لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الهمزة]

صفحة 28 - الجزء 14

  أَخَذَ رَبُّك من بَني آدم من ظُهورهم ذُرِّيَّاتِهم، قال: كأَنَّهم الذَّرُّ في آذِيِّ الماء.

  الآذيُّ، بالمد والتشديد: المَوْجُ الشديد.

  وفي خُطْبَة علي، #: تَلْتَطِمُ أَواذيُّ مَوْجِها.

  وإذا وإذْ: ظَرْفان من الزمان، فإذا لِمَا يأْتي، وإذْ لِمَا مضى وهي محذوفة من إذا.

  أري: الأَصمعي: أَرَتِ القِدْرُ تَأْري أَرْياً إذا احترقت ولَصِقَ بها الشيء، وأَرَتِ القِدْرُ تَأْري أَرْياً، وهو ما يَلْصَق بها من الطعام.

  وقد أَرَتِ القِدْرُ أَرْياً: لَزِقَ بأَسفلها شيء من الاحتراق مثل شاطَتْ؛ وفي المحكم: لَزِقَ بأَسفلها شِبْه الجُلْبَة السوداء، وذلك إذا لم يُسَطْ ما فيها أو لم يُصَبَّ عليه ماء.

  والأَرْيُ: ما لَزِقَ بأَسفلها وبقِي فيه من ذلك؛ المصدرُ والاسم فيه سواءٌ.

  وأَرْيُ القِدْرِ: ما الْتَزَقَ بجوانبها من الحَرَق.

  ابن الأَعرابي: قُرارَة القِدر وكُدادتُها وأَرْيُها.

  والأَرْيُ: العَسَلُ؛ قال لبيد:

  بأَشْهَبَ مِنْ أَبكارِ مُزْن سَحابةٍ ... وأَرْيِ دَبُورٍ شارَه النَّحْلَ عاسلُ

  وعَمَلُ النَّحْلِ أَرْيٌ أَيضاً؛ وأَنشد ابن بري لأَبي ذؤيب:

  جَوارِسُها تَأْري الشُّعُوفَ

  تَأْري: تُعَسِّل، قال: هكذا رواه عليّ بن حمزة وروى غيره تَأْوي.

  وقد أَرَتِ النَّحْلُ تَأْري أَرْياً وتَأَرَّتْ وأْتَرَتْ: عَمِلَت العَسَل؛ قال الطرماح في صفة دَبْر العسل:

  إذا ما تَأَرَّتْ بالخَليِّ، بَنَتْ به ... شَريجَيْنِ مِمّا تَأْتَري وتُتِيعُ⁣(⁣١)

  شَريجَيْن: ضربين يعني من الشَّهْدِ والعسل.

  وتأْتري: تُعَسِّلُ، وتُتِيعُ أَي تقيء العسلَ.

  والْتِزاقُ الأَرْي بالعَسَّالة ائْتِراؤه، وقيل: الأَرْيُ ما تجمعه من العسل في أَجوافِها ثم تَلْفِظه، وقيل: الأَرْيُ عَمَلُ النحل، وهو أَيضاً ما التَزَقَ من العسل في جوانب العَسَّالة، وقيل: عَسَلُها حين تَرْمي به من أَفواهها؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

  إذا الصُّدورُ أَظْهَرَتْ أَرْيَ المِئَر

  إنما هو مستعار من ذلك، يعني ما جَمَعَتْ في أَجوافها من الغيظ كما تَفْعَلُ النَّحْلُ إذا جمَعَتْ في أَفواهها العَسَل ثم مَجَّتْه.

  ويقال للَّبَنِ إذا لَصِق وَضَره بالإِناء: قد أَرِيَ، وهو الأَرْيُ مثل الرَّمْي.

  والتَّأَرِّي: جَمْع الرجل لِبَنِيه الطَّعامَ.

  وأَرَتِ الريحُ الماءَ: صَبَّته شيئاً بعد شيء.

  وأَرْيُ السماءِ ما أَرَتْه الريح تَأْرِيه أَرْياً فصَبَّته شيئاً بعد شيء، وقيل: أَرْيُ الريح عَمَلُها وسَوْقُها السحابَ؛ قال زهير:

  يَشِمْنَ بُرُوقَها، ويَرُشُّ أَرْيَ الْجَنُوب ... على حَواجِبها، العَماءُ

  قال الليث: أَرادَ ما وقع من النَّدى والطَّلِّ على الشجر والعُشْب فلم يَزَلْ يَلْزَقُ بعضه ببعض ويَكْثُرُ، قال أَبو منصور: وأَرْيُ الجَنوبِ ما اسْتَدَرَّتْه الجَنوبُ من الغَمام إذا مَطَرَت.

  وأَرْيُ السحاب: دِرَّتُه، قال أَبو حنيفة: أَصل الأَرْيِ العَمَل.

  وأَرْيُ النَّدى: ما وقع منه على الشجر والعُشْب فالتزَق وكَثُر.

  والأَرْيُ: لُطاخةُ ما تأْكله.

  وتَأَرَّى عنه: تَخَلَّف.

  وتَأَرَّى بالمكان وأْتَرى: احْتَبَس.

  وأَرَتِ الدابَّةُ مَرْبَطَها


(١) قوله [إذا ما تأرت] كذا في الأَصل بالراء، وفي التكملة بالواو.