَنشد ثعلب:

  تَأَذِّيَ العَوْدِ اشْتكى أن يُرْكَبا

  والاسم الأَذِيَّةُ والأَذاة؛ أَنشد سيبويه:

  ولا تَشْتُم المَوْلى وتَبْلُغْ أَذاتَه ... فإنَّك إن تَفْعَلْ تُسَفَّه وتَجْهَل

  وفي حديث العَقيقة: أَمِيطوا عنه الأَذى، يريد الشعر والنجاسة وما يخرج على رأْس الصبي حين يولد يُحْلَق عنه يوم سابعه.

  وفي الحديث: أَدْناها إماطةُ الأَذَى عن الطريق، وهو ما يؤْذِي فيها كالشوك والحجر والنجاسة ونحوها.

  وفي الحديث: كلُّ مُؤْذٍ في النار، وهو وعيد لمن يُؤْذِي الناس في الدنيا بعقوبة النار في الآخرة، وقيل: أَراد كلّ مُؤذٍ من السباع والهوام يُجْعَل في النار عقوبةً لأَهلها.

  التهذيب: ورجل أَذيٌّ إذا كان شديد التأَذِّي، فِعْلٌ له لازمٌ، وبَعيرٌ أَذيٌّ.

  وفي الصحاح: بَعيرٌ أَذٍ على فَعِلٍ، وناقة أَذِيَةٌ: لا تستقر في مكان من غير وجع ولكن خِلْقَةً كأَنها تشكو أَذىً.

  والأَذِيُّ من الناس وغيرهم: كالأَذِي؛ قال:

  يُصاحِبُ الشَّيطانَ مَنْ يُصاحِبُه ... فَهْوَ أَذيٌّ حَمَّةٌ مَصاوِبُه⁣(⁣١)

  وقد يكون الأَذِيٌّ.

  وقوله ø: ودَعْ أَذاهم؛ تأْويلُه أَذى المنافقين لا تُجازِهِمْ عليه إلى أَن تُؤْمَرَ فيهم بأَمر.

  وقد آذَيْتُه إيذاءً وأَذِيَّةً، وقد تَأَذَّيْتُ به تَأَذِّياً، وأَذِيتُ آذى أَذىً، وآذى الرجلُ: فَعَل الأَذى؛ ومنه قوله، ، للذي تَخَطَّى رِقاب الناس يَوْم الجُمُعَة: رأَيْتُك آذَيْتَ وآتَيْتَ.

  والآذيُّ: المَوْجُ؛ قال امرؤ القيس يصف مطراً:

  ثَجَّ، حَتَّى ضاق عن آذِيِّه ... عَرْضُ خِيمٍ فحِفاف فَيُسُر

  ابن شميل: آذيُّ الماء الأَطباق التي تراها ترفعها من مَتْنه الريحُ دونَ المَوْج.

  والآذيُّ: المَوْجُ؛ قال المُغِيرة بن حَبْناء:

  إذا رَمى آذِيُّه بالطِّمِّ ... تَرى الرِّجالَ حَوْلَه كالصُّمِّ،

  من مُطْرِقٍ ومُنْصِتٍ مُرِمِّ

  الجوهري: الآذيُّ مَوْجُ البحر، والجمع الأَواذيُّ؛ وأَنشد ابن بري للعَجّاج:

  طَحْطَحَه آذيُّ بَحْرٍ مُتْأَقِ

  وفي حديث ابن عباس في تفسير قوله تعالى: وإذ


(١) قوله [حمة] كذا في الأَصل بالحاء المهملة مرموزاً لها بعلامة الإِهمال.