لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الباء الموحدة]

صفحة 68 - الجزء 14

  ذهب مالك، والناسُ على خلافه.

  وفي الحديث: كان إذا اهْتَمَّ لشيءٍ بَدَا أَي خرج إلى البَدْوِ؛ قال ابن الأَثير: يُشْبِه أَن يكون يَفْعَل ذلك ليَبْعُدَ عن الناس ويَخْلُوا بنفسه؛ ومنه الحديث: أَنه كان يَبْدُو إلى هذه التِّلاع.

  والمَبْدَى: خلاف المَحْضر.

  وفي الحديث: أَنه أَراد البَدَاوَةَ مرة أَي الخروجَ إلى البادية، وتفتح باؤها وتكسر.

  وقوله في الدعاء: فإنَّ جارَ البادِي يَتَحَوَّلُ؛ قال: هو الذي يكون في البادية ومَسْكنه المَضارِبُ والخيام، وهو غير مقيم في موضعه بخلاف جارِ المُقامِ في المُدُن، ويروى النادِي بالنون.

  وفي الحديث: لا يَبِعْ حاضِرٌ لبادٍ، وهو مذكور مُسْتَوْفى في حضر.

  وقوله في التنزيل العزيز: وإنْ يأْتِ الأَحْزابُ يَوَدُّوا لو أَنهم بادُون في الأَعْراب؛ أَي إذا جاءَت الجنود والأَحْزاب وَدُّوا أَنهم في البادية؛ وقال ابن الأَعرابي: إنما يكون ذلك في ربيعهم، وإلَّا فهم حُضَّارٌ على مياههم.

  وقوم بُدَّا وبُدَّاءٌ: بادونَ؛ قال:

  بحَضَرِيّ شاقَه بُدَّاؤُه ... لم تُلْهه السُّوقُ ولا كلاؤُه

  قال ابن سيده: فأَما قول ابن أَحمر:

  جَزَى الله قومي بالأُبُلَّةِ نُصْرَةً ... وبَدْواً لهم حَوْلَ الفِراضِ وحُضَّرَا

  فقد يكون إسماً لجمع بادٍ كراكب ورَكْبٍ، قال: وقد يجوز أَن يُعْنى به البَداوَة التي هي خلاف الحَضارة كأَنه قال وأَهْلَ بَدْوٍ.

  قال الأَصمعي: هي البداوة والحَضارة بكسر الباء وفتح الحاء؛ وأَنشد:

  فمَن تكُنِ الحَضارةُ أَعْجَبَتْه ... فأَيَّ رجالِ بادِيةٍ تَرانا؟

  وقال أَبو زيد: هي البَداوة والحِضارة، بفتح الباء وكسر الحاء.

  والبداوة: الإِقامة في البادية، تفتح وتكسر، وهي خلاف الحِضارة.

  قال ثعلب: لا أَعرف البَداوة، بالفتح، إلا عن أَبي زيد وحده، والنسبة إليها بَداوِيّ.

  أَبو حنيفة: بَدْوَتا الوادي جانباه.

  والبئر البَدِيُّ: التي حفرها فحفرت حَديثَةً وليست بعاديَّة، وترك فيها الهمز في أَكثر كلامهم.

  والبَدَا، مقصور: ما يخرج من دبر الرجل؛ وبَدَا الرجلُ: أَنْجَى فظهر ذلك منه.

  ويقال للرجل إذا تغَوَّط وأَحدث: قد أَبْدَى، فهو مُبْدٍ، لأَنه إذا أَحدث بَرَزَ من البيوت وهو مُتَبَرِّز أَيضاً.

  والبَدَا مَفْصِلُ الإِنسان، وجمعه أَبْداءٌ، وقد ذكر في الهمز.

  أَبو عمرو: الأَبْداءُ المَفاصِل، واحدها بَداً، مقصور، وهو أَيضاً بِدْءٌ، مهموز، تقديره بِدْعٌ، وجمعه بُدُوءٌ على وزن بُدُوع.

  والبَدَا: السيد، وقد ذكر في الهمز.

  والبَدِيُّ ووادِي البَدِيُّ: موضعان.

  غيره: والبَدِيُّ اسم واد؛ قال لبيد:

  جَعَلْنَ جراجَ القُرْنَتَيْن وعالجاً ... يميناً، ونَكَّبْنَ البَدِيَّ شَمائلا

  وبَدْوَةُ: ماءٌ لبني العَجْلانِ.

  قال: وبداً اسم موضع.

  يقال: بين شَغْبٍ وبَداً، مقصور يكتب بالأَلف؛ قال كثيِّر:

  وأَنْتِ التي حَبَّبتِ شَغباً إلى ... بَداً إليَّ، وأَوطاني بلادٌ سواهما

  ويروي: بَدَا، غير منون.

  وفي الحديث ذكر بَدَا بفتح الباء وتخفيف الدال: موضع بالشام قرب وادي القُرَى، كان به منزل عليّ بن عبد الله بن العباس