لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الهمزة]

صفحة 49 - الجزء 14

  بمعنى واحد، وفي حديث غزوة حنين: اختاروا إِحدى الطائفتين إِمَّا المال وإِمّا السبي وقد كنت استَأْنَيْتُ بكم أَي انتظرت وتربَّصت؛ يقال: آنَيْت وأَنَّيْت وتأَنَّيْت واسْتَأْنَيْتُ.

  الليث: يقال اسْتَأْنَيتُ بفلان أَي لم أُعْجِله.

  ويقال: اسْتأْنِ في أَمرك أَي لا تَعْجَل؛ وأَنشد:

  اسْتأْن تَظْفَرْ في أُمورِك كلها ... وإِذا عَزَمْتَ على الهَوى فتوَكلِ

  والأَناة: التُّؤَدة.

  ويقال: لا تُؤنِ فُرْصَتَك أَي لا تؤخرها إِذا أَمْكَنَتْك.

  وكل شيء أَخَّرته فقد آنَيْتَه.

  الجوهري: آناه يُؤنِيه إِيناء أَي أَخَّره وحَبَسه وأَبطأَه؛ قال الكميت:

  ومَرْضوفةٍ لم تُؤْنِ في الطَّبْخِ طاهِياً ... عَجِلْتُ إِلى مُحْوَرِّها، حين غَرْغَرا

  وتَأَنَّى في الأَمر أَي تَرَفَّق وتَنَظَّرَ.

  واسْتأْنَى به أَي انتظر به؛ يقال: اسْتُؤْنيَ به حَوْلاً.

  ويقال: تَأَنَّيْتُكَ حتى لا أَناة بي، والاسم الأَناة مثل قناة؛ قال ابن بري شاهده:

  الرِّفْقُ يُمْنٌ والأَناةُ سَعادةٌ

  وآنَيْتُ الشيءَ: أَخَّرته، والاسم منه الأَناء على فَعَال، بالفتح؛ قال الحطيئة:

  وآنَيْتُ العَشاءَ إِلى سُهَيْلٍ ... أَو الشَّعْرى، فطال بِيَ الأَناء

  التهذيب: قال أَبو بكر في قولهم تَأَنَّيْتُ الرجل أَي انتظرته وتأَخرت في أَمره ولم أَعْجَل.

  ويقال: إِنَّ خَبَر فلان لَبَطيءٌ أَنِيٌّ؛ قال ابن مقبل:

  ثم احْتَمَلْنَ أَنِيّاً بعد تَضْحِيَةٍ ... مِثْل المَخارِيف من جَيْلانَ أَو هَجَر⁣(⁣١)

  الليث: أَنَى الشيءُ يَأْني أُنِيّاً إِذا تأَخر عن وقته؛ ومنه قوله:

  والزادُ لا آنٍ ولا قَفارُ

  أَي لا بطيء ولا جَشِبٌ غير مأْدوم؛ ومن هذا يقال: تَأَنَّى فلان يَتَأَنَّى، وهو مُتَأَنّ إِذا تَمَكَّث وتثبت وانتظر.

  والأَنَى: من الأَناة والتُّؤَدة؛ قال العجاج فجعله الأَناء:

  طال الأَناءُ وزايَل الحَقّ الأَشر

  وهي الأَناة.

  قال ابن السكيت: الإِنَى من الساعات ومن بلوغ الشيء منتهاه، مقصور يكتب بالياء ويفتح فيمدّ؛ وأَنشد بيت الحطيئة:

  وآنَيْتُ العَشاءَ إِلى سُهَيْل

  ورواه أَبو سعيد: وأَنَّيْت، بتشديد النون.

  ويقال: أَنَّيْتُ الطعامَ في النار إِذا أَطلت مكثه، وأَنَّيْت في الشيء إِذا قَصَّرت فيه.

  قال ابن بري: أَنِيَ عن القوم وأَنَى الطعامُ عَنَّا إِنىً شديداً والصَّلاةُ أُنِيّاً، كل ذلك: أَبطأَ.

  وأَنَى يَأْنِي ويَأْنى أَنْياً فهو أَنِيٌّ إِذا رَفَقَ.

  والأَنْيُ والإِنْيُ: الوَهْنُ أَو الساعة من الليل، وقيل: الساعة منه أَيَّ ساعة كانت.

  وحكى الفارسي عن ثعلب: إِنْوٌ، في هذا المعنى، قال: وهو من باب أَشاوِي، وقيل: الإِنَى النهار كله، والجمع آناء وأُنِيّ؛ قال:

  يا لَيْتَ لي مِثْلَ شَرِيبي مِنْ نُمِيْ ... وهْوَ شَرِيبُ الصِّدْقِ ضَحَّاكُ الأُنِيْ

  يقول: في أَيّ ساعة جئته وجدته يضحك.

  والإِنْيْ: واحد آناه الليل وهي ساعاته.

  وفي التنزيل العزيز: ومن آناء الليل؛ قال أَهل اللغة منهم الزجاج: آناء الليل ساعاته، واحدها إِنْيٌ وإِنىً، فمن قال إِنْيٌ


(١) قوله [قال ابن مقبل ثم احتملن.. .] أورده ياقوت في جيلان بالجيم، ونسبه لتميم بن أبي، وقال أنيّ تصغير إني واحد آناء الليل.