لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الثاء المثلثة]

صفحة 112 - الجزء 14

  يُذَدْنَ ذِيادَ الحامِساتِ، وقد بَدَا ... ثَرَى الماءِ من أَعطافِها المُتَحلِّب

  يريد العَرَق.

  ويقال: إِني لأَرَى ثَرى الغضب في وجه فلان أَي أَثَرَه؛ قال الشاعر:

  وإِني لَتَرَّاكُ الضَّغينةِ قد أَرى ... ثَرَاها من المَوْلى، ولا أَسْتَثيرُها

  ويقال: ثَرِيتُ بك أَي فَرِحت بك وسُرِرت.

  ويقال ثِرِيتُ بك، بكسر الثاء، أَي كَثُرْتُ بك، قال كثيِّر:

  وإِني لأَكْمِي الناسَ ما تَعِدِينَني ... من البُخْلِ أَن يَثْرَى بذلِك كاشِحُ

  أَي يَفْرَح بذلِك ويشمت؛ وهذا البيت أَورده ابن بري:

  وإِني لأَكمي الناس ما أَنا مضمر ... مخافة أَن يثرَى بذلك كاشح

  ابن السكيت: ثَرِيَ بذلك يَثْرَى به إِذا فرح وسُرَّ.

  وقولهم: ما بيني وبين فلان مُثْرٍ أَي أَنه لم ينقطع، وهو مَثَل، وأَصل ذلك أَن يقول لم يَيْبَس الثَّرَى بيني وبينه، كما قال، #: بُلُّوا أَرحامكم ولو بالسلام؛ قال جرير:

  فلا تُوبِسُوا بَيْني وبينكم الثَّرَى ... فإِنَّ الذي بيني وبينكُم مُثْرِي

  والعرب تقول: شَهْرٌ ثرَى وشهرٌ ترَى وشهرٌ مَرْعى وشهرٌ اسْتَوى أَي تمطر أَوّلاً ثم يَطْلُعُ النبات فتراه ثم يَطول فترعاه النَّعَم، وهو في المحكم، فأَمّا قولهم ثَرَى فهو أَوّل ما يكون المطر فيرسخ في الأَرض.

  وتبتلُّ التُّربة وتَلين فهذا معنى قولهم ثرى، والمعنى شَهْرٌ ذو ثَرىً، فحذفوا المضاف، وقولهم وشهر ترى أَي أَن النبت يُنْقَف فيه حتى ترى رؤوسه، فأَرادوا شهراً ترى فيه رؤوس النبات فحذفوا، وهو من باب كُلَّه لم أَصنع، وأَما قولهم مرعى فهو إِذا طال بقدر ما يمكن النَّعَم أَن ترعاه ثم يستوي النبات ويَكْتَهِل في الرابع فذلك وجه قولهم استوى.

  وفلان قريب الثَّرَى أَي الخير.

  والثَّرْوانُ: الغَزِير، وبه سمي الرجل ثَرْوان والمرأَة ثُرَيَّا، وهي تصغير ثَرْوَى.

  والثُّرَيَّا: من الكواكب، سميت لغزارة نَوْئها، وقيل: سميت بذلك لكثرة كواكبها مع صغر مَرْآتها، فكأَنها كثيرة العدد بالإِضافة إِلى ضيق المحل، لا يتكلم به إِلا مصغراً، وهو تصغير على جهة التكبير.

  وفي الحديث: أَنه قال للعباس يَمْلِك من ولدك بعدد الثُّرَيَّا؛ الثُّريا: النجم المعروف.

  ويقال: إِن خلال أَنجم الثُّريا الظاهرة كواكب خفية كثيرة العدد والثَّرْوةُ: ليلة يلتقي القمر والثُّرَيَّا.

  والثُّرَيَّا من السُّرُج: على التشبيه بالثُّريا من النجوم.

  والثُّريَّا: اسم امرأَة من أُميّة الصغرى شَبَّب بها عمر بن أَبي ربيعة.

  والثُّرَيّا: ماء معروف.

  وأَبو ثَرْوان: رجل من رواة الشعر.

  وأَثْرَى: اسم موضع؛ قال الأَغلب العِجْلي:

  فما تُرْبُ أَثْرَى، لو جَمَعْت ترابَها ... بأَكثرَ مِنْ حَيَّيْ نِزارٍ على العَدِّ

  ثطا: الثَّطَا: إِفراط الحُمْق.

  يقال: رجل بَيِّنُ الثَّطَا والثَّطاةِ.

  وثَطِيَ ثَطاً: حَمُق.

  وثَطَا الصبيُّ: بمعنى خَطَا؛ وفي الحديث: أَن النبي، ، مَرَّ بامرأَة سوداء تُرْقِص صبيّاً لها وهي تقول:

  ذُؤال، يا ابْنَ القَرْم، يا ذُؤاله ... يَمْشِي الثَّطا، ويَجْلِسُ الهَبَنْقَعَه